صورة الحريري الأب ترافق نجله في اللقاءات مع زعماء العالم

مقاعده محرمة على الجميع في قصره البيروتي

رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري
TT

لا يزال طيف الرئيس السابق للحكومة اللبنانية، رفيق الحريري، حاضرا في المحافل الدولية والعربية التي اعتاد التنقل فيها بكل يسر وديناميكية، ولا تزال صوره تشارك في اللقاءات التي يجريها نجله سعد، الرئيس الحالي لحكومة لبنان، وهو الذي اعتاد أن يضع «زرا» صغيرا على صدره يحمل صورة والده، التي تحمل المزيد من المعاني مع اقتراب صدور القرار الظني في جريمة الاغتيال، والغبار الذي يثار في الواقع السياسي اللبناني راهنا.

ويتعاطى الحريري الابن مع ذكرى والده بكثير من الإجلال والتقدير لشخصية الوالد الذي رحل مبكرا، مسلما إياه مسؤوليات كبيرة جدا، وفي أي مكان يحل فيه الحريري تكون ذكرى والده معه من خلال مجموعة من الصور التي يحملها ويعلقها على صدر ثيابه الرسمية، وهي عادة اكتسبها الحريري الابن منذ اغتيال والده في فبراير (شباط) 2005، حيث ظهرت إحدى الصور على صدر الحريري في زيارته الأخيرة إلى دمشق.

وكما على صدر الابن، والكثير من العاملين معه، فإن المقاعد التي اعتاد الحريري الأب الجلوس عليها في مقره الشهير في محلة قريطم في بيروت، 5 مقاعد في قصر قريطم الذي بناه الرئيس الراحل رفيق الحريري واتخذه من بعده نجله سعد لـ5 سنوات مقرا له، لا يجلس عليها أحد وممنوعة على الجميع منذ 14 فبراير 2005 عندما تركها الرئيس الراحل رفيق الحريري صبيحة ذلك اليوم الذي لن تفارق ذكراه أهل هذا البيت، الذين نذروا أن لا يشغلها سواه.

مكتب الرئيس الحريري في الطابق الرابع من قصر قريطم لا يزال كما هو. النائب الحريري يستخدم الفسحة المخصصة للاستقبالات فيه. أما كرسي الرئيس الحريري فتشغله صورته، وأدواته لا تزال كما هي مذ تركها صبيحة ذلك اليوم ولم يعد إليها. وفي كل مكان اعتاد الرئيس الحريري الجلوس فيه هناك صورة ووردة حمراء طبيعية يتم تجديدها بشكل دوري، ومن بين هذه المقاعد المقعد في الصالون الكبير في الطابق الخامس حيث استقبل النائب الحريري الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، عندما زاره في بيروت للتوسط في الأزمة التي عصفت بلبنان بعد عام 2006 فبدا الرئيس الراحل الثالث في الصورة الرسمية.

ويقول أحد مساعدي رئيس الحكومة لـ«الشرق الأوسط» إن العائلة قررت بعد رحيل كبيرها أن تكرمه بهذه الطريقة للتأكيد أنه «لا يزال حيا فينا وإنه باق في فكرنا وحياتنا نستوحي الكثير من مواقفه وأسلوبه في الحياة والقيادة»، مشيرا إلى أنها طريقة العائلة وفي مقدمها قائدها السياسي النائب سعد وكبيرتها المعنوية السيدة نازك التي كانت شريكة في القرار.