مسؤولون أميركيون: أميري نقل مع جاسوس آخر بعد مخاوف من انكشافه لطهران

قالوا إن 6 جواسيس نقلوا من إيران السنوات الماضية.. وطهران تؤكد أن عودته هزيمة لواشنطن

TT

كشف مسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) أنه بالإضافة إلى شهرام أميري، الخبير النووي الإيراني الذي قالت إنه تجسس لصالحها، ونقلته إلى أميركا السنة الماضية، والذي عاد إلى إيران الأسبوع الماضي، فإنها نقلت جاسوسا إيرانيا آخر إلى أميركا السنة الماضية. لكن المسؤولين الذين تحدثوا إلى صحيفة «واشنطن بوست» رفضوا الكشف عن اسمه. وجاء ذلك بينما جددت الخارجية الإيرانية أمس التأكيد بأن عودة أميري هزيمة جديدة للولايات المتحدة.

وقال المسؤولون الأميركيون إن كلا من أميري والجاسوس الثاني نقلا إلى أميركا سرا بعد أن شكا في أن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية ربما تتابعهما، ثم قالا إنها اكتشفت تجسسهما، وإنهما يتوقعان اعتقالهما في أي وقت.

وكان أميري قال بعد عودته إلى إيران إنه اختطف وخدر عندما كان في العمرة ثم وجد نفسه في أميركا؟ إلا أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية قالوا إنه كان جزءا من شبكة صغيرة لعملاء كانوا يقدمون معلومات عن البرنامج النووي الإيراني وجرى إعادة توطينهم في الولايات المتحدة بعد منحهم مكافآت مالية بما في ذلك 5 ملايين دولار خصصت لأميري. وقال المسؤولون إن بعضهم نقل لأنه أراد الإقامة في مكان آخر، لكن أميري وشخصا آخر نقلا بعد شكوك في أنهما كشفا لأجهزة الأمن الإيرانية.

وقال المسؤولون إنه بالإضافة إلى الاثنين اللذين نقلا إلى أميركا السنة الماضية، جرى نقل 6 جواسيس إيرانيين من إيران إلى أميركا خلال السنوات القليلة الماضية. وإن كل واحد منهم منح مبلغا كبيرا من المال، رصد في حسابه في بنك أميركي من دون أن تتصرف فيه «سي آي إيه». واختار المكان الذي أراد أن يعيش فيه.

وقال مسؤول أميركي: «ليست عندنا منتزهات تقاعد. يختار كل واحد ما يريد». وإن «سي آي إيه» تتفق مع كل جاسوس، عند بداية تعاون منتظم معه، على قيمة المكافأة، وعلى النقل إلى أميركا إذا شعر أنه سيكتشف.

وقال المسؤول إن أغلبية الذين نقلوا خافوا من اكتشافهم. وإن واحدا منهم «تصرف في غباء» في اتصالاته مع ضباط «سي آي إيه». وإن واحدا «بقي لفترة أكثر مما كنا نريد له».

ونقلت «أسوشييتد برس» عن مسؤول استخباراتي أميركي سابق أنه في هذه اللحظة يلقى أميري استقبال الأبطال في إطار الحرب الدعائية مع أميركا، لكنه سيواجه لاحقا تحقيقا شاقا داخل إيران عن ماذا فعل مع الأميركيين وولائه. وأعرب المسؤول عن اعتقاده بأن أميري سيواجه صعوبة في توضيح روايته بأنه اختطف، ثم كيف فر منهم بسهولة ووصل إلى السفارة الباكستانية، وسمحت له الولايات المتحدة بعد ذلك باستقلال طائرة تجارية عائدا إلى بلاده. وقال تشارلز فادس الذي قاد لفترة وحدة أسلحة الدمار الشامل في قسم مكافحة الإرهاب بـ«سي آي إيه» إن أميري سيواجه مشكلات لفترة طويلة.

