طهران تحمل دولا غربية وإسرائيل مسؤولية تفجيرات زاهدان وتلوم باكستان

اعتقال سفيرة سويسرا ممثلة المصالح الأميركية لساعات قبل إطلاقها

إيرانيون يبكون أمس ضحايا الانفجار الذي حدث في زاهدان والذي أعلنت «جند الله» المسؤولية عنه (أ.ب)
TT

رغم تنديد المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون وكذلك الاتحاد الأوروبي بتفجير زاهدان، اتهمت إيران أمس دولا غربية وإسرائيل بالضلوع في الاعتداء الانتحاري المزدوج الذي أوقع الخميس الماضي 27 قتيلا في جنوب شرقي البلاد وذلك على الرغم من تنديد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشدة بالاعتداء.

في غضون ذلك أشارت وكالة فارس الإيرانية للأنباء إلى اعتقال سفيرة سويسرا التي ترعى أيضا المصالح الأميركية عبر سفارتها في طهران خلال زيارتها إلى محافظة خراسان الشمالية - شمال شرقي إيران -.

ونقلت الوكالة عن مصدر أن اغوستي قد أفرج عنها بعد اعتقالها لعدة ساعات، وكانت السفيرة السويسرية في طهران قد قامت بزيارة إلى إحدى القرى الحدودية بعد الإعلان حينها عن عدم وجود أي موافقة أو تنسيق مع الجهات المعنية حيث تم اعتقالها مع الوفد المرافق لها في قرية كلانه بالقرب من قرية خير آباد التابعة لقضاء شيروان في محافظة خراسان الشمالية ليطلق سراحها بعد عدة ساعات.

وعلى صعيد التفجيرات نقلت وكالة مهر عن مساعد قائد الشرطة أحمد رضا رادان أنه تم توقيف 40 شخصا غداة الاعتداء وذلك بتهمة «التسبب في اضطرابات» في مدينة زاهدان. ولم يقدم المسؤول تفاصيل إضافية.

وكان علي عبد الله نائب وزير الداخلية الإيراني قال في تصريحات نقلها أمس موقع التلفزيون الإيراني على الإنترنت «إن المسؤولين عن هذه الجريمة تم تدريبهم وتجهيزهم خارج الحدود ثم قدموا إلى إيران».

وقال «إن هذا العمل الإرهابي الأعمى نفذه مرتزقة من (عالم الاستكبار)» وهي عبارة تستخدم في الخطاب السياسي الإيراني للإشارة إلى القوى الغربية.

وأضاف علي عبد الله «يجب أن يدرك أولئك الذين خططوا لهذه الجريمة وجهزوا من اقترفها، أنهم في عداد المسؤولين». وحث أفغانستان وباكستان المجاورتين على «مراقبة حدودهما».

واستهدف الهجوم المزدوج الذي أوقع أيضا 250 جريحا مسجد الجامعة في زاهدان كبرى مدن محافظة سيستان - بلوشستان. وتم تبنيه من مجموعة جند الله التي أكدت أنها استهدفت الحرس الثوري.

ونددت العواصم العالمية، وبينها واشنطن، بشدة بالاعتداء المزدوج.

غير أن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني اتهم مباشرة الولايات المتحدة.

وقال بحسب موقع التلفزيون الإيراني على الإنترنت «على الأميركيين تحمل مسؤوليتهم في هذا العمل الإرهابي في سيستان (بلوشستان). لا يمكنهم التنصل من ذلك».

من جانبه قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني على بروجردي: نعاتب باکستان بشدة لأنها لا تتصدي بقوة للأشرار والإرهابيين الذين يعملون علي زعزعة الأمن على الأراضي الإيرانية.

وقال: على باکستان أن تتعاون بشکل جاد مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمواجهة الإرهابيين.

وصرح بأن أهالي مناطق شرق إيران تکبدوا خسائر عديدة جراء المؤامرات التي تحاك من خلف الحدود، وعلى الجارة الشرقية أن تعلم أن صبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية‌بدأ ينفد.

واتهم وزير الداخلية الإيراني مصطفى نجار من جانبه إسرائيل العدو اللدود لإيران.

