عاطلون عن العمل يخوضون حرب شوارع مع لواء حماية بغداد

دفاعا عن بسطياتهم االتي تعتبرها السلطات «غير قانونية»

TT

يخوض الآلاف من الشباب العراقي وبشكل يومي ما يشبه «حرب شوارع» في بغداد. غير أن هذه الحرب لا يستخدم فيها الأسلحة بشكل مباشر وإنما فقط للتهديد ويستعاض عنها بجرافات أو ما يسمى عراقيا «الشفلات» لإزالة البسطيات التي يقف عليها الشباب أملا في كسب رزقهم الحلال مما يبيعونه من بضائع، لكن أمانة بغداد تعتبر عملهم غير قانوني.

حسنين، (27 عاما)، وجدته «الشرق الأوسط» على أهبة الاستعداد لصد هجوم محتمل تقوم به أمانة بغداد المسندة بلواء أمني كامل مهمته مرافقة وحماية موظفي إزالة التجاوزات. وبين حسنين «أن أوامر جديدة أصدرتها الأمانة مؤخرا تشن بموجبها هجمات مباغتة وتبدأ بجرف البسطيات دون سابق إنذار، وهنا قمنا نحن أيضا بإجراء تعديلات على أدواتنا المستخدمة في عملنا مثل استبدال طاولة عرض البضائع بعربات متحركة ليسهل علينا الهرب بها أو طاولات صغيرة يسهل حملها وإن تمت مصادرتها فليست ذات قيمة تذكر».

«الشرق الأوسط» كانت حاضرة أيضا عندما عادت القوات الأمنية التابعة لأمانة بغداد وضمن دائرة الرصافة جالبة معها أكثر من 20 معتقلا تبين أنهم من أصحاب البسطيات في سوق الأعظمية، وبعد محادثات طويلة وحضور أشخاص آخرين قاموا بتوقيع تعهدات ودفع غرامة بدأت بنصف مليون دينار لكل منهم وتم الإفراج عنهم، لكن أغلبهم أكدوا أنهم سيعودون لبسطياتهم فلا عمل آخر لهم. وأكد الناطق الرسمي باسم أمانة بغداد، حكيم عبد الزهرة، أن الأمانة «تتعامل مع هذا الأمر بشكل قانوني، كونهم متجاوزين على الأرصفة واستخدامها كمحال بيع، بينما وظيفتها الرئيسية هي خدمة المارة وسير المشاة، وإذا استغلت من قبل أصحاب البسطيات فإن هذا يعني إجبار المشاة على السير في الشوارع وهنا تبدأ السلبيات بالتأثير على حركة سير المركبات وخلق زحام مروري، ناهيك بتشويه منظر الطرق والمدن وواجهات الأبنية وحتى المحال التجارية، فضلا عن اتساخ الأرصفة بمخلفات أصحاب البسطيات». وعن الحملة الحالية قال حكيم: «ركزنا الآن على رفع التجاوزات الصارخة التي تؤثر مباشرة على ما ذكرناه، بعدها سنعمل على إزالة جميع التجاوزات في العاصمة»، مؤكدا أن أمانة بغداد «ليس في نيتها خلق مشكلة بطالة، بل على العكس لدينا البديل المناسب لهذه الفئة، حيث خصصنا ساحات كبيرة جدا وبالقرب من الأسواق يمكن نقل بسطياتهم إليها، وكذلك عمدنا لإيجاد منافذ بديلة مناسبة، لكنهم وللأسف لا يلتزمون الأمر، وهنا اضطررنا إلى استخدام القانون والقرارات في حقهم، ونجد في كل يوم عملية كر وفر مع أصحاب البسطيات».

من جانبه، بين المستشار في وزارة العمل، عبد الله اللامي، لـ«الشرق الأوسط» أن وزارته تعنى بموضوع البطالة وتشغيل الشباب، وهي ضد خلق أو زيادة مشكلة البطالة، «ونحن ننسق مع جميع وزارات الدولة لإيجاد فرص عمل للشباب وإيجاد فرص لإعالة عوائلهم، لكننا مع أن تكون بغداد بأجمل صورة، وندعو أصحاب البسطيات أيضا لأن يعملوا مع حكومتهم لتجميل مدينتهم وأن يبادروا هم أيضا».