استطلاع: حلف الأطلسي لا يكسب قلوب الأفغان ولا عقولهم

مقتل جنديين من حلف الناتو في جنوب أفغانستان

TT

كشف استطلاع للرأي نشر أمس أن حلف شمال الأطلسي لم ينجح في كسب قلوب الأفغان ولا عقولهم وأن أكثر الناس في معاقل طالبان ينظرون إلى القوات الأجنبية بشكل سلبي، ويعتقدون أن طالبان يجب أن تشارك في الحكومة. لكن 55 في المائة من الأفغان، الذين شملهم الاستطلاع الذي أجراه المجلس الدولي للأمن والتنمية - وهو مؤسسة بحثية - يعتقدون أن حلف الأطلسي والحكومة الأفغانية يكسبان الحرب ضد متمردي طالبان. وبني الاستطلاع على مقابلات أجريت الشهر الماضي مع 552 رجلا أفغانيا في إقليمي قندهار وهلمند في جنوب أفغانستان، حيث يجري بعض أعنف أعمال القتال في البلاد.

وقالت نورين ماكدونالد رئيسة المجلس الدولي للأمن والتنمية: «نحن... فاشلون في تقديم أنفسنا وشرح أهدافنا للشعب الأفغاني. وهذا يوفر فرصا واضحة لدعاية طالبان و(القاعدة) ضد الغرب».

وكشف استطلاع آراء الأفغان في الإقليمين أن: 75 في المائة يعتقدون أن الأجانب لا يحترمون دينهم وتقاليدهم. 74 في المائة يعتقدون أن العمل مع القوات الأجنبية خطأ. 68 في المائة يعتقدون أن قوات حلف شمال الأطلسي لا تحميهم. 65 في المائة يعتقدون أن طالبان وزعيمها الملا محمد عمر يجب أن ينضموا إلى الحكومة الأفغانية.

وقال 70 في المائة إن العمليات العسكرية التي جرت حديثا في المنطقة تضر بالشعب الأفغاني، في حين عارض 59 في المائة هجوما عسكريا جديدا تعد له قوات حلف شمال الأطلسي في قندهار. وفي ضربة لآمال الحلف في النقل التدريجي للمسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية، قال 71 في المائة إنهم يعتقدون أن طالبان ستعود إلى المناطق التي أخرجت منها إذا رحلت عنها قوات حلف الأطلسي تاركة المسؤولية للحكومة الأفغانية.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في بيان مقتل جنديين بريطانيين في انفجارين الجمعة والسبت في جنوب أفغانستان.

وقتل جندي كان ينتمي إلى الوحدة أربعين في كومندوز البحرية الملكية، مساء أول من أمس، في انفجار عندما كان يقوم بدورية راجلة مع عسكريين أميركيين وأفغان في إقليم سنغين، الذي يعد من معاقل طالبان ومن مناطق القتال الحامية في ولاية هلمند.

من جهة أخرى، قتل أحد عناصر وحدة «رويال دراغون غاردز» صباح السبت في انفجار في منطقة نهر السراج كذلك في هلمند خلال مهمة استكشافية وكان راجلا. وبذلك، يرتفع إلى 320 عدد قتلى الجنود البريطانيين في أفغانستان منذ بداية تدخل التحالف العسكري ضد طالبان مع نهاية 2001. وقتل ثلثهم تقريبا في منطقة سنغين التي أعلنت القوات البريطانية انسحابها منها بحلول نهاية السنة ليتولاها الأميركيون. وتعد القوات الدولية المشاركة في إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) نحو 140 ألف رجل بينهم 9500 جندي بريطاني يشكلون ثاني قوات وراء الأميركيين.

وأكد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في 25 يونيو (حزيران) أنه يرغب في انسحاب القوات البريطانية في غضون خمس سنوات دون تحديد جدول زمني. وفي برلين، اتهم وزير الخارجية الألماني السابق فرانك فالتر شتاينماير حكومة بلاده الحالية بعدم اتباع سياسة موحدة تجاه مهمة القوات الألمانية في أفغانستان. وانتقد شتاينماير، الذي يشغل حاليا منصب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، عدم وجود تنسيق بين خلفه غيدو فسترفيلي ووزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو جوتنبرغ في هذا الشأن. وقال شتاينماير في مقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه زونتاجس تسايتونغ» الألمانية المقرر صدورها اليوم: «وزارة الخارجية تركت مبادرات في تلك القضية لوزارة الدفاع على مدار أسابيع، وهذا خطأ فادح لأن التقدم في أفغانستان لا ينحصر في التقدم العسكري فقط».