أبو الغيط: سنتشاور على هامش القمة الأفريقية مع وزراء حوض النيل.. ولا نبغي صداما

مبارك أناب رئيس وزرائه لقمة كمبالا

TT

بينما أناب الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، رئيس وزرائه الدكتور أحمد نظيف لرئاسة وفد مصر في اجتماعات القمة الأفريقية الـ15 التي تبدأ أعمالها اليوم (الأحد) بالعاصمة الأوغندية كمبالا بمشاركة قيادات 53 دولة أفريقية، شددت مصر أمس على لسان وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط من كمبالا على أن الحوار هو الأساس لحل أي خلافات متعلقة بمياه حوض النيل مع الدول التي تقع على النهر وعددها 9 بما فيها مصر والسودان، قائلا: «نحن لدينا رغبة في هذا الأمر، وأعتقد أن الأطراف الأخرى تتفهم هذه الحاجة»، حيث أجرى الوزير المصري مباحثات هناك مع نظيره الأوغندي سام كوتيسا بحثا خلالها سبل تطوير وتعزيز العلاقات المصرية - الأوغندية، وعلى رأسها مبادرة حوض النيل التي تنظم حصص مياه النهر وحقوقها في مياهه.

وتناقش اجتماعات القمة الأفريقية الـ15، التي تنعقد تحت شعار «صحة الأم والرضيع والطفل، والتنمية في أفريقيا». كما تستعرض القمة 13 تقريرا حول التنمية الزراعية والأمن الغذائي والتعاون العربي - الأفريقي والعلم والتكنولوجيا ونتائج المؤتمر الثاني لوزراء الاتحاد الأفريقي المعنيين بمسائل الحدود. هذا إلى جانب مشكلتي دارفور والصومال، والتغيرات المناخية وآثارها على دول القارة وذلك على مدى يومين.

ووقعت خلافات بين مصر والسودان من جانب، باعتبارهما دولتي مصب لنهر النيل ودول المنبع السبع، بسبب رغبة دول المنبع، ومن بينها إثيوبيا وأوغندا، في تعديل اتفاقات من شأنها أن تؤثر على حصص دولتي المصب مستقبلا.

وعلى هامش مباحثاته مع نظيره الأوغندي، أمس، قال أبو الغيط في تصريحات له إن مصر ستسعى للالتقاء مع دول حوض النيل لإجراء مزيد من التشاور والمفاوضات، مؤكدا أن مصر لا تبغي صداما ولن يكون هناك صدام مع دول حوض النيل، لأن مياه النيل ستبقى تنساب من الجنوب إلى الشمال، مشيرا إلى أنه اتفق مع نظيره الأوغندي على استمرار الحوار والنقاش حول مبادرة دول حوض النيل.

وقال أبو الغيط إن مصر تنظر باهتمام إلى مصادر القلق التي عبرت عنها أوغندا مرات كثيرة مؤخرا، وهي عدم قدرتها على إيجاد مصادر للطاقة بديلة عن استخدام الأخشاب في الاحتياجات المنزلية والصناعية، مشيرا إلى أن الوزير كوتيسا أبلغه أن عدد سكان أوغندا اليوم أصبح 32 مليون نسمة وسيصل في عام 2050 إلى 110 ملايين نسمة ولهم احتياجات من الطاقة، وأن كل هدف أوغندا هو استخدام المصادر المائية المتوافرة في تحقيق إنتاج الطاقة الكهربائية، لأن البديل هو حرق الغابات الذي سيؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة وتغيرات رئيسية في المناخ بما يؤدي إلى عدم هطول الأمطار وبالتالي فقدان مياه النهر.

وتابع أبو الغيط قائلا إن الأوغنديين يأملون أن تتفهم مصر احتياجاتهم ليس في الزراعة على النهر ولكن في استخدام النهر في توفير الكهرباء، موضحا أن نظيره الأوغندي أشار إلى أن الزراعة في بلاده بدائية وينبغي استخدام الأمطار التي تنهال على أوغندا بكميات كبيرة للغاية في طرق حديثة في الزراعة لتوفير الطعام للشعب الأوغندي. وأعرب أبو الغيط عن أن مصر لا تمانع إطلاقا في مساعدة أوغندا في الحصول على الطاقة الكهربائية والاستثمار في محطات مائية لتوليد الكهرباء.

وحول ما إذا كان التقى أيا من وزراء خارجية دول حوض النيل الآخرين، قال أبو الغيط إنه التقى نظيره الإثيوبي سيوم مسفن، وبحث معه المواضيع ذاتها وبالمنهج نفسه الذي سار عليه في الزيارة التي قام بها مؤخرا لأديس أبابا، مؤكدا أن هناك المزيد من التفهم في وجهات النظر المتبادلة. وردا على سؤال حول ما إذا كان لقاؤه مع الوزير الأوغندي تطرق إلى عدم حضور الرئيس حسني مبارك القمة الأفريقية بكمبالا، أشار أبو الغيط إلى أنه أوضح لنظيره الأوغندي أن الدكتور نظيف سيرأس وفد مصر في القمة نيابة عن الرئيس مبارك، وأن الدكتور نظيف يحمل رسالة مكتوبة من الرئيس المصري لتسليمها للرئيس الأوغندي.

ومن المقرر أن تناقش اجتماعات القمة الأفريقية أيضا قضايا الحدود والحد من المخاطر والكوارث التي تتعرض لها دول القارة، ومشكلة الإيدز والمواضيع الخاصة بمشكلات حقوق الإنسان وتشكيل محكمة أفريقية لهذا الغرض، وانضمام دول القارة إلى اتفاقية الأمم المتحدة لحظر استخدام أسلحة محرمة دوليا، وإنشاء قضاء أفريقي يختص بالمجال الدستوري، وإعلان يوم 3 أبريل (نيسان) من كل عام يوما للنهضة الأفريقية.