منع النساء في غزة من تدخين النرجيلة في الأماكن العامة.. لمنافاته العادات

الناطق باسم الداخلية: من غير اللائق أن تضع المرأة قدما على قدم وتشرب النرجيلة أمام الناس

TT

منعت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس النساء من تدخين النرجيلة في الأماكن العامة في قطاع غزة «لمنافاته العادات والأعراف الاجتماعية».

ومع بدء الإجازة الصيفية تنتشر عشرات الاستراحات والمقاهي على طول شاطئ البحر في قطاع غزة، وتقدم غالبيتها النرجيلة والمشروبات الخفيفة لمئات الزبائن الذين يرتادونها يوميا. وقال إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في تصريحات صحافية إن «الشرطة قررت منع تدخين النساء للنرجيلة (الشيشة) في الأماكن العامة المفتوحة فقط لمنافاتها للعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية». ويشمل القرار هذه الأماكن المفتوحة ولا يطبق في الفنادق والمطاعم المبنية بالإسمنت أو المغلقة، أي التي تحجب الرؤية عن العامة.

وتلقى أصحاب استراحات ومقاهٍ عدة، خصوصا على شاطئ غزة، أمرا من الشرطة بعدم تقديم خدمة الشيشة، قبل أن توضح الشرطة أن الأمر يتعلق بالنساء والصبية دون سن الثامنة عشرة من العمر فقط. وقال أبو أحمد، وهو صاحب استراحة ومقهى على شاطئ مدينة غزة: «تلقينا تعليمات من أفراد من الشرطة بعدم تقديم الشيشة دون شرح أي تفاصيل».

وأحجمت فنادق ومطاعم كبيرة عن تقديم خدمة الشيشة للزبائن بشكل عام الجمعة والسبت. وقد توقفت خدمة تقديم الشيشة حتى للرجال والشبان في قاعة ومطعم فندق «الديرة» الشهير على شاطئ البحر غرب مدينة غزة، حسبما ذكر مرتادون لهذا الفندق. وقال موظف في الفندق إن أفرادا من شرطة المباحث أبلغوا إدارة الفندق شفهيا مساء الجمعة بقرار «منع الشيشة من دون أي تفاصيل حول هل المنع للنساء فقط أو أن القرار يسري على جميع الزبائن».

وأوضح ضابط في الشرطة في الحكومة المقالة أن «القرار يشمل فقط النساء والأطفال». وأضاف: «ربما حصل سوء فهم من بعض أفراد الشرطة أثناء إبلاغ بعض أصحاب الاستراحات». وأشار الغصين إلى أن «القرار لا يشمل المطاعم والأماكن المغلقة». وبرر الغصين منع النساء من تدخين الشيشة بالقول: «من غير اللائق أن تضع المرأة قدما على قدم وتشرب النرجيلة أمام الناس في مشهد يضر بصورة شعبنا الذي يعاني من وطأة الحصار». ودعا الغصين إلى ضرورة الالتزام بتنفيذ القرار، حفاظا على قيم الشعب الفلسطيني الأصيل، واحترما وتقديرا لمشاعر الناس الذين يستاءون من هذه الحالات». ويذكر أن قطاع غزة شهد مؤخرا عشرات المطاعم والمنتجعات والأماكن السياحية التي استقطبت عددا كبيرا من المواطنين والأجانب.

ودفع هذا القرار إدارة قرية «عباد الرحمن» السياحية شمال قطاع غزة إلى توزيع نشرة على الطاولات كتب عليها: «بقرار حكومي يمنع تنزيل الشيشة للنساء». وقال نشأت الحمارنة مدير القرية إن هذا القرار «أدى إلى تراجع الزبائن بنسبة 30% في عطلة نهاية الأسبوع»، مشيرا إلى «تذمر» بعض الزبائن. وعادة تدخن نساء غزيات قليلات الشيشة في الأماكن العامة مثل الاستراحات المفتوحة على شاطئ البحر في غزة، بينما يتسم القطاع بطابع محافظ. لكن يمكن مشاهدة نساء وفتيات يدخن الشيشة في مطاعم وفنادق مغلقة.

وعبر عدد من الزبائن عن استهجانهم لقرار منع الشيشة. ويشير أيمن صالح (25 عاما)، وهو محاسب في مؤسسة أهلية، إلى أن القرار «غير جيد لأن كل ممنوع يصبح مرغوبا». ويضيف: «إنهم (شرطة حماس) يفرضون قرارات من دون أن يهيئوا الجمهور أو حتى يعوضوا أصحاب الاستراحات والمطاعم. نريد احتراما وحرية أفضل للناس».

وأوضح أبو أحمد الذي طلب عدم ذكر اسم عائلته: «أعتقد أن منع الشيشة سيضر بأوضاع الاستراحات والكوفي شوب على شاطئ البحر لأنها تشكل عائدا جيدا بالنسبة لنا». وتابع: «نحن مع منع الشيشة كليا للأطفال والصبية، لكن بالنسبة للنساء فيمكن أن يدخن الشيشة داخل الخيمة». وترى دينا (40 عاما)، وهي مدرسة في مدرسة خاصة، أن الشيشة «حرية شخصية ينبغي أن تكون مكفولة».

ويعمل مئات من الصبية والشبان في هذه الأماكن الصيفية المفتوحة خلال العطلة الصيفية. وكانت الحكومة المقالة منعت مؤخرا الرجال من العمل في محلات تصفيف الشعر للنساء.