عون يتواصل مع مناصريه في زحلة بعد تمايزه عن حليفه السابق سكاف

ماروني لـ «الشرق الأوسط»: للجنرال بعض أنصاره.. وحزب الله يقوم بالواجب للحشد

وليد جنبلاط مع وفد مشايخ دروز عرب إسرائيل بعد حفل غداء ودعهم فيه في قصره بالمختارة بعد أن حضروا المؤتمر الدرزي الذي عقد على مدار عدة أيام، أمس (أ.ف.ب)
TT

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عودته من منفاه الباريسي، يقوم رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي ميشال عون بزيارة إلى «عروس البقاع» زحلة، حيث يمضي في ربوعها عطلة نهاية الأسبوع، مخصصا زيارته للقاءات شعبية وشبابية، ولزيارة مرجعيات المدينة المسيحية، مستثنيا من برنامج الزيارة أي لقاءات سياسية محددة.

وتأتي زيارة الزعيم الماروني إلى «عاصمة الكاثوليك في الشرق» بعد سلسلة محطات خذلت تياره السياسي في المدينة، بدءا من الانتخابات النيابية الأخيرة في مايو (أيار) 2009، حيث مني وحليفه السابق الوزير السابق إلياس سكاف بخسارة مدوية، فاقدا المقعد النيابي، الذي شغله النائب سليم عون، أحد أبرز وجوه التيار الوطني الحر في زحلة. وفي الانتخابات البلدية والاختيارية في شهر مايو (أيار) الفائت، وبعد فشل المساعي الوفاقية بين عون وسكاف، راهن الأخير على مقولة والده جوزف سكاف، الزعيم الكاثوليكي الراحل: «زحلة مقبرة الأحزاب»، وتمكن من إعادة تعويم نفسه بلديا بعد خسارته نيابيا من دون أن يتمكن تيار عون من إيصال مرشحه وتأكيد ثقله الشعبي في المدينة. ومن المتوقع أن تكرس الزيارة، في حال لم تنجح الوساطات القائمة، القطيعة السياسية بين الحليفين السابقين، ولا سيما بعد احتجاج سكاف على خروج التيار الوطني الحر «عن الأصول» في طريقة توجيه الدعوة، عبر تركها في مكتبه، ونفت هيئة التيار في المدينة ذلك، مفندة محاولات كثيرة للقاء سكاف من دون جدوى. وفي هذا السياق، كشف النائب السابق عن زحلة سليم عون، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أنه «لم يتبلغ بأي تأكيد حضور من قبل الوزير سكاف»، وقال: «طلبت شخصيا ألا أتدخل في الموضوع لا سلبا ولا إيجابا، لاهتمامي بالأمور التنظيمية الخاصة بالزيارة، ولأمر آخر لن أفصح عنه اليوم». وأشار إلى أنه «ترك الموضوع بيد العماد عون، ولا يسأله عن أي تفصيل في هذا الإطار». وعن توقيت الزيارة إلى زحلة بعد خمس سنوات من عودته إلى لبنان، أوضح أن «العماد عون في الفترة السابقة سلم الأمور إلى حليفه السابق، في إشارة إلى سكاف، لكن بعد حصول التمايز في المواقف معه وما حصل خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، أصبح ملزما بالتعاطي بطريقة مباشرة مع جمهوره بالدرجة الأولى، ومع مؤيديه بالدرجة الثانية، ومع كافة المواطنين بالدرجة الثالثة». واعتبر أنه «من حسن الحظ أن تأتي الزيارة في هذا التوقيت، بعد أن ثبتت صحة خيار العماد عون ورؤيته السياسية، والمخاطر التي حذر منها في الفترة السابقة»، مشيرا إلى أن «كل منطقة، وليس زحلة فحسب، تحتاج إلى أن تطمئن وتشعر بأنها مسنودة إلى رجل له رؤيته السياسية وبعد نظره، واستطاعته تجنيب البلد الكثير من الانقسامات». في المقلب الآخر، يثير استثناء التيار الوطني الحر دعوة نواب المدينة إلى المشاركة في العشاء التكريمي، حفيظتهم، على الرغم من استباقهم الزيارة بالترحيب به والإعراب عن استعدادهم للمشاركة في استقبالهم إذا ما تمت دعوتهم، لا سيما بعد إشارة النائب السابق عون إلى أن «المكان لا يتسع»، وأن كل الأطراف السياسية ممثلة في الدعوات. وفي هذا الإطار، أوضح النائب الكتائبي إيلي ماروني لـ«الشرق الأوسط»: «إننا سبق أن أبدينا استعدادنا للمشاركة، انطلاقا من احترام أي ضيف يأتي إلى المدينة، لكن بعد إشارة عون إلى أن المكان لا يتسع، نقول له شكرا، ولم يكن لك من قبل مكان في زحلة بين صفوف ممثليها، وأخرجتك من الندوة البرلمانية، إننا إن شاركنا أو لم نشارك، فلن يزيد ذلك من حضورنا». وذكر ماروني أننا «سبق أن قلنا أهلا وسهلا بالعماد عون في زحلة، وهي مدينة تحسن الضيافة، وهو لبناني ومن حقه أن يزور المدينة، وله بعض أنصاره فيها». وعما إذا كان يتوقع حشدا شعبيا، أجاب: «أعتقد أن حزب الله سيقوم بالواجب، وسيكون موجودا مع أنصاره لتأمين الحشد اللازم»، مشددا على أن «ما من شعارات تدغدغ مشاعر الناس الذين لديهم الوعي الكافي لحسم خياراتهم».