مبارك التقى أبو مازن ونتنياهو وميتشل وتلقى رسالة من أوباما.. لدفع عجلة السلام

الرئيس المصري طالب قادة إسرائيل بتحرك استراتيجي قوي يعمق الثقة لدى الفلسطينيين.. ويشجع على مفاوضات مباشرة

الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

في خطوات حثيثة لدفع جهود السلام وتضييق الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة، شهدت القاهرة أمس لقاءات واتصالات مكثفة بين الرئيس المصري محمد حسني مبارك وكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومبعوث الإدارة الأميركية للسلام جورج ميتشل، كما تلقى الرئيس المصري رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما تؤكد التزام الإدارة الأميركية بدفع عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ومن جهته عقد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط مؤتمرا صحافيا أمس في ختام مباحثات الرئيس حسني مبارك أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد خلاله أن المشاورات التي أجراها الرئيس مبارك مع كل من ميتشل والرئيس عباس ونتنياهو تركزت على جهود دفع عملية السلام، حيث تلقى الرئيس مبارك تقريرا من المبعوث الأميركي حول جهوده في عملية المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وما تحقق من إنجاز، وما لم يتحقق في هذا الخصوص، كما استمع الرئيس مبارك أيضا لرؤية الرئيس الفلسطيني في هذا الشأن.

وأضاف أبو الغيط أن الرئيس مبارك تلقى رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما كما تلقى اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، موضحا أن الهدف من كل هذه اللقاءات والاتصالات والمشاورات هو الإسراع بالانتقال من مرحلة المفاوضات غير المباشرة إلى مرحلة المفاوضات المباشرة. وقال أبو الغيط إن الرئيس مبارك استمع خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي لنتائج اجتماعات نتنياهو الأخيرة مع الرئيس أوباما كما استمع إلى الطروحات التي قدمها الجانب الإسرائيلي إلى الجانب الأميركي لإثارة الحوافز لدى الفلسطينيين للدخول إلى المفاوضات المباشرة.

وأضاف أن الرئيس مبارك أكد خلال لقاءات أمس، موقف مصر وأنه يتعين على إسرائيل أن تتحرك تحركا استراتيجيا قويا يعمق الثقة لدى الفلسطينيين في نوايا إسرائيل وبالتالي نستطيع أن نشجع التحول إلى المفاوضات المباشرة، مضيفا أن مصر ترى أن هناك حاجة للمفاوضات المباشرة لأنها هي الطريق إلى التوصل إلى تسوية نهائية متفق عليها، مع التأكيد على أنه لكي تعقد هذه المفاوضات المباشرة يجب تهيئة المناخ المناسب لها وأن يكون قد تحقق التقدم الكافي الذي يؤمن لها الأرضية المناسبة وبالتالي فإن الحديث ما زال يدور حول وجود رغبة مصرية في سد الثغرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ونشجع الجانب الأميركي لتكثيف اتصالاته وجهوده في الفترة المقبلة حتى يستطيع أن يضع الأرضية المناسبة لكي يلتقي الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في مفاوضات مباشرة على مستوى قيادة الجانبين.

وردا على سؤال بشأن مدى عمق الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال أبو الغيط إن المسألة تتعلق بالفهم الأساسي للعلاقة بين الحدود والأمن، فإسرائيل تهتم بمسألة الأمن مقابل تمسك الفلسطينيين بمسألة الحدود، والسؤال هو كيفية تأمين حاجة كل جانب بالشكل الذي يؤدي للتحرك نحو المفاوضات المباشرة وبما يجعل كل طرف يثق في الآخر.

وأشار أبو الغيط إلى أن الفجوة لا تزال واسعة بين الطرفين، ولكن من الممكن سد هذه الفجوة عبر توفير الأسس اللازمة والمناخ الذي من خلاله يمكن الانتقال إلى مفاوضات مباشرة. ونفى أبو الغيط أن تكون رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس مبارك تحمل ضغوطا لحمل الفلسطينيين على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، مؤكدا أن المسألة لا تتعلق بممارسة أي شكل من الضغوط ولكن مصر تسعى لتحقيق السلام والولايات المتحدة ترغب في تحقيق السلام، وبالتالي عندما يتراسل القادة بعضهم مع بعض فإن ذلك يكون بهدف مساعدة الأطراف في تحقيق الهدف وهو السلام.

