موسى: نرفض الانتقال إلى المفاوضات المباشرة من دون ضمانات مكتوبة

قال عقب لقائه ميتشل: هذا كلام سمعناه من قبل.. ولن نقع في الخطأ نفسه مرة أخرى

TT

رفض الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ما بدا أنه محاولة دؤوبة من الجانب الأميركي لإقناع العرب بالانتقال من المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات المباشرة «من دون ضمانات حقيقية». وقال في معرض تعقيبه على لقائه أمس المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط إن «ميتشل يرى أن الطرق كلها تضيق لتؤدي إلى مفاوضات مباشرة». لكن موسى أعرب في المقابل عن رفض الجامعة لهذه الخطوة قائلا «هذا الكلام سمعناه من قبل، وكانت هناك مفاوضات مباشرة واتصالات نشطة انتهت كلها إلى لا شيء.. نحن لا نريد أن نقع في الخطأ نفسه مرة أخرى».

وأكد موسى في مؤتمر صحافي عقده عقب المحادثات التي أجراها أمس مع السيناتور جورج ميتشل، أن «الموقف الواضح المستقر والمستمر من قبل الجانب العربي من أن الانتقال الأوتوماتيكي من مرحلة المباحثات عن قرب (غير المباشرة) إلى محادثات مباشرة لا يصح أن يتم من دون إحراز تقدم، وإلا سنكون قد دخلنا في عملية قديمة مثلما كان الأمر في السنوات العشر الماضية، من مفاوضات مفتوحة النهاية، وهذا ما لا نريده».

وقال موسى للصحافيين «لا نستطيع الانتقال أوتوماتيكيا من مفاوضات (غير مباشرة) إلى مفاوضات (مباشرة) من غير ضمانات مكتوبة». وأضاف أن الانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى المباشرة «من دون أي تأكيد أو تأكد أو ضمان على (جدية) الجانب الإسرائيلي يعني أننا دخلنا إلى إدارة الأزمة وليس حل الأزمة». وقال موسى إنه إذا لم يكن هناك أي نجاح ولا إنجاز في نهاية المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي ستنتهي المهلة المقررة لها نهاية أغسطس (آب) المقبل، فإن التوجه العربي المطروح هو الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لطرح القضية برمتها.

وعن مبررات الجانب الأميركي للدخول في مفاوضات مباشرة قال موسى «هم يقولون إن المحادثات عن قرب (غير المباشرة) حددت حتى الآن الفجوات الموجودة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهي كثيرة جدا، وإن الأفضل في رأيهم جلوس الطرفين لمحاولة سد هذه الفجوات، ومناقشة المواقف المتناقضة مباشرة».

واستدرك موسى قائلا «هذه ليست المرة الأولى التي يجلسون فيها معا والنتيجة كانت سلبية، بالإضافة إلى أن كل هذا يتطلب ويحتاج جوا مواتيا لهذه المفاوضات، وهذا لا يمكن أن يخلقه ما يجري في القدس أو الحصار المفروض على غزة أو الإجراءات الجارية في الضفة الغربية». وقال موسى «انتهينا إلى أننا سنطرح الأمر برمته خلال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية يوم 29 يوليو (تموز) الحالي، بعد أن نستمع إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتقريره حول كل الاتصالات التي جرت ونتائج اتصالاته واتصالات الإدارة الأميركية به وأي اتصالات أخرى، كما سنطرح نحن أيضا نتائج اتصالاتنا وما نراه معقولا وما لا نراه معقولا».

وأشار موسى إلى أنه تم الحديث كذلك عن موقف الولايات المتحدة من حل الدولتين، وعن الأثر الضار من بناء المستوطنات، وما يحدث في القدس من جهود السلام، مشيرا إلى أن الموقف الأميركي من هذه الإجراءات مرحب به لكن لا توجد جدية لدى الجانب الإسرائيلي. وتابع بقوله «نحن أمامنا المحادثات عن قرب، وحتى الآن لم ينتج شيء».

وتابع موسى «الموقف العربي يجب أن يستمر. نمضي فيه لأن مجرد الانتقال من مفاوضات غير مباشرة إلى مفاوضات مباشرة من دون أي ضمانات أو تأكيدات من الجانب الإسرائيلي، يجعلنا ندخل في إدارة الأزمة وليس حلها». وأضاف الأمين العام أن «ميتشل استمع جيدا لهذا الموقف، كما استمعت أيضا لما قال، ونحن سنناقش هذا الأمر بتفاصيله، حتى يكون الموقف العربي صادرا عن مجموعة مفوضة جماعية نعلنه في 29 يوليو الحالي، وكذلك هناك اجتماع للمجلس الوزاري الذي سينظر هذا الموضوع والإجراءات القادمة في أوائل سبتمبر (أيلول) المقبل».

وردا على سؤال حول موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المفاوضات المباشرة قال موسى «التقيت بالأمس الرئيس أبو مازن وناقشت معه كل هذه النقاط، وأنا لم أشعر بأن هناك تراجعا من جانب الرئيس الفلسطيني، وشعرت بأنه ملتزم بقرارات الجامعة العربية الخاصة بأوتوماتيكية الانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى المباشرة، وأن الانجازات غير قائمة، كما تحدثنا عن الوضع في القدس في ضوء إزالة منازل فلسطينية ومصادرة أملاك فلسطينية الأسبوع الماضي».

وردا على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بشأن فك الارتباط مع غزة قال موسى «إنها تصريحات صادرة بشكل غير مدروس بشكل كاف، ويبدو أن بها ناحية غير جدية ونواحي أخرى غير قانونية، ونوايا الفصل تشير إلى أن إسرائيل تتحدث عن القدس الشرقية وكأنها جزء من القدس الكبرى، وتتحدث عن غزة بشكل وعن الضفة بشكل آخر، وتحاول تقسيم فلسطين إلى ثلاثة أجزاء، الضفة وغزة والقدس وهذه مسألة خطيرة للغاية».

وردا على سؤال حول إصلاح البيت الفلسطيني قال موسى «إن إحدى نتائج الخلاف الفلسطيني ما نراه الآن، فما كان الإسرائيليون يجرؤون على فصل غزة عن القدس أو الضفة إلا نتيجة لهذا الموقف، ولذا فإن أول أثر لذلك كان اجتماع حماس وفتح لمحاولة تنسيق المواقف»، مؤكدا على ضرورة وجود موقف فلسطيني منسق وموحد وواضح.