الطائفية تطل برأسها على انتخابات اتحاد كرة القدم العراقي في أربيل اليوم

فلاح حسن يواجه حسين سعيد المتهم من قبل الحكومة بالارتباط بالنظام السابق

TT

يقترب العراق مجددا على نحو خطير من حرمانه من المشاركة في بطولات دولية لكرة القدم بسبب تدخل حكومي مزعوم في قيادة اتحاد كرة القدم العراقي، بعدما اقتحم مسلحون مقر رئاسة الاتحاد الأسبوع الماضي، ملوحين بأوامر إلقاء قبض.

وتحولت المعركة حول من يتولى إدارة أكثر الرياضيات شعبية في العراق بعد انتخابات مقرر عقدها اليوم، إلى نافذة تكشف عن الطابع الطائفي المهيمن على الحياة السياسية العراقية. وحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس»، فقد امتدت تداعيات التناحر السياسي القائم بين رئيس الوزراء الشيعي المنتهية ولايته، نوري المالكي، ومنافسه المدعوم من السنة إياد علاوي حول من يتولى قيادة الحكومة، إلى داخل الساحة الكروية العراقية، حيث تدعم الحكومة المرشح الشيعي فلاح حسن في مواجهة حسين سعيد، السني، رئيس الاتحاد الحالي.

ولطالما راودت الحكومة الرغبة في تطهير الاتحادات الرياضية العراقية من أي مسؤولين ذوي روابط مزعومة بنظام صدام حسين الذي أطيح به. لكن القواعد الرسمية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تنص على ضرورة تمتع الكيانات الوطنية المعنية بكرة القدم بالاستقلالية. وقد هدد الاتحاد فرنسا، الشهر الماضي، بعد إثارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ضجة كبيرة بشأن ضرورة إصلاح اتحاد كرة القدم الوطني.

وخلال العامين الماضيين، جمد «الفيفا» مشاركة العراق في المسابقات الدولية مرتين بسبب التدخل السياسي. وحذر يوم الأربعاء من أن أي تدخل حكومي في انتخابات اتحاد كرة القدم «سيخضع إلى الإجراءات المنصوص عليها في اللوائح التي قد تتضمن التجميد».

وجاء التحذير في أعقاب مداهمة رجلين في زي عسكري رسمي يوم الأحد الماضي مكاتب اتحاد كرة القدم حاملين أوامر بإلقاء القبض بحق الكثير من مسؤوليه، بينهم سعيد الذي يعيش في الأردن.

من ناحيتها، صعدت الحكومة من الضغوط الرامية إلى الإطاحة بسعيد (52 عاما) المهاجم السابق لنادي الطلبة العراقي الذي يأتي في المرتبة العاشرة على قائمة «الفيفا» لأكثر اللاعبين من حيث عدد المشاركات الدولية، من رئاسة الاتحاد، زاعمة أنه على صلة بالنظام السابق ومشتبه بتورطه في الفساد.

ويعد فلاح حسن (60 عاما) الشيعي المتحدر من مدينة الصدر والكابتن السابق لأفضل أندية العراق (الزوراء)، المنافس الرئيسي لسعيد على رئاسة الاتحاد. ورغم أن السجل المهني الدولي لفلاح يتضاءل مقارنة بسجل سعيد المنتمي إلى النخبة السنية المنهارة في بغداد، يبدو فلاح مرشحا أكثر جاذبية في ظل المناخ السياسي العراقي الحالي.

من المقرر أن يدخل الرجلان في منافسة اليوم على قيادة الاتحاد في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان التي اختارها «الفيفا» لإجراء الانتخابات مما أثار بدوره الجدل، حيث ترغب الحكومة في عقد الانتخابات داخل بغداد في محاولة لاستعراض استقرار المدينة، لكن «الفيفا» اعتبر بغداد مدينة على درجة من الخطورة لا تسمح بإرسال مراقبين دوليين إليها، وأصر على إجراء الانتخابات في إقليم كردستان.