ونقلت وكالة ايسنا عن الوزير قوله «إن الأعمال الإرهابية للصهاينة تسعى لتحقيق عدد من الأهداف منها الشقاق بين الشيعة والسنة». وأضاف أن أجهزة المخابرات الإيرانية وجهاز الأمن «تسيطر على الوضع».

وأكد المساعد السياسي لرئيس هيئة الأركان في الجيش أن أميركا تخفي دورها في الإرهاب عبر التظاهر بدعمها لحقوق الإنسان والحب للبشرية.

من جانبه، قال المساعد الثقافي والإعلامي لرئيس هيئة الأركان المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري إن الجماعات التي قامت بأعمال إرهابية تتلقى الدعم الأميركي، كما كانت جماعة ريغي تحصل على الدعم الإعلامي من الإذاعات والقنوات التلفزيونية الأميركية.

وأضاف جزائري أن المتابع لمراكز الفكر والثقافة الأميركية يرى تأكيدها على التخريب في المناطق الحدودية لإيران ودعمها لكل ما يجري من عمليات هناك وبذلك فإن أصابع الاتهام تشير إلى الحكومة الأميركية في التورط ودعم تلك العمليات الإرهابية الوحشية.

ودعا المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي في رسالة وجهها لسكان محافظة سيستان - بلوشستان «المسلمين الشيعة والسنة إلى التحلي بالصبر والحفاظ على الوحدة»، بحسب ما أوردت وكالة فارس.

وتتهم إيران بانتظام مجموعة جند الله بأنها تتلقى التدريب والتجهيز من أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية والبريطانية وأيضا الباكستانية وذلك بهدف زعزعة النظام الإيراني.

وتجمع حشد في زاهدان أمس للمشاركة في تشييع الضحايا. وتنطلق المواكب الجنائزية من أمام مسجد الجامعة باتجاه المقبرة الرئيسية في المدينة.

وكتب على لافتة رفعها المتجمعون «الذين ارتكبوا هذه الأعمال الإرهابية ليسوا شيعة ولا سنة» في حين هتف المتجمعون «الموت للإرهابيين»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية ايرنا.

ومتمردو جند الله الذين يقاتلون منذ عشر سنوات السلطات الإيرانية هم من السنة وينتمون إلى إثنية البلوش التي تشكل قسما هاما من سكان سيستان - بلوشستان.

على صعيد آخر أعلن وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي السبت أن بلاده سترد على الشركات الأجنبية التي تتراجع عن عقودها الموقعة التزاما بالعقوبات الدولية المفروضة على إيران، وسيتم وضعها على «لائحة سوداء».

ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن مير كاظمي قوله: «إذا تصرفت شركات أجنبية ضد (مصالح) إيران، سنكون ملزمين بأخذ هذا الواقع في الاعتبار ووضع هذه الشركة ضمن لائحة سوداء» وأضاف «لن تعمل مجددا في بلادنا». وقالت وكالة «مهر» إن الوزير أعطى على ذلك مثالا شركة «لوك – أويل»، ثاني منتج نفطي في روسيا، التي تخلت عن مشروع حقل اناران الذي اكتشف في غرب إيران في 2005.

ووقعت عدة شركات روسية عقودا كبيرة مع إيران لكن معظم المشاريع معلقة بسبب العقوبات الدولية التي فرضت على طهران ردا على مواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم.

وقالت قناة «برس تي في» الإيرانية الناطقة بالإنجليزية إن مسؤولين أمنيين محليين احتجزوا أغوستي الأربعاء «لأنه لم يتم التعرف على هويتها على الفور». وأفرج عن السفيرة بعد بضع ساعات من توقيفها، بحسب الموقع الإلكتروني. وبحسب وكالة «فارس» للأنباء نقلا عن مصدر مطلع أيضا، فإن السلطات المعنية كانت تبلغت بانتقال السفيرة إلى خراسان الشمالية. وفي سويسرا، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الاتحادية لوكالة الصحافة الفرنسية «أنه لا يملك معلومات» حول احتمال اعتقال السفيرة.