أوباما يستنجد ببيل كلينتون لمساعدة الديمقراطيين على الاحتفاظ بأغلبيتهم في انتخابات الكونغرس

بعد انخفاض شعبيته في استطلاعات الرأي العام الأميركي

TT

مع انخفاض شعبية الرئيس باراك أوباما، نقلت تقارير أميركية أن الرئيس الأسبق بيل كلينتون يريد مساعدة الحزب الديمقراطي في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلة حتى لا يتأثر بانخفاض شعبية أوباما، وحتى يحافظ على الأغلبية في الكونغرس.

إلى أن مراقبين وصحافيين في واشنطن ذكروا أن كلينتون سيفرق بين مساعدة الحزب ومساعدة أوباما، وذلك لأن زوجته، هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية حاليا، ربما ستترشح لرئاسة الجمهورية بعد سنتين. وكانت قبل سنتين قد ترشحت للرئاسة باسم الحزب الديمقراطي، لكن أوباما فاز عليها ثم فاز بالرئاسة، ثم اختارها وزيرة للخارجية.

يوم الاثنين الماضي، وسط أسئلة كثيرة من الصحافيين عن انخفاض شعبية أوباما، اعترف روبرت غيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض بأن الحزب الجمهوري «ربما» سيفوز بأغلبية في الكونغرس في انتخابات نوفمبر المقبل.

أثار التصريح غضبا في أوساط قادة الحزب الديمقراطي فسارعت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي إلى البيت الأبيض وقابلت الرئيس أوباما، وخرجت لتقول للصحافيين إن الحزب الديمقراطي «متأكد» من احتفاظه بالأغلبية في الكونغرس بعد الانتخابات.

وفي نفس اليوم، قالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، الشيء نفسه.

ويوم الأربعاء الماضي، ذهب الرئيس الأسبق بيل كلينتون إلى البيت الأبيض، وقابل الرئيس أوباما. وعلى الرغم من أن البيت الأبيض قال إن المقابلة كانت حول المشكلة الاقتصادية، ذكرت أخبار بأنهما ناقشا استراتيجية جديدة للانتخابات المقبلة.

غير أن أوباما اختار، قبل ذلك بيوم، جاك ليو مديرا للميزانية، وكان يشغل المنصب في عهد كلينتون. ويعود إليه الفضل في أن الميزانية الأميركية في عهد كلينتون، ولأول مرة منذ 20 سنة سابقة، حققت فائضا. لكن، بعد سنة من خروج كلينتون من البيت الأبيض، وبداية عهد الرئيس بوش (الابن) الذي خفض الضرائب على الأغنياء، عاد العجز إلى الميزانية. وفي عهد أوباما، وبعد أن بلغت نفقات حرب العراق وأفغانستان أكثر من تريليون دولار، وبعد أن بلغت ميزانية إنقاذ الاقتصاد الأميركي أكثر من تريليوني دولار، وصل العجز في الميزانية السنوية إلى تريليوني دولار، ووصلت مديونية الحكومة إلى 15 تريليون دولار.

ويقول المراقبون والصحافيون في واشنطن إن قادة الحزب الديمقراطي يريدون مساعدة أوباما في الانتخابات المقبلة أكثر مما يريدون خفض العجز في الميزانية أو إزالته.

وأول من أمس، أرسل كلينتون مستشارا إلى البيت الأبيض قابل مستشاري أوباما لوضع استراتيجية للانتخابات، ولكن هذا المستشار تعمد ألا يتحدث عن خفض العجز في الميزانية.

وكتب دانا ميلبانك، وهو كاتب رأي في صحيفة «واشنطن بوست»، أول من أمس، أن أوباما يحتاج إلى كلينتون أكثر من أي وقت مضى. وأن أوباما يريد أن تكون رئاسته «رئاسة ثالثة» لكلينتون، في إشارة إلى أن كلينتون قضى رئاستين في البيت الأبيض.

لكن، كتب ديفيد برودر، كاتب الرأي في نفس الصحيفة، أن العداء بين كلينتون وأوباما يظل تحت السطح. وأشار إلى أنه، خلال الانتخابات التمهيدية الماضية والمنافسة بين أوباما وهيلاري كلينتون، استفادت هيلاري من زوجها الذي كان مثل قائد لحملتها الانتخابية. ومرات كثيرة، شن الزوج حملة شخصية على أوباما، منها حملة عنصرية غير مباشرة جاء فيها أن أوباما سيفوز بأصوات السود، لكن أغلبية البيض سيصوتون لزوجته.

لهذا، يتوقع في انتخابات نوفمبر، أن يتحاشى الزوج موضوع أوباما، ويركز على المحافظة على أغلبية الحزب الديمقراطي في الكونغرس. وعندما يفعل ذلك، ستزداد التوقعات بأن تترشح زوجته ضد أوباما مرة أخرى.