ارتفاع نسبة الانتحار بين الجنود الأميركيين إلى أرقام قياسية منذ بداية الحرب على الإرهاب

32 جنديا انتحروا في يونيو الماضي.. والجيش يرجع أسباب الارتفاع إلى ضغوط الحرب

TT

أعلنت القوات الأميركية أن 32 جنديا انتحروا خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، مما يجعل هذا الرقم هو الأعلى خلال شهر واحد منذ بداية الحرب ضد الإرهاب. وقال الكولونيل كريس فيلبريك، مدير قسم منع الانتحار في الجيش الأميركي، إن السبب «ربما يكون استمرار ضغوط الحرب على القوات».

وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: «صب الجيش أموالا كثيرة في برنامج منع الانتحار. وحتى قبل فترة قصيرة، لاحظ انخفاضا في الانتحار. لكن أرقام شهر يونيو تعتبر خيبة أمل وتراجعا. وتدل على أن حرب تسع سنوات صارت تعكس آثارا خطيرة على القوات المسلحة».

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن عدد المنتحرين ظل يزيد بصورة واضحة حتى قبل صدور أرقام شهر يونيو. لكن، لأسباب ما، لم يركز البنتاغون والرئيس أوباما وأعضاء الكونغرس، وحتى الإعلام، على هذا الموضوع.

فخلال الستة شهور الأولى من هذه السنة، انتحر 80 جنديا، وخلال الستة شهور الأولى من السنة الماضية، انتحر 88 جنديا. وبالنسبة للحرس الوطني، انتحر 65 جنديا متطوعا خلال الستة شهور الأولى من هذه السنة، مقابل 42 خلال نفس الفترة في السنة الماضية. وحسب أرقام السنة الماضية، ولأول مرة، زاد عدد المنتحرين العسكريين عن المنتحرين المدنيين.

وحسب أرقام شهر يونيو الماضي، زاد عدد المنتحرين العسكريين عن عدد العسكريين الذين قتلوا في أفغانستان خلال نفس الشهر. وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: «يحتار المسؤولون العسكريون في تفسير أسباب زيادة هذه الأرقام، خاصة وسط الحرس الوطني (يتكون من رجال ونساء تركوا أعمالهم وتطوعوا. وهم ليسوا عسكريين مهنيين) ». وأضافت الصحيفة: «ربما بسبب ضغوطا من جانبين: ضغوط الحرب، هناك، وضغوط المشكلة الاقتصادية هنا».

وقالت صحيفة «يو إس إيه توداي» إن من بين الأسباب «إعادة إرسال الجنود مرات ومرات بعد أن يعودوا إلى عائلاتهم ومنازلهم». وإن بعض الذين انتحروا أعيدوا إلى الحرب في العراق وأفغانستان أربع مرات. وقال ديفيد راد، عميد كلية العلوم السلوكية والاجتماعية في جامعة يوتا: «يظل البنتاغون يعتقد أن الانتحار بسبب أمراض نفسية، وأن الأمراض النفسية ضعف في شخصية الفرد». وأضاف: «هذه مشكلة معقدة، وأتوقع أن تستمر سنوات قبل أن تحل».

ونقلت وكالة «يونايتدبرس» أن البنتاغون بدأ، يوم الخميس، نشر شريط فيديو على الجنود اسمه «كتف على كتب: لن أنهزم وأترك الحياة». مدة الشريط 15 دقيقة، وموجود في موقع «يوتيوب» في الإنترنت. وجاء في بيان أصدره البنتاغون عن شريط الفيديو: «نحن ملتزمون بتقديم كل مساعدة إلى الجنود وعائلاتهم. نحن نهتم بصحتهم العقلية مثل اهتمامنا بصحتهم الجسدية. يوضح شريط الفيديو شهادات من جنود واجهوا مشكلات نفسية، لكنهم تغلبوا عليها. نقدر على مواجهة مشكلاتنا عندما نتعاون مع بعضنا». وقال البيان: «ليست هذه مشكلة انتحار داخل القوات المسلحة. إنها مشكلة تهمنا كلنا: عسكريين ومدنيين، وعائلات، وكل الشعب الأميركي».