أوغندا وإثيوبيا تدعوان إلى سحق حركة الشباب الصومالية

رمضان العمامرة: تفجيرات كمبالا تحد مباشر للاتحاد الأفريقي

TT

دعا الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني ورئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي إلى سحق حركة الشباب المجاهدين الصومالية، التي قامت بتوسيع هجماتها خارج نطاق الصومال. وجاءت تصريحات الزعيمين بعد تهديد أمير حركة الشباب، التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجيري كمبالا، بشن مزيد من الهجمات الجديدة خارج الأراضي الصومالية.

وقال زيناوي إن «حركة الشباب نفذت الكثير من الهجمات على مدى السنوات الماضية، ووسعت مؤخرا قدراتها لتشمل هجوما خارج الأراضي الصومالية، لذا حان الوقت لمواجهة المتطرفين وسحقهم من المنطقة. وشدد زيناوي أيضا على أن إثيوبيا لن تتعامل في أي حال من الأحوال مع حركة الشباب ولن تدخل في أي تفاوض معها».

وطالب الرئيس الأوغندي، يويري موسيفيني، بتغيير تفويض قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال، ومنحها سلطة لمهاجمة المتمردين ومنعهم من شن هجمات أخرى في المنطقة. ودعا إلى إرسال مزيد من الجنود لتعزيز بعثة الاتحاد الأفريقي في مقديشو، وقال: «علينا أن نركز الجهود لرفع عدد هذه القوة إلى 20 ألف جندي لنتمكن بالتعاون مع الحكومة الصومالية من القضاء على الإرهابيين وسحق المتمردين». وأضاف موسيفيني: «كما قررنا في قمة زعماء (إيقاد) الأسبوع الماضي، فإن الاتحاد الأفريقي سيكون قادرا على تنظيف الساحة الصومالية من الإرهابيين، سوف يتم تعزيز قوتنا علي الأرض».

وذكر موسيفيني أن الهدف من تلك الخطوة هو تجديد التفويض للقوات الأفريقية بالتحرك للقضاء على الجماعات المتمردة في الصومال. وتعهد موسيفيني أيضا بالعثور على منفذي هجمات كمبالا والقضاء عليهم.

وقد أثارت تصريحات زيناوي وموسيفيني مخاوف البعض من توغل عسكري محتمل من قبل الدول المجاورة للصومال، على الرغم من أن دعوات التدخل كانت تتعالى حتى قبل تفجيرات كمبالا الأخيرة، إذ دعت دول منظمة الإيقاد إلى إرسال ألفي جندي من دول الجوار إلى مقديشو لمساعدة قرابة ستة آلاف من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي المنتشرة في الصومال منذ عام 2007. وتزايدت المخاوف الإقليمية بعد إطلاق زعيم حركة الشباب تهديدا جديدا بشن مزيد من الهجمات خارج الأراضي الصومالية.

في هذه الأثناء، قال رمضان العمامرة، مفوض السلم والأمن للاتحاد الأفريقي، إن تفجيرات كمبالا التي تزامنت قبل أيام من بدء أعمال قمة الاتحاد الأفريقي هناك ينظر إليها على أنها تحد مباشر للاتحاد الأفريقي. وأضاف العمامرة في تصريح صحافي أمس «الاتحاد الأفريقي مستعد للتعامل مع الجماعات الإرهابية مثل الشباب الصومالية، وأن هناك جهودا تبذل لإعادة بحث استراتيجيات الاتحاد الأفريقي لمكافحة الإرهاب على ضوء الهجمات الأخيرة». وأكد العمامرة أن الاتحاد الأفريقي سيستخدم الاتفاقات المختلفة حول الإرهاب التي تم إجازتها في الفترات الأخيرة لإعادة تنشيط معركة القارة ضد الإرهاب. وتابع قائلا: «الهجمات الأخيرة في كمبالا أثارت قضايا تهم الاتحاد الأفريقي، لكنها أيضا إشارة إلى أن حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة شعرت بالهزيمة التي تعرضت لها في حربها داخل الصومال». وذكر العمامرة أن الاتحاد الأفريقي ملتزم بمكافحة الإرهاب وأنه سيهزم الإرهاب والإرهابيين.