وقالت «واشنطن بوست» إن معاملات «سي آي إيه» مع جواسيسها، إيرانيين وغير إيرانيين، ونقلهم إلى أميركا تعتمد على قوانين موضوعة منذ سنوات الحرب الباردة. ويشرف عليها مركز إعادة التوطين التابع للوكالة (نروك).

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن نشاطات «نروك» تظل سرية. لكن من وقت لآخر، يكشف بعضها. وقبل سنوات، كشف بعضها جاسوس روسي نقلته «سي آي إيه» إلى الولايات المتحدة، ثم اختلف معها، ورفع قضية وصلت إلى المحكمة العليا (التي تفسر الدستور).

وأوضحت وثائق قضائية في الموضوع أن مركز «نروك»، كما قال الجاسوس، لم يف بكل وعوده له ولزوجته التي جاءت معه إلى أميركا. وأن المركز نقلهما إلى سياتل (ولاية واشنطن) حسب طلبهما. وغير اسميهما. وطلب منهما أن يكونا متقاعدين اعتمادا على ثلاثين ألف دولار سنويا (ثلاثة آلاف دولار تقريبا في الشهر). لكن، بدأ الاختلاف عندما قرر الجاسوس أنه سيبحث عن عمل ليقدر على «الاندماج في المجتمع الأميركي». لكن، كما قالت «سي آي إيه»، لم يكن العمل الإضافي جزءا من الاتفاقية.

ويرى المراقبون والصحافيون في واشنطن أن الإيراني أميري ربما اختلف مع مركز «نروك» ومع قوانين الاستيطان في أميركا. وأن أميري، مثل الروسي، ربما سيكشف بعض أسرار «نروك».

وفي طهران قال رامين مهمان بارست الناطق باسم وزارة الخارجية لوكالة أنباء فارس إن إطلاق شهرام أميري يمثل الخطوة الثالثة الناجحة التي تحققت على يد الأجهزة الأمنية بعد اعتقال ريغي (زعيم تنظيم جند الله الذي جرى إعدامه) وإطلاق عطار زاده (الدبلوماسي الإيراني الذي اختطف في باكستان) بما أزعج أميركا.

وقال إن ما حصل في موضوع أميري جاء متزامنا مع الأنشطة النووية وكانت الأطراف الأخرى وخاصة أميركا تعتقد أن هذا البرنامج ما كان يمكن أن يتم عبر الكوادر في داخل إيران ولا بد أن يكون مدعوما من الخارج ولذلك راح عدد منهم يمارس الضغوط لقطع الاستيراد بالنسبة للمواد التي تتعلق بالأنشطة النووية.

وأضاف مهمان بارست: عندما تنبه هؤلاء إلى إعداد أجهزة الطرد المركزي التي أنتجت في إيران حتى وصل عددها إلى الآلاف تيقنوا حينها أن الأجهزة المستخدمة لم تكن مستوردة ثم بدأ كل منهم إطلاق الحملات الإعلامية حول تلك الأجهزة مدعين بأن تلك الأجهزة قديمة وتفتقد التقنية اللازمة لكن عندما علموا بإنتاج أجهزة طرد من جيل 2 و3 من قبل العلماء الإيرانيين أدركوا خلالها أنهم إزاء بلد نووي لأن هذا النوع من العلوم صار يتطور بسرعة بفضل ما يقوم به الشباب الإيراني من تحقيق نجاحات متواصلة على مختلف الأصعدة. وحول اختطاف أميري فقد اعتبره مهمان بارست سيناريو أميركي حيث طرحت عدة فرضيات كان يسعى الأميركيون إليها فهم قالوا في البداية إن أميري لم يكن عالما في المجال النووي لدى إيران ثم عادوا للحديث عن معلومات ذات قيمة بحوزته وهو ما لم يكن صحيحا أيضا لأن أساس تلك الفرضيات كان خاطئا لأن أميري لم يكن عالما نوويا ولم يكن يملك ما يقوله في هذا الصدد وقال مهمان بارست بعد عودة أميري إلى بلده واجه الأميركيون هزيمة أخرى بعد سلسلة من الروايات المتناقضة.