90 قتيلا وجريحا في هجومين انتحاريين استهدفا «الصحوة» في بغداد والأنبار

مصدر أمني قال إن الهجوم الأول استهدف عناصر الصحوة أثناء تسلمهم رواتبهم

جندي عراقي يعاين الأضرار التي خلفها تفجير انتحاري استهدف عناصر الصحوة في منطقة الرضوانية جنوب غربي بغداد، أمس (أ.ب)
TT

قتل 46 شخصا على الأقل وأصيب عشرات آخرون بجروح في هجومين انتحاريين بأحزمة ناسفة استهدفا قوات الصحوة في بغداد ومحافظة الأنبار، غرب العراق.

وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «ما لا يقل عن 43 شخصا قتلوا وأصيب نحو 40 آخرين بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف تجمعا لقوات الصحوة قرب مقر للجيش العراقي في قرية البلاسم الواقعة في منطقة الرضوانية» في ضواحي بغداد الغربية. وأوضح أن «عناصر الصحوة كانوا متجمعين لتسلم رواتبهم عند حاجز التفتيش الخارجي لدى وقوع الانفجار».

بدوره، أكد مصدر عسكري أن «الهجوم وقع لدى تجمع عناصر الصحوة لتسلم رواتبهم عند المدخل الرئيسي لمقر للجيش العراقي في الرضوانية».

وقال ضابط برتبة ملازم أول في الجيش العراقي، فضل عدم كشف اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية «كان هناك مئات من عناصر الصحوة ينتظرون في ساحة قرب مدخل المعسكر لتسلم رواتبهم، عندما قام الانتحاري بتفجير نفسه وسط أكبر هذه التجمعات». وأشار إلى أن دخولهم للمعسكر ينظم في شكل مجموعات تضم كل واحدة منها 10 أشخاص بعد أن يتم تفتيشهم.

ويعد الهجوم الأكثر دموية في العراق منذ العاشر من مايو (أيار) الماضي، عندما قتل 53 شخصا وجرح 157 آخرون في انفجار 4 سيارات مفخخة في موقف لسيارات معمل النسيج في الحلة (100 كلم جنوب بغداد).

وفي هجوم آخر، أعلن مصدر في الشرطة مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مقرا للصحوة في مدينة القائم (340 كلم غرب بغداد) القريبة من الحدود السورية. وأضاف أن «القتلى اثنان من الصحوة وشرطي وبين الجرحى اثنان من عناصر الشرطة».

وأوضح أن «انتحاريا فجر نفسه داخل مقر لقوات الصحوة وسط القائم».

فيما ذكرت وكالة «رويترز» أن الانتحاري قتل 4 وأصاب 6 في هجوم على اجتماع لقادة مجالس الصحوة في بلدة القائم قرب الحدود السورية.

وتستهدف هجمات متكررة قوات الأمن العراقية الممثلة في الشرطة والجيش وعناصر الصحوة.

ففي الثالث من أبريل (نيسان)، قام مسلحون يرتدون زيا عسكريا في عملية منظمة بقتل 25 شخصا بينهم 5 نساء، من عائلات تنتمي إلى قوات الصحوة في قرية الصوفية التابعة لمنطقة هور رجب (جنوب) التي كانت بين آخر معاقل تنظيم القاعدة جنوب بغداد.

وظهرت قوات الصحوة للمرة الأولى في سبتمبر (أيلول) 2006 في محافظة الأنبار حيث استطاعت خلال أشهر قليلة طرد تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة التي تدور في فلكه، الأمر الذي شجع الجيش الأميركي على تعميم هذه التجربة على محافظات أخرى.

وقد انتقلت مسؤوليات أكثر من مائة ألف مقاتل في مجالس الصحوة إلى الحكومة في خريف عام 2008.

وتساهم قوات الصحوة في مناطق العرب السنة غرب بغداد ووسط العراق وشماله في تراجع أعمال العنف بعد أن رفع عناصرها السلاح في وجه من قاتلوا في صفوفهم سابقا.

ويسود الاعتقاد على نطاق واسع أن الحكومة ذات الغالبية الشيعية لا تبدي ثقة كبيرة في قوات الصحوة.

ووافقت حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على دمج 20 في المائة فقط من قوات الصحوة إلى الأجهزة الأمنية على أن يلتحق الآخرون بوظائف مدنية.

وقد دعا المالكي منتصف أبريل، إلى الاستفادة من إمكانات قوات الصحوة في العمل الاستخباري بوصفه «جهدا كفيلا بإنهاء الإرهاب والإرهابيين».

إلى ذلك، قتل شخص وأصيب 3 آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة لاصقة على سيارة مدنية في حي أور (شرق)، وفقا لمصدر في الشرطة.