سليمان قلق.. ويستكمل مشاوراته لتحصين الوضع قبل قرارات المحكمة الدولية

مستشاره السياسي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» وجود خطر حقيقي محدق بلبنان

الرئيس اللبناني ميشال سليمان لدى اجتماعه أمس في قصر الرئاسة بالرئيس الأسبق أمين الجميل وذلك في إطار اللقاءات التي عقدها لتهدئة الأوضاع في لبنان (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

يستكمل الرئيس اللبناني ميشال سليمان لقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية والقيادات السياسية في طاولة الحوار الوطني، للعمل على وقف التشنجات الداخلية والحد من الحملات السياسية والإعلامية التي تعيشها الساحة اللبنانية عشية استحقاقات داهمة داخلية وخارجية يترقبها اللبنانيون. ولهذه الغاية، التقى في القصر الجمهوري أمس على التوالي رئيس كتلة «لبنان الحر الموحد» النائب سليمان فرنجية، ثم رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل، فوزير العمل بطرس حرب، وتشاور معهم حول الوضع الداخلي اللبناني. وقد غادر الجميع من دون الإدلاء بأي تصريح، وأفيد أن البحث تناول التطورات العامة في لبنان.

في هذا الوقت، أكد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية النائب السابق ناظم الخوري لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجواء المتشنجة في البلد الناتجة عن الاتهامات المتبادلة كانت مصدر قلق لدى فخامة الرئيس، ما جعله يسارع انطلاقا من كونه رئيسا للبلاد، ومن دوره التوافقي، إلى إجراء لقاءات مع رؤساء الكتل النيابية والقيادات السياسية الفاعلة لتدارك الأمور وتحصين الوضع الداخلي». ولفت الخوري إلى أن «ثمة قلقا من انعكاس هذا الجو المتشنج على الأرض، خاصة أن الحملات والاتهامات المتبادلة تأتي عشية استحقاقات داخلية وخارجية؛ منها عمل الحكومة وتفعيله، واهتمام أجهزة الدولة بموسم الاصطياف، وموضوع المحكمة الدولية وترقب ما سيصدر عنها، إضافة إلى التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضد لبنان»، وأوضح أن الرئيس سليمان «يسعى من خلال لقاءاته إلى الاطلاع على وجهات نظر كل الفرقاء وتصويب الاختلاف في الرأي بما يخدم المصلحة الوطنية العليا، ويؤدي إلى تحصين الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، ولكي يكون اللبنانيون محصنين داخليا ومستعدين لمواجهة أي خطر طارئ قد يحدق بالبلاد». وأشار الخوري إلى أن الرئيس سليمان «يلمس تجاوبا حيال طروحاته، لأن الكل يستشعر الخطر المحدق بلبنان، والقيادات السياسية عليها أن تتحمل مسؤولياتها تجاه ما يحدث، لأن المسؤولية مشتركة».

وفي الإطار نفسه، أفادت معلومات مصدرها القصر الجمهوري أن «مشاورات اليوم الثاني للرئيس سليمان تركزت على تصويب النقاش السياسي الدائر راهنا، والنأي به عن التجاذبات، بُغية استمرار حال الهدوء السياسي والأمني وانعكاساته الإيجابية على الاقتصاد الوطني، والتأكيد أيضا على اعتماد أجواء التهدئة في الخطابات والمواقف السياسية من أجل إبقاء الساحة الداخلية ضمن دائرة الاستقرار، خاصة في موسم السياحة والاصطياف، مما لذلك من انعكاس إيجابي على الواقع اللبناني». إلى ذلك، اعتبر مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله إبراهيم الموسوي أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان «يستطيع أن يقوم بمسعى لجمع الجميع، وهو يقوم اليوم بهذا المسعى لنزع إطار التفجير، وهو مشكور على مسعاه»، لافتا إلى «إننا أحوج ما نكون لخطاب سياسي هادئ»، مشددا على أن حزب الله «أكثر الناس حرصا على ألا يكون هناك تشنج في البلد». وقال: «إذا أرادت إسرائيل حربا فنحن على أتم الاستعداد لها»، مشيرا إلى أن «جواسيس الاتصالات وضعوا البلد في انكشاف كامل، وليس فقط من ناحية المقاومة؛ بل في مجالات الاقتصاد والتجارة والأمن».