اختفاء زوجة كاهن بصعيد مصر يثير مخاوف من تكرار سيناريو وفاء قسطنطين

زوجها لم يتهم أحدا.. ومصادر كنسية تحذر من احتقان طائفي

TT

أثار اختفاء زوجة كاهن مسيحي بمحافظة المنيا في صعيد مصر مخاوف مسيحية من تكرار سيناريو السيدة وفاء قسطنطين، زوجة كاهن في إحدى كنائس محافظة البحيرة (شمال دلتا مصر)، التي اختفت في ظروف مشابهة عام 2004 واتضح أنها أشهرت إسلامها، فاحتج المسيحيون ونظموا عددا من المظاهرات انتهت بتسليمها للكنيسة.

وأبلغ القس تداوس سمعان كاهن كنيسة مار جرجس بدير مواس في محافظة المنيا (نحو 450 كيلومترا جنوب القاهرة) الشرطة بأن زوجته كاميليا شحاتة، 24 عاما، مختفية منذ يوم الأحد الماضي مع طفلهما أنطوان البالغ من العمر عامين، موضحا أنه كان في إحدى القرى المجاورة لإقامة مراسم زواج، واتصل بزوجته التي أبلغته أنها ستذهب لزيارة أهلها في منزلهم القريب من منزل الزوجية، إلا أنه عندما عاد لم يجدها في المنزل بينما نفى أهلها أن تكون ذهبت إليهم.

وقالت مصادر كنسية في قرية دير مواس في اتصال هاتفي أجرته «الشرق الأوسط» معها إن «القس تداوس سمعان، 27 عاما، لم يتهم أحدا بالتسبب في اختفاء زوجته، إلا أنه طالب الأجهزة الأمنية بسرعة الكشف عن سبب اختفائها». وأوضحت المصادر أن «الأجهزة الأمنية بدأت تحقيقاتها مع القس سمعان وأقارب الزوجة المختفية في محاولة لكشف الغموض المحيط بالحادث، إلا أنها لم تتوصل لشيء حتى الآن».

ونفت المصادر وجود أي خلافات بين القس سمعان وزوجته وأي أطراف أخرى، الأمر الذي أدى إلى عدم توجيه اتهام لأي أحد بالتسبب في اختفاء الزوجة، لكن المصادر قالت: «لن يهدأ بالنا حتى نتوصل إلى الحقيقة»، مشيرة إلى وجود حالة من الاحتقان لدى مسيحيي القرية منذ العام الماضي الذي شهد بعض المصادمات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين بسبب بعض الأعمال التوسعية في كنيسة القرية.

وأثار اختفاء الزوجة مخاوف مسيحية من تكرار سيناريو اختفاء وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة أبو المطامير بمحافظة البحيرة عام 2004 التي اتضح أنها أشهرت إسلامها، فاحتج المسيحيون ونظموا عدة مظاهرات، انتهت بتسليم الأجهزة الأمنية للسيدة المختفية إلى الكنيسة التي أدخلتها دير وادي النطرون، ولم تخرج منه حتى الآن.

وتعد محافظة المنيا من أكثر المحافظات المصرية التي شهدت حوادث طائفية خلال العامين الماضيين، وكان أبرز تلك الحوادث حادث دير أبو فانا، في مايو (أيار) 2008، حين هاجم عربان من البدو المسلمين دير أبو فانا بالأسلحة واختطفوا 3 رهبان، وقُتل شاب مسلم بطلق ناري مجهول المصدر، بسبب النزاع على وضع اليد على أراض مملوكة للدولة، واعتقل على أثر الحادث مسيحيان، بتهمة قتل الشاب المسلم، وعلى الرغم من عقد جلسة صلح بين الطرفين برعاية اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا وبحضور ممثلين عن الكنيسة، فإن البابا شنودة الثالث بابا الاقباط الأرثوذكس أكد أن المشكلة لم تحل بعد.