قطر والبوسنة توقعان عدة اتفاقات للتعاون الثنائي

بمناسبة زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى سراييفو

الرئيس البوسني حارث سيلاجيتش خلال استقباله أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس (أ.ب)
TT

وقعت البوسنة ودولة قطر أمس عدة اتفاقات لتعزيز التعاون الثنائي بينهما، وذلك أثناء الزيارة الرسمية التي قام بها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند، إلى سراييفو، حيث حظيا باستقبال رسمي وشعبي كبير. كما التقى الشيخ حمد بالأعضاء الثلاثة لمجلس الرئاسة، الدكتور حارث سيلاجيتش، وجيلكو كومشيتش، ونيبوشا رادمانوفيتش.

وقد تم خلال الزيارة توقيع عدة اتفاقات تتعلق بتجنب الازدواج الضريبي، ومنع التهرب المالي، وما يتعلق بالضرائب على الدخل، كما تم توقيع بروتوكول، هو الثاني من نوعه، يتعلق بدورة اللجنة القطرية - البوسنية المشتركة المعنية بالحقوق الاقتصادية والتجارية والتعاون التقني بين البوسنة ودولة قطر.

من جهتها، زارت الشيخة موزة، حرم أمير دولة قطر، عيادة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي في ضاحية كوسوفو بسراييفو، كما تجولت في أسواق العاصمة البوسنية العتيقة، باش تشارشيا. وقال الرئيس البوسني الدكتور حارث سيلاجيتش، في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط»: «البوسنة قيادة وشعبا ترحب بزيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند والوفد الكريم المرافق لهما». وتابع «نعتبر هذه الزيارة خطوة كبيرة لتعزيز علاقتنا الثنائية في جميع المجالات لما فيه مصلحة وخير البلدين الشقيقين». وأردف «إن هذه الزيارة تعطي دفعة مهمة في العلاقات بين البلدين، وتتعداها لعلاقات أوسع مع دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقتنا». وأشار إلى أن «ما يتمتع به الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من إشعاع إقليمي ودولي، يعطي زيارته للبوسنة بعدا تاريخيا، فهذا الإشعاع الدولي وليد حكمة وبعد نظر، هما مصدر إلهام للكثيرين، لإرساء علاقات سلام وتعاون».

وأعرب الدكتور سيلاجيتش عن أمله في قيام قادة مجلس التعاون الخليجي بزيارة البوسنة. وتوقع أن يكون ذلك قريبا.

بدوره، قال باكر بيغوفيتش، نجل الزعيم البوسني الراحل علي عزت بيغوفيتش، لـ«الشرق الأوسط»: «البوسنة من شمالها إلى جنوبها ترحب بأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبهذه المناسبة نجدد شكرنا العميق لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا على المساعدات السخية التي قدمتها دولة قطر للبوسنة في أصعب الأوقات وأحلك الظروف». وتابع باكر المرشح لانتخابات الرئاسة البوسنية المرتقبة: «ساهمت دولة قطر في نجدة شعبنا، وفي إقامة بعض المشاريع كبناء عدد من المساجد، والتكفل بقيمة بناء المقر الجديد لمكتبة الغازي خسرف بك». وأردف «البوسنة مفتوحة لجميع الأشقاء، ونحن نسعد بزياراتهم في كل الظروف وكل الأوقات، فهذه الزيارات تمنحنا اليقين بأننا لسنا وحدنا».

المرشح الآخر لمنصب الرئاسة في البوسنة، الدكتور جمال الدين لاتيتش، قال إن «العلاقة مع البلاد العربية ليست من أجل تبادل المنافع فحسب، فهذا أمر حيوي ولا شك، وإنما له أبعاد حضارية، فأهم جذور هويتنا وهوية معظم العالم هناك، لذلك تكتسي زيارة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعدا ثقافيا إلى جانب بعدها السياسي والاقتصادي». وتابع «لا شك أن الأديان السماوية قدمت لأوروبا من الشرق، وكذلك الهجرات البشرية في التاريخ كانت من الشرق إلى الغرب، ولم يهاجر الغرب إلى الشرق إلا محاربا، وقد آن الأوان لإرساء علاقات إنسانية بين جميع الشعوب والحضارات، مستلهمة حكمة الشرق، فالغربيون شرقيون في أصلهم البيولوجي وانتماءاتهم الدينية».