أوباما وكاميرون يشددان على «العلاقة الخاصة» بين بلديهما على الرغم من «بي بي» و«المقرحي»

دعوة الرئيس الأميركي للقيام بزيارة دولة إلى بريطانيا

كاميرون يضع باقة من الزهور على قبر الجندي المجهول في المقبرة الوطنية في أرلينغتون خارج واشنطن أمس (رويترز)
TT

بحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في «العلاقة الخاصة» بين بلديهما، على الرغم من قضيتي المقرحي و«بريتش بتروليوم». وتلقى الرئيس أوباما من ناحية أخرى دعوة من الملكة إليزابيث الثانية للقيام بزيارة دولة إلى بريطانيا.

وفي ختام لقاء على انفراد دام ثلاث ساعات في المكتب البيضاوي وغداء مع نائب الرئيس جو بايدن، زار كاميرون مع أوباما البيت الأبيض. وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء شدد المسؤولان على «العلاقة الخاصة» التي تربط بلديهما. وشدد أوباما أيضا على أن الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان «هي الصائبة» وأن المؤتمر الدولي في كابل يشكل «تقدما كبيرا» لمستقبل البلاد، في حين أكد كاميرون من جهته أن «تقدما حقيقيا» أُحرز في أفغانستان. وأعلن رئيس الوزراء مؤخرا أنه يرغب في عودة كل الجنود البريطانيين بحلول الانتخابات التشريعية في 2015.

وقال كاميرون «على البريطانيين أن يدركوا أننا لن نكون في أفغانستان بعد خمس سنوات مع وحدات قتالية كبيرة». وأضاف: «لكني آمل مع الاستراتيجية التي نعتمدها في إنشاء جيش أفغاني ونقل المقاطعات والولايات إلى الأفغان كما قال الرئيس (الأميركي) - أن نتمكن عندها من سحب بعض القوات». وأوضح كاميرون أن القوات البريطانية ستسحَب في خلال خمس سنوات، من دون تحديد جدول زمني. ويتوقع أن تسحب القوات البريطانية بحلول نهاية السنة من سانغين معقل طالبان لتحل مكانها القوات الأميركية. وفي لندن، ذكر نائب رئيس الوزراء نيك كليغ هذا الهدف خلال الجلسة الأسبوعية لأسئلة النواب في مجلس العموم، وقال: «اسمحوا لي بأن أكون بالغ الوضوح: نرى قواتنا تنسحب من أفغانستان وتتخلى عن مهماتها القتالية بحلول عام 2015».

ومن جهته، أعلن أوباما بعد أن قرر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إرسال 30 ألف عنصر إضافي إلى أفغانستان، أن القوات الأميركية ستبدأ انسحابها من البلاد في يوليو (تموز) 2011.

كذلك، أعلن قصر بكنغهام في لندن، أمس، أن الملكة إليزابيث الثانية وجهت دعوة إلى الرئيس باراك أوباما للقيام بزيارة دولة لبريطانيا في موعد لم يتحدد بعد. وقال متحدث باسم القصر إن أي موعد للزيارة لم يتحدد بعد، لكن هذه الزيارة لا يمكن أن تتم قبل بداية العام المقبل لدواع تقنية. وسلم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الدعوة إلى الرئيس الأميركي خلال أول زيارة رسمية يقوم بها للولايات المتحدة التي وصل إليها أول من أمس. وكان أوباما زار بريطانيا في مارس (آذار) 2009 بمناسبة انعقاد قمة مجموعة العشرين في لندن.

وتأتي زيارة كاميرون في حين أن الرأي العام الأميركي مستاء من «بريتش بتروليوم» للتسبب في البقعة النفطية التي تلوث خليج المكسيك منذ نهاية أبريل (نيسان) الماضي. وقال كاميرون إنه يتفهم «غضب الولايات المتحدة» من «بي بي»، وأن على هذه الشركة أن «توقف تسرب النفط وتنظف المنطقة وتدفع تعويضات عادلة» للمتضررين. إلا أنه قال محذرا إن «(بي بي) شركة مهمة للاقتصاد البريطاني وللاقتصاد الأميركي، وآلاف الوظائف مرتبطة بها على ضفتي الأطلسي»، و«لذلك، من مصلحة البلدين أن تبقى المجموعة قوية ومستقرة في المستقبل».

وقبل اللقاء، شدد كاميرون على أهمية استمرار مجموعة «بي بي» في القيام بأنشطتها، لأنها العمود الفقري لتأمين أموال التقاعد في بريطانيا. ويتوقع أن تكون «بريتش بتروليوم» اليوم أكثر من أي وقت مضى على جدول الأعمال، في حين تطرح تساؤلات حول دورها في إفراج القضاء الاسكوتلندي عن الليبي عبد الباسط المقرحي الذي حكم عليه في 2001 بالسجن المؤبد لإدانته في اعتداء لوكيربي الذي أودى عام 1988 بحياة 270 شخصا معظمهم من الأميركيين. وأثارت هذه الخطوة استياء الولايات المتحدة.

وفي هذا الخصوص، قال كاميرون إنه أمر بمراجعة الوثائق البريطانية المتعلقة بقرار الإفراج عن المقرحي، لكنه استبعد تحقيقا عن تورط محتمل ل«بي بي» في هذا الملف. ويشتبه في أن تكون مجموعة «بريتش بتروليوم» ضغطت على السلطات البريطانية للإفراج عن المقرحي مقابل الحصول على عقد امتياز نفطي أمام سواحل ليبيا. وقال كاميرون: «لا أعتقد أنه علينا أن نفتح تحقيقا في هذا الخصوص في بريطانيا». وقد أقر الاثنان بأن الإفراج عن المقرحي لأسباب إنسانية كان «خطأ».

وعلى صعيد آخر، اعترف كاميرون لأوباما بأنه كان يشجع المنتخب الألماني خلال كأس العالم بعد أن خسر منتخب بلاده، مما يؤكد «العلاقة المميزة» بين المسؤولين. وقال كاميرون إن «أداء المنتخب الألماني كان مميزا جدا خلال المونديال». وتعد ألمانيا من الخصوم التاريخيين لبريطانيا في كرة القدم.