مسلحون صوماليون يهاجمون القوات الكينية على الحدود

مسؤولون أميركيون: من الممكن توسيع العمليات التي تستهدف قادة «الشباب»

TT

هاجم مسلحون صوماليون، يعتقد أنهم من مقاتلي حركة الشباب المجاهدين، التي تسيطر على معظم أجزاء جنوب الصومال المتاخمة للحدود الكينية، معسكرا للقوات الكينية على الحدود. وأفاد شهود عيان في البلدات الواقعة على الحدود بين الصومال وكينيا لـ«الشرق الأوسط» أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات حرس الحدود الكينية ومسلحين إسلاميين توغلوا مسافة كيلومتر واحد على الأقل داخل الأراضي الكينية.

من جهته، قال مسؤول كيني إن «قوات الأمن الكينية على الحدود اشتبكت أمس مع مسلحين من حركة الشباب الصومالية، بعد أن نصب المسلحون كمينا لدورية كانت مرابطة على الحدود». وأضاف ويلسون مورونجي مفوض منطقة لاجديرا الكينية الواقعة على الحدود مع الصومال: «لم يكن الهجوم غارة كبيرة داخل كينيا، إنما نصب مسلحون نشك في أنهم مقاتلو جماعة الشباب الصومالية، كمينا لدورية حدودية كينية، أثناء قيامها بدورية عادية»، وأضاف مورونجي: «أطلق أفراد الميليشيا النار على قواتنا من الجانب الآخر للحدود مما أدى إلى مقتل ضابط، وإصابة آخر». وذكر أنهم أرسلوا إلى مكان الحادث «فريقا آخر لتعزيز الأمن والتحقيق في هذا الحادث». وقال: «ما زلنا في انتظار مزيد من التفاصيل حول هذا الحادث».

وقال ضابط آخر في شرطة كينيا إن «مسلحين من جماعة الشباب الصومالية المتمردة، على ما يعتقد، هاجموا معسكرا للقوات الكينية على الحدود»، وأضاف الضابط الذي اشترط عدم ذكر اسمه: «يوجد قتيل واحد في صفوف قواتنا، كما أن هناك إصابات بين الجنود». ولم تعلن حركة الشباب مسؤوليتها عن هذا الهجوم بشكل رسمي حتى الآن؛ إلا أن سكان بلدة دوبلي الحدودية الواقعة على الجانب الصومالي من الحدود قالوا إن «الاشتباكات اندلعت بين الجانبين أمس عقب تحرك مسلحين من حركة الشباب من بلدة دوبلي الصومالية في اتجاه الحدود الكينية».

وقال يوسف علي محمد، أحد شيوخ العشائر في مدينة دوبلي، إن تبادلا كثيفا لإطلاق النار جرى بين مقاتلين من حركة الشباب وقوات كينية، واستمر إطلاق النار لفترة دخلت فيها القوات الكينية إلى داخل الحدود الصومالية لمطاردة المسلحين». وأضاف يوسف محمد: «القوات الكينية أجبرت مقاتلي الشباب على التراجع نحو بلدتنا (دوبلي) حيث يتمركزون حاليا في مدخلها الغربي تحسبا لهجمات قد تشنها عليهم القوات الكينية». وذكر يوسف محمد أيضا أن حركة الشباب دعت الناس للجهاد ضد كينيا بعد هذه المواجهات، ونشرت مزيدا من عناصرها على الجانب الغربي من مدينة دوبلي، وقال: «السكان هنا يخشون من نشوب قتال جديد بين الجانبين». وقالت كينيا إنها في صدد إرسال تعزيزات للمنطقة على الرغم من أن اشتباكات حدودية مماثلة وقعت في السابق لم تتطور إلى قتال أوسع نطاقا. ودارت المواجهات بين القوات الكينية والمسلحين الإسلاميين على أطراف بلدة ليبوي التي تقع على الحدود بين البلدين على الجانب الكيني.

ومنذ إعلان حركة الشباب مسؤوليتها عن تفجيري كمبالا اللذين أسفرا عن مقتل نحو 76 شخصا، كانوا يشاهدون المباراة النهائية لكأس العالم، ازدادت المخاوف الإقليمية، وقد أعلنت كينيا حالة التأهب القصوى ضد الجماعة، وقامت بحشد مئات من قواتها على الشريط الحدودي الطويل بينها وبين الصومال، خوفا من احتمال انتقال العنف إليها عبر الحدود الطويلة سهلة الاختراق بين البلدين، وعززت القوات الكينية الأمن على طول الحدود مع الصومال. وعلى الرغم من أن الحدود بين الصومال وكينيا كانت مغلقة من الناحية الرسمية منذ سنوات، ولا يمكن الدخول إليها والخروج منها بسهولة؛ فإن نيروبي لا تزال قلقة، بسبب عدم قدرتها على مراقبة هذا الشريط الحدودي الطويل التي يمتد لنحو 700 كم، وتبذل كل ما في وسعها لمنع الفوضى الموجودة في الصومال من الانتشار إلى أراضيها.

على صعيد آخر، أعلن مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة مستعدة لزيادة مساعداتها العسكرية المقدمة إلى قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال لتشديد تحركاتها ضد حركة الشباب الصومالية التي قامت بتوسيع هجماتها خارج نطاق الصومال. وقال المسؤولون إن «وكالات المخابرات الأميركية حذرت من تنامي الصلات بين حركة الشباب في الصومال و(تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا)، وإدارة الرئيس باراك أوباما تضع خطة لتعقب واستهداف قادة المجموعتين». وقال الجنرال ويليام وارد رئيس القيادة الأميركية المختصة بأفريقيا المعروفة باسم «أفريكوم» إن المساعدات العسكرية الأميركية لقوات الاتحاد الأفريقي قد تشمل بعد توسيعها عتادا إضافيا وتدريبا ودعما خاصا بالإمداد والتموين وتبادلا للمعلومات. كما أنه من الممكن أيضا توسيع العمليات والغارات الجوية التي تستهدف قادة جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. من جهته، قال مسؤول أميركي آخر يعمل في مجال مكافحة الإرهاب رفض الكشف عن اسمه إن «جماعة الشباب الإرهابية تركز أساسا على أهداف في المنطقة؛ لكن لا يمكننا التهوين من تطلعها لتنفيذ عمليات في أماكن أخرى. لهذا، فمن المهم للغاية أن نقوم بتحرك مكثف لإحباط عملياتها».