وحول نتائج المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قال أبو الغيط إن التقارير التي تجمعت لدينا تؤكد أن هذه المفاوضات لم تحقق الهدف منها حتى الآن.

وحول ملف الاستيطان في ظل استمرار المفاوضات بين الجانبين، قال وزير الخارجية المصري إن الجانب الإسرائيلي أعلن وقف الاستيطان وهي نقطة تحسب له، ويجب أن يلتزم بمنع أي نوع من أنواع الاستيطان سواء في القدس الشرقية أو في باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو الشرط الفلسطيني الذي طرح على مدار الشهور الماضية وما زال مطروحا حتى الآن.

وحول ملف المصالحة الفلسطينية، قال أبو الغيط إن الرئيس مبارك استمع للرئيس أبو مازن. وأضاف أننا حتى الآن لا نرى أننا على مقربة من أي اختراق في ملف المصالحة، مؤكدا أن ما تحدث به وزير الخارجية الإسرائيلي حول فصل قطاع غزة يجب أن يكون حافزا قويا للفلسطينيين لكي يتنبهوا للفخ الذي يحاك لهم، مشيرا إلى أن المصالحة هي مفتاح الموقف وهي التي تدعم الموقف الفلسطيني في أي مفاوضات مباشرة إذا ما تقرر التحول إليها.

وردا على سؤال حول إمكانية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي في حالة فشل المفاوضات غير المباشرة، قال أبو الغيط إن لجنة المتابعة العربية خلال اجتماعها الأخير في شهر مايو (أيار) الماضي أقرت الاستمرار في المفاوضات غير المباشرة والسعي لتحقيق اختراق بما يؤدي إلى الدخول في مفاوضات مباشرة كما طرحت أيضا خيارات أخرى يمكن اللجوء إليها في حينها ويجب ألا نستبق الأحداث.

وحول الضمانات الأميركية للتحول إلى المفاوضات المباشرة، قال أبو الغيط إن هذه الضمانات يجب أن تركز على 3 بنود؛ الأول أن حدود الدولة الفلسطينية تقوم على حدود عام 1967. والثاني أن يتوقف الاستيطان تماما خلال فترة المفاوضات. والأخير أن يكون هناك إطار زمني محكم فيما يتعلق بالمفاوضات، أي لا تكون مفاوضات بلا نهاية.

وردا على سؤال حول النتائج التي تحققت من خلال جولات المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل المتعاقبة، قال أبو الغيط إن هذه الجولات ستستمر «وأعتقد أن النصيحة التي قدمت للجانب الأميركي هي تكثيف العمل خلال الفترة المقبلة واستمرار المشاورات مع الأطراف المعنية لتحريك المسائل كي نضغط الجدول الزمني الذي نرغب في إنجاز تقدم في إطاره». وتابع «إننا نقترب من مواعيد مهمة، أبرزها اجتماع المجلس الوزاري العربي في 16 سبتمبر (أيلول) المقبل واجتماع آخر في يوليو (تموز) الحالي ثم هناك اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر أيضا، وهناك أيضا الإطار الزمني الذي وضعته الحكومة الإسرائيلية بشأن وقف الاستيطان حتى 25 سبتمبر وكلها مواعيد في غاية الأهمية».

وردا على سؤال حول تشكيل الجانب الأميركي لرؤية محددة بشأن السلام في الشرق الأوسط، قال أبو الغيط إن الجانب الأميركي أصبح لديه الآن أفكار مطروحة من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث قدم الفلسطينيون أوراقا كثيرة تعكس رؤيتهم بالكامل، كما أعتقد أن الجانب الإسرائيلي أعطى الأميركيين جانبا من أفكاره. وحول البدائل المطروحة حاليا في ظل استمرار الجانب الإسرائيلي في إضاعة الوقت، رد أبو الغيط قائلا «سوف ننتظر حتى نهاية الأشهر الأربعة وعندئذ سيكون لكل حادث حديث».