وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي تزور غزة.. وتطالب بإعادة فتح المعابر في الاتجاهين

أشتون: الأوضاع المعيشية في القطاع لم تتحسن.. ونعمل على فحص إقامة مشاريع للفلسطينيين

كاثرين آشتون تتحدث مع أطفال فلسطينيين خلال زيارتها لمخيم صيفي تقيمه الأمم المتحدة، في غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إن الأوضاع المعيشية في القطاع لم تتحسن كثيرا في أعقاب الإعلان الإسرائيلي عن تخفيف الحصار المفروض منذ نحو أربعة أعوام، مطالبة بإعادة فتح المعابر الحدودية والتجارية في الاتجاهين.

وفي مؤتمر صحافي عقدته في أعقاب زيارتها لقطاع غزة صباح أمس، قالت أشتون إن إسرائيل مطالبة بإعادة فتح معابر قطاع غزة في الاتجاهين، وضمان حرية الحركة لكل من المواطنين الفلسطينيين والبضائع، مشددة على أهمية أن يتم تمكين الفلسطينيين في غزة من أن يعيشوا حياة عادية. ووعدت أشتون بزيارة قطاع غزة مجددا بعد شهرين للتأكد من مظاهر تخفيف الحصار الإسرائيلي، والتأكد من أن الاقتصاد الفلسطيني ينمو بشكل مناسب، منوهة بحدوث تحسن بسيط في المواد التي تدخل إلى قطاع غزة.

وقالت أشتون في مؤتمر صحافي «موقف الاتحاد الأوروبي واضح للغاية، وهو أننا نريد إتاحة فرصة للشعب في غزة كي يتمكن من التحرك بحرية، وألا نرى السلع تأتي فقط إلى غزة، بل تخرج الصادرات منها أيضا». وخففت إسرائيل حصارها البري لقطاع غزة بعد غضب دولي من مداهمتها التي أوقعت قتلى لقافلة سفن مساعدات كانت متجهة إلى غزة في 31 مايو (أيار) الماضي. لكنها لا تزال تحظر الصادرات من القطاع. وقالت أشتون إنها ستناقش القضية في وقت لاحق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتابعت «في الوقت الحالي لا يوجد اقتراح على الطاولة لفتح ميناء.. الخيار الأفضل على ما يبدو والأكثر تأييدا من جانب الفلسطينيين هو فتح المعابر البرية، وهذا ما نعمل عليه».

وفي غزة، زارت أشتون منشآت الأمم المتحدة، ومن المقرر أن تلتقي برجال الأعمال المحليين. ولم تلتق أيا من قادة حماس. وهذه هي ثاني زيارة لها إلى القطاع في أربعة أشهر. ونوهت بأن زيارتها تهدف إلى فحص مدى مساهمة الاتحاد الأوروبي في إعادة فتح المعابر، إلى جانب فحص إقامة مشاريع تمكن الفلسطينيين من تدبير أمورهم وتوفير أعمال لهم بما يضمن «مستقبلا واعدا لأطفالهم ويضمن لهم العيش بكرامة». ونوهت بأنها ستلتقي بوزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان للتباحث معه حول خطته التي تدعو إلى فصل قطاع غزة عن إسرائيل.

وكشفت وزيرة الخارجية الأوروبية عن تقديمها مليوني يورو للـ«أونروا» كمساهمة لكي تتمكن الوكالة من التواصل في خدمة الأطفال الفلسطينيين.

وختمت أشتون بقولها «أنا سعيدة بالقدوم إلى قطاع غزة لأنني التقيت بالأطفال في مخيمات ألعاب الصيف، وهذه فرصة عظيمة لنشاهد فرح الأطفال بألعاب الصيف، وقد قدمت شكري لهؤلاء الأطفال على الوقت الممتع الذي قضيته معهم. أنا سعيدة بهذه المخيمات التي ترسم البسمة على وجوه الأطفال». وتوجهت أشتون بعدها إلى إحدى جمعيات رعاية الأطفال الصم، والتقت بعدد من الأطفال، وتعرفت على المخيمات الصيفية التي تقدمها هذه الجمعية برعاية الـ«أونروا»، والتي تضمنت مخيما خاصا لهؤلاء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في السمع. وفيما بعد التقت أشتون عددا من أصحاب المصانع والبيوت المدمرة شمال قطاع غزة خلال جولة تفقدية في المناطق التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب قبل عام ونصف. وقال عدنان أبو حسنة، الناطق بلسان الـ«أونروا»، لـ«الشرق الأوسط»: «نعتبر هذه الزيارة غاية في الأهمية، لأن الاتحاد الأوروبي من أكثر الأطراف الداعمة لكسر الحصار عن غزة بشكل كامل». وشدد أبو حسنة على أن هذه الزيارات من شأنها أن تحسن الأوضاع الاقتصادية والضغط على إسرائيل لفتح المعابر بشكل أوسع يضمن للمواطنين حياة كريمة»، معربا عن أمله أن تتكرر مثل هذه الزيارات «لكي يتم كسر الحصار بشكل كامل».

من جهته، وجه جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار، رسالة لأشتون شارحا لها الموقف القائم في قطاع غزة بالقول «إن إسرائيل لم تقم بأي إجراء جدي لتخفيف حصار غزة، وهي تعمل على إيهام العالم بإجرائها تغييرات على واقع الحصار، لكنها ما زالت تغلق معابر غزة التجارية بشكل شبه كامل وتمنع دخول المواد الخام ومستلزمات تشغيل أي مصنع أو عامل». وأبدى الخضري قلقه من بدء اقتناع البعض في العالم بالرواية الإسرائيلية الكاذبة حول تخفيف الحصار وذلك من خلال تصريحات بعض المسؤولين المرحبة بذلك. ولفت إلى أنه لا يمكن الحديث عن تسهيلات من دون فتح كل المعابر من دون استثناء وتدفق كل السلع، متسائلا «كيف يمكن الحديث عن تخفيف الحصار في ظل البطالة المستشرية والمصانع المغلقة و140 ألف عامل معطلين عن العمل، وارتفاع معدلات الفقر وتلوث 90% من المياه، وضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر؟».

وأضاف رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار «كيف يمكن الحديث عن تخفيف الحصار والشوارع والبنى التحتية مدمرة والمدارس والمستشفيات تنتظر الإعمار والتوسع، وأدوات الزراعة لا يسمح لها بالدخول؟».

من جهتها، رحبت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري بزيارة أشتون، معربا عن أمله في أن تسهم الزيارة في استمرار الضغوط الدولية على الاحتلال لإلزامه برفع الحصار عن غزة، داعيا إياها إلى «عدم الانخداع بإدخال الاحتلال بعض البضائع غير الأساسية؛ لأن المطلوب رفع الحصار بشكل كامل وفتح جميع المعابر البرية والبحرية، بما يضمن تنقل الفلسطينيين بحرية».