باكستان تلعب دورا رئيسيا في المحادثات مع طالبان الأفغانية

موقف شبكة جلال الدين حقاني سيكون داعما لجهود إسلام آباد

TT

يحتاج الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى مساعدة باكستان لإقناع بعض فصائل طالبان بإنهاء تمردها، وهو جزء رئيسي من استراتيجيته للسلام، لكن الشكوك بشأن دوافع إسلام آباد وقدرتها على تحقيق ذلك لا تزال قائمة. وتسعى كل من باكستان وأفغانستان إلى تشجيع بعض عناصر طالبان على المصالحة مع الحكومة الأفغانية من خلال نبذ تنظيم القاعدة وإلقاء السلاح والمشاركة في العملية السياسية الأفغانية. وقال شاه محمود قرشي وزير الخارجية الباكستاني خلال حفل عشاء في منزل السفير الباكستاني في العاصمة الأفغانية كابل: باكستان تريد أن تساعد أفغانستان. وأضاف: اتخاذ القرار بشأن ما يريدون فعله يرجع لهم. نريد مساعدتهم كجيران طيبين لأننا نشعر أن وجود أفغانستان مستقرة تتمتع بالسلام والرخاء هو في مصلحة باكستان. وسيكون موقف شبكة جلال الدين حقاني التي تعمل على الحدود الأفغانية الباكستانية ولها صلات ممتدة منذ فترة طويلة بالمخابرات العسكرية الباكستانية ضروريا لجهود إسلام آباد.

لكن الولايات المتحدة تتشكك في إمكانية إقناع واحدة من أكثر الفصائل وحشية وفاعلية في طالبان الأفغانية بإلقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية في أفغانستان. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس خلال زيارة لباكستان ننصح أصدقاءنا في أفغانستان بقوة بالتعامل مع من هم ملتزمون بمستقبل سلمي. ويعتقد أن لشبكة حقاني صلات وثيقة بتنظيم القاعدة. ومن المرجح أن تعلن قريبا وزارة الخارجية الأميركية شبكة حقاني كمنظمة إرهابية دولية. ويعتقد محللون أن باكستان تحتفظ بجماعات مثل شبكة حقاني كاحتياطي استراتيجي للحفاظ على نفوذها في أفغانستان بعد أن يبدأ الأميركيون الانسحاب العام المقبل ولكبح جماح الوجود المتزايد للهند عدوها اللدود فضلا عن إيران وإن كان بدرجة أقل. وقال كمران بخاري المحلل الأمني الذي يعمل لحساب مؤسسة «ستراتفور» وهي مؤسسة مخابرات خاصة: لإيران والهند نفس الحلفاء، في إشارة إلى صلات الدولتين بقبائل أفغانستان وجماعاتها العرقية المتنوعة.

وأضاف: تقليديا تحالف الإيرانيون مع الطاجيك والهزارا والأوزبك وهي نفس الشعوب التي كان الهنود يدعمونها أيضا. ومن مصلحتهما ضمان أن لا تهيمن باكستان على أفغانستان. لكن باكستان تتطلع أيضا إلى توسيع نطاق نفوذها في أفغانستان حتى لا ينظر إليها على أنها مجرد داعم لطالبان أو جماعات البشتون التي تهيمن على معظم أجزاء الجنوب مثلما فعلت في التسعينات.

وقال بخاري: «تعلموا درس المرة الماضية.. في هذه المرة الباكستانيون لا يريدون دعم طالبان وحسب. سيدعمون كرزاي وسيدعمون طالبان. يريدون تقويض النفوذ الهندي في المجتمع الأفغاني». ولكي تفعل هذا سيكون على باكستان أن تقدم شيئا. وقال حسن عسكري ريزفي المحلل السياسي الباكستاني: يبدو أن بعض التفاعل حدث بين حقاني وربما باكستان وأفغانستان.. لكن مرة أخرى ما الذي ستريد الحكومة الأفغانية أن تعرضه عليهم، وهو لا يعتقد أن مقاتلي حقاني أو الجماعات الأخرى سيكون لديهم استعداد لإلقاء أسلحتهم ليعيشوا في وئام بعد ذلك، يجب أن يعرض عليهم شيء ما.

ويعتقد اللفتنانت جنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود وهو الآن محلل دفاعي بارز أن باكستان ستحاول التوسط في اتفاق لاقتسام السلطة بين متشددي طالبان والحكومة الأفغانية. وقال إذا استطاعت دمجهم في النظام السياسي فهذا أحد المجالات الرئيسية التي تستطيع باكستان لعب دور فيها خاصة الجيش الباكستاني والمخابرات العسكرية الباكستانية. وربما لا يكون دافع باكستان واضحا. ويؤدي هذا الغموض إلى التشكك فيما قد تقدمه باكستان ولماذا. ولباكستان منذ فترة طويلة علاقات مع جماعات أفغانية متشددة. وقد أدارتها ودعمتها بتمويل أميركي وسعودي خلال الحرب ضد السوفيات في الثمانينات وكانت واحدة من 3 دول فقط اعترفت بحكومة طالبان التي تحالف معها حقاني حين تولت الحكم في التسعينات.

وعلى الرغم من التصريحات الرسمية بأن باكستان قطعت الاتصالات مع حركة طالبان الأفغانية بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 على الولايات المتحدة فإن مسؤولين بارزين بالمخابرات الباكستانية كانوا قد قالوا إنهم احتفظوا بمستوى من الاتصال ولو لمراقبة مجلس القيادة الذي يعتقد محللون على نطاق واسع أن أعضاءه يختبئون في باكستان. وقال بخاري أعتقد أن هناك نوعا من عدم الارتياح في واشنطن، البعض يقولون إننا بحاجة للباكستانيين للمساعدة في تحقيق الاستقرار الشامل في أفغانستان.