وقفات احتجاجية في القاهرة والإسكندرية في ذكرى 23 يوليو

آلاف المتضامنين شاركوا احتجاجا على قضية الشاب خالد سعيد وسط حصار أمني

TT

في خضم الاحتفالات المصرية السنوية بعيد ثورة 23 يوليو (تموز)، تحول احتفال العام الحالي أمس إلى وقفة حدادية تتشح بالسواد تحت شعار «ثورة الصمت» في القاهرة والإسكندرية، بدعوة من نشطاء متضامنين مع قضية الشاب المصري خالد سعيد، الذي تتهم أسرته عناصر من الشرطة بالتسبب في مصرعه جراء اعتداء بدني وقسوة زائدة أثناء توقيفه، منذ نحو أربعين يوما.

وطالب منظمو الوقفات بوقف العمل بقانون الطوارئ، وتعديل التهم الموجهة إلى رجلي الشرطة الضالعين في القضية، والمحالين إلى المحاكمة، من «استخدام القسوة» إلى تهمة «القتل».

ففي الإسكندرية، تجمع الآلاف من الشباب على كورنيش البحر في وقفة حداد صامتة، ارتدوا خلالها الملابس السوداء حدادا على خالد سعيد وقتله بالشارع على أيدي عناصر من الشرطة، وانضم للمشاركة في الوقفة عدد كبير من ناشطات حركة مصريات من أجل التغيير (أحد أفرع الجمعية الوطنية للتغيير)، وأعلنت الإعلامية بثينة كامل منسقة الحركة - التي حضرت مرتدية قميصا يحمل شعار «كلنا خالد سعيد» - عن إطلاق حملة جديدة للتضامن مع خالد لكتابة شعار على الورق النقدي المتداول يقول «لا للتعذيب.. كلنا خالد سعيد».

وتساءلت كامل عن وجه الشبه بين حادث قتل خالد بالإسكندرية والشروع في قتل الشاب محمد صلاح بالمنصورة - والذي اتهم مخبرين بإلقائه من شرفة الدور الثاني بقسم الشرطة - حيث قالت إنها حال زيارته قال لها إنه تلقى تهديدا من عناصر محسوبة على الشرطة بتلفيق قضية اتجار في البانجو في حال عدم تغيير أقواله ونفي قيام المخبرين بالاعتداء عليه، بحسب تعبيره. وأضافت كامل «ما هي حكاية البانجو؟ ألم يكن البانجو هو الشماعة التي علق عليها رجال الشرطة موت خالد سعيد؟».

ومن جانبها، قالت المطربة عزة بلبع، إحدى عضوات حركة مصريات من أجل التغيير المشاركات بالوقفة، إن رجال الشرطة «يلجأون لحجة البانجو حتى يصبغوا القانونية على إجراءات القبض الباطلة التي يتعرض لها الضحايا، وهو ما اتهمت النيابة به المخبرين، حيث إن قانون الطوارئ لا يبيح القبض إلا في حالتي حيازة المخدرات أو الإرهاب».

كما شاركت في الوقفة عناصر من الجمعية الوطنية للتغيير، مثل صفوان محمد منسق الحركة بالإسكندرية، ومحمد عبد الكريم المسؤول الإعلامي للحركة الشعبية لدعم البرادعي 2011، وناشطون من حركات «كفاية» و«عايز حقي» وشباب «6 أبريل».

وتحولت الوقفة بمنطقة سان ستيفانو بكورنيش الإسكندرية إلى مسيرة اتجهت صوب منزل خالد، لتتحول إلى ما يشبه المظاهرة ويندد الجميع بشعارات ضد قانون الطوارئ والعنف ضد المواطنين.

وقالت زهرة، شقيقة خالد، لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن كل ما يحدث من أجل شقيقي لهو خير برهان على أنه مظلوم، وأن الله قد اختاره إلى جواره لينقذ آخرين مثله من الشباب قد يتعرضون لمثل الذي تعرض له من البطش والظلم، وأتمنى أن تسفر كل الفعاليات السلمية التي يقوم بها الشباب والنشطاء عن تغيير حقيقي يحمل معه انتهاء منهج التعذيب في مصر إلى الأبد».

في غضون ذلك، حاصرت قوات أمنية ضخمة كورنيش الإسكندرية، خاصة بعد التزايد الملحوظ في أعداد المشاركين تحسبا لحدوث أي أعمال شغب، أو استغلال الأمر من قبل بعض الخارجين عن القانون.

وفي القاهرة، حشدت الأجهزة الأمنية قواتها في مناطق كورنيش النيل وميدان التحرير منذ الصباح تحسبا لحدوث أي تجاوزات أمنية، ولوحظ وجود عدد من القيادات الأمنية في الأماكن التي سبق أن حددها الموقع الاجتماعي على الإنترنت للوقفات الاحتجاجية.

وأشار عدد من النشطاء إلى استمرار الوقفات حتى تستجيب المحكمة لمطالبهم الخاصة بتعديل الاتهام من جهة، وتستجيب الحكومة لمطلبهم بإلغاء العمل «تماما» بقانون الطوارئ من جهة أخرى.