توتر في شبه الجزيرة الكورية عشية مناورات تشارك فيها أميركا

كلينتون تطلب دعم دول آسيا.. وبيونغ يانغ تهدد بـ«رد ملموس»

TT

اشتد التوتر في شبه الجزيرة الكورية عشية مناورات عسكرية ستنطلق غدا وتشارك فيها الولايات المتحدة، وبعد أيام على عقوبات أميركية جديدة ضد كوريا الشمالية. فقد دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس دولا إلى دعم جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة لإرغام كوريا الشمالية «الداعية إلى الحرب» على وقف «استفزازاتها». ومن جهتها، تعهدت بيونغ يانغ أمس بـ«رد ملموس» على المناورات العسكرية المرتقبة.

وقالت كلينتون أمام مندوبي دول المنتدى الإقليمي حول الأمن في آسيا، المنعقد في هانوي: إن على بيونغ يانغ أن «تغير سلوكها بشكل جذري» وأن «تحترم التزامها بنزع السلاح النووي»، كما أعلنته عام 2005. وأضافت: «ولتشجيع كوريا الشمالية ندعو الآن أصدقاءنا وحلفاءنا في المنتدى الإقليمي حول الأمن في آسيا إلى مواصلة تطبيق عقوبات الأمم المتحدة بشكل كامل وبشفافية». ويضم المنتدى 27 دولة إلى جانب الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرقي آسيا (بورما وفيتنام وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا والفلبين ولاوس وكمبوديا وسلطنة بروناي).

وقالت كلينتون: «هنا في آسيا، تقوم كوريا الشمالية معزولة وداعية إلى الحرب بحملة استفزازات خطيرة»، مذكرة بالهجوم على البارجة العسكرية الكورية الجنوبية شيونان. وتمر شبه الجزيرة الكورية بأزمة حادة منذ غرق البارجة شيونان، في 26 مارس (آذار) الماضي، ونسب تحقيق دولي الحادث إلى كوريا الشمالية التي نفته بشدة. وازدادت حدة التوتر هذا الأسبوع مع إعلان فرض عقوبات أميركية جديدة على كوريا الشمالية بالإضافة إلى مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وتعهدت بيونغ يانغ أمس بـ«رد ملموس» على هذه التدابير، إذ قال المتحدث باسم الوفد الكوري الشمالي إلى هانوي، ري تونغ أيل: «لم نعد في القرن التاسع عشر الذي كانت تسود فيه لغة المدافع». واحتجت كوريا الشمالية والصين أيضا على المناورات العسكرية المشتركة المعلنة بين واشنطن وسيول اعتبارا من غد الأحد في بحر اليابان.

وأعلنت اليابان من جهتها أمس أنها سترسل أربعة ضباط من البحرية لمتابعة المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية الرامية إلى الضغط على كوريا الشمالية المتهمة بإغراق بارجة كورية جنوبية. وسيمكث الضباط اليابانيون على متن حاملة الطائرات النووية الأميركية «جورج واشنطن» في بحر اليابان «بصفة مراقبين لمتابعة التمارين العسكرية المشتركة» التي تبدأ غدا الأحد، على ما أعلنت وزارة الدفاع اليابانية في بيان. ويعتبر هذا القرار دليلا رمزيا على العلاقات العسكرية الوثيقة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.

وفي سياق متصل، بدأت أمس جولة جديدة من المباحثات بين كوريا الشمالية والقيادة الموحدة للأمم المتحدة حول غرق البارجة شيونان. وتم اللقاء الجديد كما السابق في بلدة بانمونجوم الحدودية، بحسب متحدث باسم القيادة الموحدة للأمم المتحدة برئاسة الولايات المتحدة، والمكلفة بمراقبة الهدنة السارية منذ انتهاء الحرب الكورية (1950 - 1953). والهدف من هذه اللقاءات، التي تجري على مستوى ضباط برتبة عقداء، الإعداد لاجتماع لاحق على مستوى جنرالات، للنظر في حادث الغرق الذي نسبه تحقيق دولي إلى إطلاق طوربيد كوري شمالي، وهو ما تنفيه بيونغ يانغ بشدة.

وفي اللقاء السابق الذي عقد في 15 من الشهر الحالي، طلب الوفد الكوري الشمالي معاينة موقع غرق البارجة التي غرقت بالقرب من الحدود البحرية بين الكوريتين. وتقع بلدة بانمونجوم التي تبعد 50 كلم تقريبا شمال سيول، في منطقة منزوعة السلاح عرضها 4 كيلومترات على جانبي الحدود.