السعودية تفرج عن 12 شخصا ممن تأثروا بفكر «القاعدة» بعد استفادتهم من برنامج الرعاية

خطوة الإفراج ترفع عدد المخلى سبيلهم من المستفيدين من برنامج الرعاية إلى 322

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن وزارة الداخلية السعودية أفرجت عن 12 شخصا بعد استفادتهم من برنامج الرعاية بالمركز الذي يحمل اسم الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وهم ممن سبق لهم التأثر بفكر تنظيم القاعدة.

وأكد اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن ذلك «تم بعد استفادتهم من المناهج والنشاطات الشرعية والثقافية والاجتماعية والرياضية التي يوفرها المركز، وتحقيقهم للمستويات المحددة في معايير التقييم المعتمدة بالمركز».

وتخضع السلطات الأمنية السعودية الموقوفين لديها، في قضايا ذات علاقة بفكر «القاعدة»، لبرنامج الرعاية الذي أصبح يمثل خطوة أساسية، قبل الإفراج عنهم بشكل نهائي، بعد انتهاء فترة محكوميتهم التي يقررها عليهم القضاء الشرعي خلال عرضهم عليه. وبهذه الخطوة، يرتفع عدد الأشخاص الذين أعادت السعودية تصحيح مفاهيمهم، سواء من المتأثرين بفكر تنظيم القاعدة، أو العائدين من معتقل غوانتانامو الأميركي، إلى 322 شخصا، منهم 109 أشخاص ممن تمت استعادتهم من غوانتانامو.

وكانت الحكومة السعودية قد استعادت في أوقات سابقة من نظيرتها الأميركية، 120 من مواطنيها المعتقلين في غوانتانامو، بالإضافة إلى 3 آخرين قضوا هناك. وتمت استعادة 11 من المعتقلين في غوانتانامو قبل إنشاء مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وهؤلاء تم إلحاقهم ببعض البرامج التي يقدمها المركز الذي تم إنشاؤه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006.

وساهم مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في مساعدة الملتحقين به على تصحيح مفاهيمهم الشرعية عن الجهاد وأحكامه وضوابطه، ومساندتهم في العودة للحياة العامة وتهيئة الظروف المناسبة لاستقرارهم اجتماعيا.

وأكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، الذي يحقق نتائج وصفها بـ«الإيجابية» في تحقيق أهدافه «يمر حاليا بمرحلة تطوير شاملة في المناهج والمرافق، وذلك قبل أن ينتقل إلى الموقع الدائم الذي يتم العمل حاليا على الإعداد لإنشائه ضمن خطة تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمركز، وذلك بإنشاء فروع له في مناطق أخرى من المملكة، وبما ينسجم واستراتيجية المركز التي تشمل تفعيل دور المجتمع ضمن العناصر الأساسية لتحقيق أهدافه».

يشار إلى أن 11 عائدا من غوانتانامو، ممن تم إخضاعهم لبرامج إعادة تأهيل، التحقوا بصفوف تنظيم القاعدة في اليمن، وأدرجتهم السلطات السعودية على قائمة تضم 85 مطلوبا، فيما لم تتجاوز نسبة الذين عادوا إلى التطرف والنشاطات غير المشروعة 10 في المائة فقط من إجمالي الـ322 شخصا الذين خضعوا للبرنامج.

يذكر أن برنامج الرعاية يحتوي على 10 برامج متفرعة منه، وموزعة على الجوانب «الشرعية، الاجتماعية، الثقافية، النفسية، الرياضية، الطبية، الأمنية، الإبداعية، التدريبية، والإنسانية».

ويفتح القائمون على البرنامج الشرعي باب الحوار مع كل الملتحقين بمركز محمد بن نايف للرعاية، حيث يحاولون عبر تلك الحوارات معالجة الفكر المنحرف عبر سرد تاريخه وجذوره، وإيضاح أسبابه ومفاسده، كما يستحوذ موضوع التكفير والجهاد وضوابطهما على نصيب كبير من الحوارات التي يفتحها المختصون مع الموقوفين قبل الإفراج عنهم.