على صعيد آخر، أثارت فتوى أطلقها داعية صومالي بارز بشأن جواز الاستعانة بقوات أجنبية غير مسلمة في حال عمت الفوضى في البلاد، الكثيرَ من الجدل والانتقاد، وندد عدد من علماء الصومال بهذه الفتوى بشدة، بينما هاجمت حركة الشباب المجاهدين - التي تحارب وجود القوات الأجنبية في البلاد - هذه الفتوى بقوة، ووصفت الحركة هذه الفتوى بـالكفر الصريح المخرج من الملة. وكان الشيخ عمر الفاروق عبد سلطان - أحد أشهر العلماء السلفيين والدعاة في الصومال - قد صرح في حديث له مع إذاعة «راديو مقديشو» الذي تديره الحكومة، بأن على عقلاء وعلماء كل بلد أن يتضامنوا معا لفض النزاع عند نشوبه في بلد ما، وأضاف: «فإن عجز هؤلاء عن حل الأزمة، فعلى الدول الإسلامية التدخل بالقوة للحيلولة بين المتحاربين». وتابع قائلا: «فإن تعذر ذلك أيضا، جاز للعقلاء وذوي الأمر في ذلك البلد الاستعانة بالقوات غير المسلمة». وأشار الشيخ عمر الفاروق إلى أن لدول الجوار الحق الأول في هذا التدخل لصلة الجوار الجغرافي وللمصالح المشتركة، وحرصا على أمنها واستقرارها، وأيضا لمنع الفوضى من الوصول إلى أراضيها، على حد تعبيره.

كما انتقدت كل من هيئة علماء الصومال، وجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة - كبرى الحركات السلفية غير المسلحة في البلاد - الجهود المبذولة لإرسال مزيد من القوات الأجنبية إلى الصومال، وقالا في بيان مشترك: «إن جلب مزيد من القوات الأجنبية، ولا سيما من دول الجوار، لن يحل المشكلة الصومالية، واتهما أطراف الصراع في الصومال بمسؤولية استدعاء القوات الأجنبية، حيث إن مسؤولية التنازع والتقاتل تقع أولا على عاتق الرافضين للحوار والتصالح والمتسببين في استمرار إراقة الدماء وتوفير المبررات لاحتلال البلد». وأضاف البيان المشترك أن حل المشكلة الصومالية لا يكمن في استيراد قوات أجنبية، وأن هناك أجندة خارجية وراء إشعال الفتنة في الصومال، وهي التي تحرك الأطراف المتقاتلة، لذا ندعو الأطراف كافة إلى أن يبحثوا حل القضية بالأخوة والتفاهم ضمن إطار المصلحة الصومالية، كما دعا البيان فئات الشعب الصومالي بعلمائه ومثقفيه وشيوخ القبائل إلى المبادرة لعقد مؤتمر عاجل في الداخل للتشاور في كيفية إنقاذ الوطن وأهله. ودعا البيان العالم الإسلامي عامة وخصوصا الدول العربية إلى لعب دور فعال تجاه حل القضية الصومالية.

في المقابل، رحبت الحكومة الانتقالية بهذه الفتوى التي تأتي في وقت قررت فيه دول الجوار إرسال مزيد من الجنود إلى الصومال لتعزيز بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام. والشيخ عمر الفاروق عبد سلطان يقيم حاليا بالسعودية، وهو أحد رموز شيوخ السلفية المخضرمين في الصومال، وكان يعلق على قرار زعماء «إيقاد» إرسال ألفي جندي من دول الجوار إلى الصومال لتعزيز بعثة الاتحاد الأفريقي العاملة في مقديشو منذ عام 2007.