ميتشل يفشل في إقناع أبو مازن بالمفاوضات المباشرة.. لكنه سيواصل المشوار

عبد ربه: لم يأت بأي بشرى جديدة > دحلان: لم يقدم لنا أي ردود إسرائيلية

TT

فشل المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل في إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أمس، بضرورة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، لغياب التقدم في ملفي الأمن والحدود، واعترف بذلك ميتشل بقوله: «نلاحظ الصعوبات والمشكلات في الطريق لتحقيق ذلك»، لكنه أكد «إننا مصممون على مواصلة طريقنا، ويشجعنا على ذلك المناقشات التي سمعناها اليوم».

وألقى أبو مازن بالكرة في ملعب لجنة المتابعة العربية، وأبلغ ميتشل في اللقاء الذي جمعهما في مقر المقاطعة في رام الله، واستمر 3 ساعات، أنه سينقل نتائج المباحثات الأخيرة للجنة المتابعة نهاية يوليو (تموز) الحالي لاتخاذ القرار المناسب. ويبدو أن هذا سيدفع ميتشل إلى زيارة عدد من الدول القريبة المؤثرة، كما أعلن بعد انتهاء لقائه بأبو مازن، في محاولة للضغط على هذه الدول من أجل الموافقة على الذهاب إلى مفاوضات مباشرة. وبينما وصف ميتشل الاجتماع بالجيد والمشجع، أكد ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن المبعوث الأميركي لم يحمل في جعبته أي بشرى جديدة. وأكد عبد ربه للصحافيين أن أبو مازن أبلغ ميتشل أنه لن يوافق على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة لحين تحقيق تقدم في قضيتي الحدود والأمن.

وأصدر محمد دحلان، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض الإعلام والثقافة، بيانا عقب انتهاء الاجتماع، أعلن فيه رفض حركة فتح لطلب ميتشل بالذهاب إلى المفاوضات المباشرة.

وقال دحلان: «إن ميتشل لم يقدم خلال لقائه السيد الرئيس محمود عباس وللقيادة الفلسطينية أي ردود إسرائيلية جديدة حول قضية الأمن والحدود». وأكد دحلان موقف فتح المبدئي من مسألة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وقال، «إن هذا الانتقال يتطلب إحراز تقدم وردود إسرائيلية واضحة بشأن قضيتي الأمن والحدود، وهو الموقف الفلسطيني الذي دعمته الجامعة العربية عبر لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية». وأضاف: «على ضوء هذه التطورات وفي ظل غياب الردود الإسرائيلية على هاتين القضيتين، فإن حركة فتح لم تغير موقفها برفض الانتقال إلى المفاوضات المباشرة».

وفور انتهاء اللقاء، غادر أبو مازن رام الله إلى عمان، في طريقه للقاء الرئيس المصري حسني مبارك اليوم، من أجل مزيد من النقاشات حول ملف المفاوضات.

المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط السناتور جورج ميتشل عقب لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في مقر الرئاسة في رام الله أمس «أنهينا اجتماعا بنّاء ومثمرا مع الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية، ونتطلع إلى مواصلة نقاشاتنا التي بدأت لتحقيق رؤية الرئيس أوباما للسلام الشامل في الشرق الأوسط».

وكان ميتشل قد وصل إلى المنطقة يوم الخميس الماضي في جولة هي السادسة لرعاية المفاوضات غير المباشرة. وعقد فور وصوله، اجتماعا مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، والتقى في اليوم التالي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل أن يلتقي أبو مازن في محاولة للانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وسيعود ميتشل إلى إسرائيل للقاء ثانٍ مع نتنياهو قبل أن يتوجه إلى مصر للقاء الرئيس المصري حسني مبارك الذي سيستقبل أيضا نتنياهو وأبو مازن في لقائين منفصلين. وقطع أبو مازن الشك باليقين بشأن ما تردد عن احتمال لقائه نتنياهو في القاهرة بقوله إنه لن يلتقيه في القاهرة.

من جهتها، وصفت حركة حماس زيارة ميتشل، بأنها «شكلية فارغة المضمون ولا تقدم شيئا للشعب الفلسطيني». وقال فوزي برهوم المتحدث باسمها، في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه: «إن هذه الزيارة تأتي في إطار الانجرار الأميركي وراء السياسة الصهيونية والضغط على سلطة فتح لتقديم المزيد من التنازلات إلى العدو، وتحديدا بعد مواقف أوباما المتراجعة في لقائه الأخير مع نتنياهو». وأضاف: «لا نعوِّل على مثل هذه الزيارات، ولا نبني عليها الآمال».

ووصف برهوم ما سماه «استمرار سلطة فتح في التفاوض مع العدو عبر مفاوضات مباشرة وغير مباشرة، بأنه الأخطر على وحدة الصف الفلسطيني»، لأنها كما قال «قائمة على شطب الحقوق والثوابت الفلسطينية وترسيخ كيان الاحتلال». وتابع برهوم: «نحن لا نثق بالدور الأميركي المنحاز إلى الاحتلال، وأولوياتنا وحدة الصف الفلسطيني الداخلي وإعادة الاعتبار إلى برنامج المقاومة والمشروع الوطني لمواجهة المخططات الصهيونية». وحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية ما تقوم به إسرائيل «من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، من خلال الغطاء والدعم العسكريين».