القنصل البريطاني في أربيل يفضل مناداته بـ«مام جيرمي».. ويعشق الدولمة والباجة

ماكادي لـ «الشرق الأوسط»: علاقتنا تتحسن بالإقليم.. والتوتر السابق مرده تقسيم كردستان

TT

بعض الساسة في إقليم كردستان ينادونه بـ«مام جيرمي»، أي العم جيرمي بعدما بدأت علاقاته كقنصل بريطاني في محافظة أربيل تتوسع إلى أن وصلت إلى أن يختار بنفسه الأكلات العراقية التي عشقها، ومنها الدولمة والكفتة والباجة التي اعتاد أحد المطاعم في أربيل أن يقدمها للعم جيرمي ماكادي كلما جاء إليه بصحبة أصدقائه من الأكراد.

ويقول ماكادي لـ«الشرق الأوسط» إنه سيكون حزينا جدا عندما يترك إقليم كردستان بعدما عمل فيه كقنصل مدة عامين، وكان قد عمل سفيرا لبلاده في رواندا وبلدان أخرى قبل قدومه إلى العراق. ويتوقع أن يغادر البلد بعد انتهاء مهامه مستقبلا، ويقول بأنه يعز على قلبه ترك أصدقائه الكرد، لكنه يعلل ذلك بأن مهام الدبلوماسيين تبقى مرهونة بالترحال والتنقل بين البلدان المختلفة طبقا للمهام التي يكلفون بها.

ولدى ماكادي معلومات واسعة عن الأكراد فهو يعلم أن العلاقات الكردية - البريطانية قد اتسمت بالتوتر عندما قدم البريطانيون في الربع الأول من القرن الماضي إلى كردستان العراق بعد الضربات التي وجهوها إلى القوات العثمانية التي أجبروها في النهاية على التراجع إلى الأناضول. هذه العلاقات المتوترة بينهما بلغت الذروة في المواجهة التي قادها الثائر الكردي الشيخ محمود الحفيد عام 1919 ضد القوات البريطانية في الواقعة المعروفة بمعركة «دربندبازيان» ما بين كركوك والسليمانية التي جرح فيها الثائر الكردي ووقع أسيرا في يد القوات البريطانية التي نفته إلى الهند.

لكن الآن تسير العلاقات الكردية - البريطانية باستمرار نحو التحسن وهنالك مبادرات من الجانبين لتطويرها، ولعب القنصل جيرمي ماكادي دورا مهما في تحسين وتطوير هذه العلاقات. وهو يرى أن التوتر السابق في العلاقات البريطانية - الكردية مرده تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء أو خمسة إذا أضفنا إليها كردستان أذرابيجان، وزعت على الدول المجاورة التي أنشأها البريطانيون أنفسهم.

ويقول ماكادي: «كنا نرغب في أن تكون هناك دولة كردية آنذاك، لكن قصر النظر وتمسك الكرد ببعض الثوابت، جعلنا نتناول مسطرة وقمنا بتوزيع الأملاك العثمانية، وكان نصيب الكرد التقسيم وتوزيعهم على كل من سورية وتركيا والعراق وإيران». القنصل البريطاني العام في كردستان يقول: «على الرغم من أن الكرد في بعض الأحيان عنيدون ولا يرغبون في أن يتحكم فيهم أحد، ويريدون أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، لكننا استطعنا أن ندير المنطقة بشكل جيد وناجح».

ويشير إلى أن الحكومة البريطانية قدمت العون للكرد قائلا: «لقد استقبلنا المواطنين الكرد الذين كانوا مهددين أو مراقبين في بلدنا، ونحن الذين قمنا بحث الأميركيين عام 1991 لتبني منطقة يحظر فيه الطيران العراقي لتكون بمثابة منطقة آمنة للكرد في شمال العراق، والآن علاقاتنا معهم جيدة خصوصا في مجال الزمالات والثقافة والأعمال».

ومن الأشياء التي توقف عندها ماكادي في كردستان، عدد البرلمانيات في برلمان كردستان العراق وهن أكثر عددا مما في البرلمان البريطاني، وهو يرى في ذلك أمرا إيجابيا ويقول: «من الممكن أن نحذو نحن في ذلك حذوكم».

ولماكادي علاقات طيبة مع الحكومة في كردستان وله علاقة طيبة مع المعارضة أيضا وهو يرى أن العمل الدبلوماسي يؤهله إلى تلك الرؤية التي تجعله يتعامل مع كل الأطراف بمستوى واحد، وقد كسب الجميع بهذا التصرف.