ليبيا تعتقل اثنين من كوريا الجنوبية بتهمة التبشير

بعد تقارير عن قضية تجسس تورط فيها مسؤولون ليبيون وكوريون

TT

اعتقلت السلطات الليبية اثنين من مواطني كوريا الجنوبية بتهمة التبشير بالديانة المسيحية في وقت تشهد فيه العلاقات بين طرابلس وسيول أزمة غير معلنة على خلفية تقارير عن قضية تجسس هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين تورط فيها مسؤولون ليبيون وكوريون.

وقال راديو كوريا الجنوبية في موقعه باللغة العربية على شبكة الإنترنت إن كوريين جنوبيين تم توقيفهما بواسطة السلطات الليبية لمزاعم انتهاكهما قانون ديني محلي.

ونقل عن مسؤول حكومي في سيول قوله إن أحد الموقوفين قس يتبع لإحدى الجمعيات التبشيرية عرف باسم العائلة «كوه»، اتضح بأنه تم توقيفه لإجراء تحقيقات معه بواسطة السلطات المحلية لانتهاكه قوانين دينية أثناء قيامه بمهامه التبشيرية أما الثاني، الذي عرف باسم العائلة «جو» فهو أيضا يخضع لتحقيقات بتهم مساعدته للقس «كوه» في مهامه التبشيرية.

وأكد مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط» صحة الأنباء الخاصة بتقديم الحكومة الليبية احتجاجا شديدا لكوريا الجنوبية عن طريق سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس حول دخول المواطنين إلى دولة إسلامية للقيام بمهام تبشيرية. إلى ذلك، قالت مصادر ليبية إن وفدا من جهاز الاستخبارات الكورية الجنوبية يجرى منذ يومين محادثات غير معلنة في طرابلس لاحتواء قضية تجسس بعدما قالت السلطات الليبية إن دبلوماسيا من سفارة كوريا الجنوبية في طرابلس تورط مع مسؤولين ليبيين وشخصيات وصفت بالرسمية وأخرى اعتبارية.

ويتكتم الجانبان الليبي والكوري على فحوى هذه المحادثات أو تفاصيل القضية، لكن وكالة ليبيا برس نقلت عن مصدر مطلع قوله إن المتهم الرئيسي في القضية، هو دبلوماسي كوري.

وقال مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط» إن التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كان هذا الدبلوماسي يعمل لحساب جهاز الاستخبارات في كوريا الجنوبية أم أنه كان عميلا لأحد أجهزة المخابرات الدولية الأخرى.

وتحدثت مصادر ليبية عن قيام السلطات الليبية المختصة بترحيل هذا الدبلوماسي إلى بلاده الأسبوع الماضي، بعد زيارة قام بها شقيق الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك إلى ليبيا.

وكانت وسائل إعلام محلية بكوريا الجنوبية قد ذكرت أنه قد تم إلقاء القبض على موظف ليبي يعمل في سفارة كوريا الجنوبية بطرابلس بتهمة التجسس لصالح سيول، بعد رصد تحركات مشبوهة قام بها ضابط الارتباط الكوري بالتعاون مع اثنين من المتهمين الليبيين.

وكشفت المصادر النقاب عن أن بداية تورط المسؤول الليبي في التجسس لصالح سيول، بعد تكليفه ضمن لجنة تصفية المكتب الشعبي الليبي في كوريا أواخر التسعينات، وتردده على سيول للعلاج بالطب التقليدي الكوري، من جلطة أصابته.

إلى ذلك، قال وزير الداخلية الليبي عبد الفتاح يونس العبيدي إن بلاده لن تقبل بأن تكون حارسا على الحدود الأوروبية، في حال لم يتعاون الأوروبيون بشكل كامل معها من أجل إنجاح رؤيتها في احتواء ملف الهجرة غير الشرعية، كما طالب المسؤولين البريطانيين بضرورة الاتفاق على مفهوم واضح ومحدد للإرهاب، والاستفادة من التجربة الليبية في حوارها مع جماعات العنف.

ويزور العبيدي العاصمة البريطانية لندن لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والتسلل ومحاربة التطرف والإرهاب. وشدد المسؤول الليبي على أن ليبيا وبحكم موقعها الجغرافي المترامي، واعتبارها نقطة عبور للمهاجرين الأفارقة، تعاني قبل أوروبا من جراء انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية والتسلل، قد كبدها ذلك خسائر مادية واقتصادية كبيرة، إضافة إلى المشكلات الصحية والاجتماعية.

وطالب العبيدي المسؤولين البريطانيين بضرورة وضع مفهوم واضح للإرهاب حتى لا يستعمل كـ«عصا» في يد الدول القوية ضد الدول الضعيفة، مشيرا إلى تجربة ليبيا في محاربة الإرهاب والتطرف بأساليب متقدمة لم تقتصر فقط على المعالجات الأمنية، بل ذهبت أبعد من ذلك عندما نجحت في إقناع الجماعات المتطرفة بالتخلي عن أفكارها ونهجها المسلح طواعية بالحوار وبالحجة.

وأشار إلى رغبة ليبيا في التعاون مع بريطانيا في مكافحة الإرهاب وبما يخدم مصلحة البلدين، باعتبار أن بريطانيا تمتلك التكنولوجيا الحديثة، ولدى ليبيا الخبرة الجيدة من خلالها تجربتها في مكافحة التطرف، مشددا على أن الإرهاب ليس له دين ولا لون ولا لغة.. وأن ما يجري في أنحاء العالم يؤكد هذه الحقيقة، ودون تضافر جهود المجتمع الدولي والثقة المتبادلة والتعاون المثمر لن تستطيع أن تتقي شر الإيذاء أيا كان مصدره ومهما كان صاحبه.

وقال العبيدي معلقا على علاقات لندن وطرابلس «إننا نحن أبناء اليوم ولمصلحة البلدين علينا أن نلقي بالماضي وراء ظهورنا، وأن نتطلع بأمل إلى المستقبل.. الذي تؤكد كل المؤشرات أنه سيكون مستقبلا زاهرا بين البلدين»، بحسب تعبيره.