المتحدث الرئاسي: مبارك وغل أكدا تكامل دوري القاهرة وأنقرة

عواد: الجانب التركي يتفهم تأثير الوضع في غزة على الأمن المصري كما نتفهم التأثير المباشر للوضع في شمال العراق على تركيا

الرئيس المصري، حسني مبارك خلال لقائه في القاهرة أمس بالرئيس التركي عبد الله غل (إ.ب.أ)
TT

أجندة سياسية واقتصادية متنوعة ومكثفة حفلت بها مباحثات الرئيسين المصري حسني مبارك والتركي عبد الله غل الذي اختتم زيارته للقاهرة أمس.

تناولت محادثات الرئيسين آخر التطورات بمنطقتي الشرق الأوسط والبلقان، لا سيما العراق وباكستان وأفغانستان، والعلاقات الأرمينية التركية في إطار الوساطة المصرية، كما تناولت عملية السلام وجهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية، والانتقال للمفاوضات المباشرة، وتداعيات الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية في المياه الدولية الذي خلف 9 قتلى من الأتراك، والجهود المبذولة لتشكيل لجنة تحقيق دولية. ورافق غل مبارك صباح أمس في حضور حفل تخرج دفعة جديدة بالكلية الحربية بالقاهرة.

واعتبر المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد أمس زيارة غل في هذا التوقيت «رسالة واضحة على أن العلاقات بين البلدين علاقات تكامل وليس تنافسا في الأدوار».

ورفض عواد وصف التحالف الاستراتيجي الجديد بين تركيا وسورية ولبنان والأردن بقوله «لا أحب وصف هذا بالتحالف، لكنه إنشاء لمجالس تعاون استراتيجي، مثل المجلس الذي اتفق الرئيسان مبارك وغل على المضي في إجراءات توقيعه».

وأشار إلى أن هذه المجالس للتنسيق والتعاون الاستراتيجي ستنشأ برئاسة رؤساء الوزراء في هذه البلاد المعنية، مضيفا أن «أي تقارب تركي مع دول عربية شقيقة هو مكسب للجميع». وشدد في الوقت نفسه على أن «مصر لا تبحث عن أي دور إقليمي، بل تمارس دورها الإقليمي من دون أجندة خفية في إطار ومفهوم روح التكامل وليس التنافس».

وأوضح أن الجانب التركي يتفهم التأثير المباشر للقضية الفلسطينية بوجه عام والوضع في غزة بوجه خاص، لاعتبارات الأمن القومي المصري، مثلما تتفهم مصر التأثير المباشر للوضع في جنوب تركيا وشمال العراق نتيجة عمليات حزب العمال الكردستاني على الأمن القومي التركي.

وقال عواد إن موقف مصر بشأن التوتر بين حزب العمال الكردستاني وتركيا يتمثل في الدعوة لحل القضية الكردية على نحو يلتزم بالحوار، وإدانة أي أعمال للتخريب يقوم بها حزب العمال الكردستاني، أو أي أعمال تخريبية تقوم بها أي منظمة إرهابية في أي مكان في العالم.

وأكد عواد أن الرئيسين بحثا التنسيق المصري التركي على الساحة الدولية لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين عن الاعتداء على أسطول الحرية، وذلك في إطار الحديث عن القضية الفلسطينية والوضع في غزة.

وذكر أن مصر وتركيا والمجموعة العربية يسعون حاليا في نيويورك لتنفيذ ما تضمنه البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن حول الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية، خاصة ما يتصل بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة.

وفي سؤال حول تأثير الهجوم على «أسطول الحرية» على الدور التركي في عملية السلام في الشرق الأوسط، قال عواد إنه إذا أمكن لتركيا أن تواصل دورها في ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، فإن توتر علاقاتها مع إسرائيل لا يساعد على ذلك، والجانب التركي هو أول من يتفهم ذلك.

وأضاف عواد أن الجانبين الإسرائيلي والتركي يسعيان إلى احتواء التوتر الحالي في علاقاتهما بطرق كثيرة، بما في ذلك اللقاء الذي تم بين بن اليعازر ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في ميونخ بألمانيا.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أوضح عواد أن المباحثات تناولت الترحيب بالتنامي المتزايد في حجم التبادل التجاري بين البلدين، الذي حقق ملياري دولار سنويا، مع إعادة التأكيد على تحقيق هدف معلن في زيادة التبادل إلى خمسة مليارات دولار بحلول عام 2012، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات التركية في مصر تجاوز 1.2 مليار دولار. وقال إن هناك مشاريع لإعادة توطين صناعة الغزل والنسيج التركية في مصر، والتأكيد على استكمال المنطقة الصناعية التركية في مدينة السادس من أكتوبر. واتفق الزعيمان على الإعلان قريبا عن تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا برئاسة رئيسي وزراء البلدين، وعلى التوقيع قريبا على مذكرة تفاهم لتسهيل تبادل التأشيرات بين مصر وتركيا خاصة بالنسبة للمستثمرين ورجال الأعمال، وكذلك الاتفاق على إعلان عام 2011 عاما لمصر في تركيا.

من ناحية أخرى، أكد عواد أن نشاط الرئيس مبارك خير رد على تقارير تناولت صحته، مشيرا إلى أن مؤسسة الرئاسة لا تعتزم أن تتصدى بنفي هذا الخبر أو ذاك. وأشار عواد إلى أن الرئيس مبارك لا يكل من العمل من منطلق حرصه على متابعة كل التقارير اليومية التي يتلقاها والاتصالات التي يتلقاها ويجريها مع كل من يعمل بالعمل السياسي في مصر.

وكان أنس الفقي، وزير الإعلام المصري قال أول من أمس، إنه «على عكس ما تناقلته هذه التقارير، فالرئيس مبارك لم يجر أي فحوصات طبية، ولم يدخل المستشفى خلال زيارة العمل التي قام بها مؤخرا لباريس، كذلك فإن التقارير حول زيارته لألمانيا مرة أخرى لتلقي العلاج هي أيضا تقارير غير صحيحة».