مذكرات اعتقال بحق رئيس اتحاد كرة القدم و3 أعضاء بتهم فساد مالي.. والحكومة تنفي علمها

الدباغ لـ «الشرق الأوسط» : مستعد للتدخل لتسوية الفوضى.. ومسؤول رياضي: محاولات للضغط قبل الانتخابات

حسين سعيد رئيس اتحاد كرة القدم العراقي (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي تتصاعد فيه الخلافات بين اللجنة الأولمبية العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم المتعلقة بمكان إجراء انتخابات الاتحاد، اقتحمت قوة عراقية صباح أمس مقر الاتحاد العراقي وبحوزتها مذكرات اعتقال بحق رئيسه حسين سعيد وثلاثة من أعضائه تتعلق بمخالفات مالية وفساد إداري. وبينما نفت الحكومة العراقية قيامها بإصدار تلك المذكرات، أكد رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، رعد حمودي، من العاصمة الأردنية عمان، أنه لا علم له أيضا بها.

ويصر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على إقامة انتخابات اتحاد كرة القدم في أربيل، ويؤيدها في ذلك حسين سعيد، بينما يرفض رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي ذلك ويصر على إقامتها في بغداد.

وكان الفيفا حدد الرابع والعشرين من يوليو (تموز) موعدا لتنظيم الانتخابات في أربيل، ودعا الاتحاد العراقي إلى التزام المكان والزمان.

وقال علي الدباغ، المتحدث باسم الحكومة العراقية، الذي تسلم ملف اللجنة الأولمبية لفترة محددة العام الماضي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «السلطة التنفيذية لم تصدر أي قرار بشأن حسين سعيد أو أي شخص آخر من اتحاد كرة القدم»، مرجحا أن يكون صدور مذكرات إلقاء القبض من هيئة النزاهة باعتبارها سلطة مستقلة.

وأكد الدباغ أن الحكومة العراقية لم تتدخل في آلية الانتخابات لكنها أصرت على إجرائها في العاصمة العراقية بغداد حسب القانون رقم 16.

وأشار الدباغ إلى أن العمل الذي تقوم به وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم «لم يكن موفقا للخروج من الأزمة التي حصلت مع الاتحاد الدولي»، مشددا على أنه «لم يتدخل في التفاصيل» وأنه ترك الملف للمتخصصين في الشأن الرياضي الذين «لم يوفقوا في إدارته»، حسب قوله.

وكان الدباغ قد رشح نفسه لرئاسة اللجنة الأولمبية في العراق، إلا أن ذلك لاقى رفضا من الأوساط الرياضية، وصل إلى حد تشبيه ذلك بما كان يحصل إبان النظام العراقي السابق عندما كان عدي صدام حسين، النجل الأكبر لرأس النظام، يتدخل في شؤون الرياضة حتى نصب نفسه رئيسا للجنة الأولمبية.

وكان المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية قد قرر حل اتحاد كرة القدم وتشكيل هيئة مؤقتة لإدارة أعمال الكرة العراقية نهاية العام الماضي، بينما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من نفس العام وقف النشاط الدولي للعراق، بطل آسيا، بسبب «التدخل الحكومي» في عمل الاتحاد.

وحول ما إذا كانت هناك دوافع سياسية وراء ملاحقة سعيد، قال الدباغ: «ليس لسعيد أي علاقات سياسية وليس للحكومة أي دخل في الإجراءات القانونية المتخذة»، لكنه قال إنه «مستعد للتعاون مع الجهات المعنية بالشأن الرياضي للخروج من الفوضى العارمة التي أصابت اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب»، مؤكدا الحاجة إلى «جهد جماعي للخروج من الفوضى التي تعاني منها تلك الاتحادات».

ومن جانبه أكد رعد حمودي، رئيس اللجنة الأولمبية لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من عمان، أنه لا علم لديه بتفاصيل مذكرات إلقاء القبض. وكانت قوة عراقية قد اقتحمت صباح أمس مقر الاتحاد العراقي لكرة القدم وبحوزتها مذكرات اعتقال.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الاتحاد العراقي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «عددا من عناصر الجيش اقتحموا مبنى الاتحاد المجاور لمعلب الشعب الدولي (وسط بغداد)، ومعهم مذكرة قبض بحق رئيس الاتحاد حسين سعيد والأمين المالي عبد الخالق سعود وعضوي الاتحاد طارق أحمد ومحمد جواد الصائغ». وأضاف: «لم يكن أي من الأعضاء موجودا أثناء اقتحام القوات للمقر، وغادروا بعد ذلك». وبحسب مصادر، تتعلق المذكرة بخلافات مالية وفساد إداري.

وذكر الأمين المالي للاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود أن «مثل هذه المحاولات تأتي في إطار الضغط على أعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم قبيل إجراء الانتخابات التي يصر الاتحاد الدولي على إقامتها في أربيل». وأضاف مسعود: «لماذا تثار هذه الأمور في هذا التوقيت؟ ليست لدينا أي مخالفات مالية أو إدارية، وكل ما يتعلق بالجوانب المالية للاتحاد يمر بمعرفة اللجنة الأولمبية ودوائر الرقابة المالية، ولا يوجد أي خرق أو مخالفة».

من جهة ثانية، ذكر مدير الإدارة في الاتحاد العراقي لكرة القدم زهير ناظم أن «قوة عسكرية ضمت ضابطا برتبة نقيب وآخر برتبة ملازم أول مع أربعة جنود استقلوا ثلاث سيارات من نوع (هامر) كانت مركونة خارج مقر الاتحاد دخلت المبنى صباح اليوم (أمس)».

وأضاف ناظم: «قائد القوة أخبرنا بوجود مذكرة بإلقاء القبض على بعض الأعضاء، لكننا لم نرَ المذكرة ولم يسمح لنا بالاطلاع عليها، ثم غادروا المكان لأن جميع أعضاء الاتحاد كانوا غير موجودين في تلك الأثناء». وأوضح أن «قوة جديدة تمركزت الآن داخل مقر الاتحاد تابعة لقوة حماية المنشآت الرياضية من قطاع الرصافة».

وقال آمر القوة المقدم كاظم واحد إن «هذه القوة ستقوم بالمحافظة على مقر الاتحاد وممتلكاته وحماية الموظفين العاملين فيه، وسيستمر وجودها وواجبها».