الأمين العام للناتو يتعهد بإبقاء قوات الحلف في أفغانستان لأجل غير مسمى

أعرب عن مخاوفه من أن تسيطر طالبان على البلاد في حالة الانسحاب المتسرع

الكابتن جوناثان فيلا سنسور من كتيبة برافو في اللواء 71 يتحدث إلى مجموعة من القرويين الأفغان خلال دورية في مقاطعة داند بولاية قندهار، أمس (أ.ف.ب)
TT

أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوج راسموسن عن معارضته للانسحاب من أفغانستان قائلا إن مدة بقاء القوات الدولية لن «تعتمد على التقويم ولكن الالتزام». والتقى راسموسن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في إسلام آباد لمناقشة الموقف الأفغاني. وقال إن وجود القوات سوف يحدده الموقف الأمني وإن الناتو «لن يترك أفغانستان قبل الأوان». وأعرب راسموسن عن مخاوفه من أن تسيطر طالبان على البلاد في حالة الانسحاب المتسرع وأن تشكل خطرا كبيرا على الأمن الدولي.

وقال راسموسن: «(عندها) سوف تعود طالبان وتوجد ملاذا آمنا للإرهابيين وسوف تصبح أفغانستان نقطة إطلاق (لعمليات) ضد أميركا الشمالية وأوروبا». وحدد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس عام 2014 عاما مستهدفا لتولي قواته المسؤولية الأمنية في البلاد. وقد تعهد راسموسن بتدريب القوات الأفغانية لكي تتمكن من تولي هذه المسؤولية. ويوجد أكثر من 100 ألف جندي دولي من الولايات المتحدة الأميركية والناتو في أفغانستان وتتصاعد الضغوط المحلية على كل من الدول المساهمة بقوات من أجل أن تسحب جنودها.

وقال راسموسن إن الوجود الدولي مفيد أيضا لباكستان التي عانت أيضا من هجمات مسلحي طالبان و«القاعدة» على أراضيها. وأضاف راسموسن «نحن لن نترك فراغا وراءنا ونخلق أجواء غير مستقرة في الدول الأخرى». وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي إن بلاده لا تسعى لأداء دور في أفغانستان ولكنها سوف تساعد في إحلال السلام إذا طلب منها الأفغان. وتعد باكستان حليفا رئيسيا للولايات المتحدة والقوى الغربية ويعتقد بأنها تحاول سرا التوصل لاتفاق بين حكومة كرزاي وطالبان لإنهاء العنف. وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن أمس رغبته في تعزيز الروابط بين الحلف وباكستان وذلك خلال زيارة لإسلام آباد غداة المؤتمر الدولي للجهات المانحة لأفغانستان المجاورة الذي عقد أول من أمس في كابل. وقال راسموسن في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي «أقدر كثيرا تطور العلاقات بين الحلف الأطلسي وباكستان، وأريد العمل على زيادة تعزيزها سواء على الصعيد السياسي أو العسكري». وأضاف «هذا هو السبب في اقتراحي اليوم أن نبدأ العمل من أجل التوصل، كما آمل، إلى تحديد إطار للتعاون المعزز». وتأتي زيارة راسموسن لإسلام آباد بعد يومين من زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي أبدت هي أيضا رغبتها في «شراكة على المدى البعيد» مع باكستان.

وبعد أن انتقد في الماضي بشدة إسلام آباد واتهمها بعدم بذل الجهد الكافي في مكافحة الإرهاب، عمد الغرب مؤخرا إلى تخفيف لهجته وبات يؤكد رغبته في العمل معها على محاولة تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة التي تعصف بها حركات التمرد الإسلامية.

ويريد الحلف الأطلسي وواشنطن، اللذان ينشران أكثر من 140 ألف جندي في أفغانستان، إقناع باكستان بالتخلص من المجموعات المتمردة التي تقودها حركة طالبان وحليفها تنظيم القاعدة والتي تهاجم، انطلاقا من المناطق القبلية الحدودية، القوات الأفغانية والدولية المنتشرة في أفغانستان. من جانبه قال قرشي إن «هذه الشراكة لا تقتصر على احتياجات أفغانستان» وأضاف: «إنه تقدم هام جدا، كنا شركاء يفيد كل منا الآخر، وهذه الشراكة ستستمر». وقد تعهد الحلف الأطلسي وباكستان خلال زيارة رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني لبروكسل في يونيو (حزيران) الماضي بتعزيز تعاونهما السياسي.