وزراء خارجية إيران وتركيا والبرازيل يبحثون اليوم اتفاق التبادل النووي

طهران تعلن اعتقال متهمين في تفجيرات زاهدان

TT

قالت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أمس إن وزراء خارجية إيران وتركيا والبرازيل سيعقدون اجتماعا اليوم في اسطنبول لبحث آخر التطورات فيما يتعلق بإعلان طهران واتفاق تبادل الوقود النووي الذي يقضي بتسليم إيران الوقود المخصب بنسبة 3.5% مقابل تسلم وقود مخصب بنسبة 20% لمفاعل الأبحاث الطبية الخاص بها. وأشارت الوكالة في الوقت ذاته إلى أن تركيا ستستضيف الأسبوع المقبل اجتماعا لوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست في تصريح لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إيسنا» إن اجتماعا سيعقد بين وزراء خارجية الدول الثلاث، الإيراني منوشهر متقي والتركي أحمد داود أوغلو، والبرازيلي سيلسو أموريم، في اسطنبول بتركيا صباح اليوم.

ويأتي هذا الاجتماع قبل يوم واحد من اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أفادت تقارير أنه يعتزم إقرار عقوبات هي «الأكثر صرامة» ضد إيران.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية صاغت خطة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تنص على تصدير اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى روسيا لمزيد من التخصيب ثم نقله إلى فرنسا لمعالجته وتحويله إلى وقود لمفاعل طبي في طهران.

وعقب فشل الأطراف المشاركة في الاتفاق على كيفية تنفيذ الاتفاق، توسطت تركيا والبرازيل وأقنعت إيران خلال اجتماع عقد في مايو (أيار) الماضي في طهران بتخزين 1200 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب في تركيا حتى يتم تسليم الوقود لمفاعلها النووي.

لكن القوى الدولية رفضت اتفاق طهران واعتبرته غير كاف. وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا جديدا يتضمن عقوبات جديدة على إيران الشهر الماضي.

ورغم أن اتفاق التبادل لم يحل الخلاف المستمر منذ أكثر من سبع سنوات بشأن برنامج إيران النووي، فإن مراقبين رأوا أنه يمثل خطوة إلى تخفيف حدة الأزمة ويمهد الطريق أمام جهود دبلوماسية جديدة.

ورفضت إيران الاتهامات الدولية لها بأنها تعمل على برنامج نووي عسكري وأبحاث تتعلق بالأسلحة النووية، وقالت إن كافة مشاريعها النووية تأتي في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي وقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء «فارس» عن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن الإجابة على ما طالبت به مجموعة فيينا باتت جاهزة وسوف يتم إرسالها قريبا.

وذكر للصحافيين أن إجابة إيران على ما عرضته دول مجموعة فيينا باتت جاهزة وستنقل إليها قريبا. وحول تفاصيل اجتماعه مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون في كابل خلال حضورهما المؤتمر الدولي حول أفغانستان في كابل قال متقي: «إن هذا اللقاء تم بطلب من أشتون حيث بحثنا العلاقات بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي إضافة إلى البرنامج النووي». وعلى الصعيد ذاته ذكر مدير الوكالة الذرية في إيران علي أكبر صالحي أن تلك الإجابة على تساؤلات مجموعة فيينا سوف تسلم خلال 3 أيام. وأكد صالحي أن البرنامج النووي الإيراني يواصل نشاطه بشكل جيد مؤكدا أن قرار وتيرة السرعة أو التريث يتخذها المسؤولون على أسس علمية.

وفند صالحي الذي كان يتحدث لمراسل وكالة أنباء «فارس» على هامش مراسم افتتاح المرحلة العلمية للمشروع الوطني النووي مزاعم صحيفة «فايننشيال تايمز» التي ادعت أن وتيرة النشاط النووي الإيراني أخذت تتضاءل خلال الأشهر الـ12 الماضية.

وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية أن قرار التعجيل أو التريث يتخذه المسؤولون وفق الأسس العلمية ولن يتم تحليل ذلك حسب ما تعلنه وسائل الإعلام. وخاطب الصحافيين قائلا: «دعوهم يحللون ما يشاءون فنحن نعمل ما نريده وليقل هؤلاء ما يحلو لهم».

وشدد صالحي على أن النشاط النووي الذي تعتمده الجمهورية الإسلامية الإيرانية يواصل طريقه بفضل الله بشكل جيد وليس هناك ما يدعو إلى القلق أبدا». في غضون ذلك وعد وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار الإرهابيين بأنهم سينالون عقابهم العادل في القريب العاجل متهما أميركا بزرع بذور الفرقة بين المسلمين السنة والشيعة.

وأعلن نجار ذلك في كلمة ألقاها ظهر أمس السبت أمام اجتماع المجلس الإداري بالمحافظة خلال تقديم وتوديع محافظ لرستان. وأشار نجار إلى المشاركة الواسعة النطاق لأهالي محافظة سيستان وبلوشستان في مراسم تشييع جثمان الشهداء الأبرار الذي استشهدوا في المسجد الجامع بمدينة زاهدان واعتبر ذلك بمثابة توجيه ضربة قاصمة للاستكبار وخاصة أميركا والكيان الصهيوني. وقال وزير الداخلية: «إن المجرمين الذين ارتكبوا جريمة مدينة زاهدان سينالون عقابهم العادل على يد الأجهزة المعنية، حيث إن الإخوة السنة والشيعة جسدوا توحيد صفوفهم في تشييع الشهداء مما أثار دهشة واستغراب الاستكبار». ورأى الوزير أن «فرض الحظر ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن يؤدي سوى إلى المزيد من قوة إيران وتماسكها وتقدمها وتطورها وازدهارها أكثر من أي وقت مضى ولم يسفر سوى عن اتخاذ أبناء الشعب قرارهم بالصمود أمام الأعداء». من جانبه أعلن نائب وزير الداخلية الإيراني علي عبد الله اعتقال عدد من الأشخاص يشتبه في أنهم متواطئون في الاعتداء الذي أوقع 28 قتيلا في زاهدان.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن عبد الله قوله: «كشفنا هوية عدد من الأشخاص الذين ساعدوا (الانتحاريين) اللذين نفذا اعتداء زاهدان واعتقلنا بعضهم» من دون أن يحدد عدد الموقوفين.

وأضاف: «من الواضح بالنسبة لنا أن الأشخاص الذين نفذوا الاعتداء الإرهابي على مسجد الجامع في زاهدان مرتبطون بمجموعة ريغي» في إشارة إلى حركة جند الله السنية التي أعدم زعيمها عبد الملك ريغي شنقا في 20 يونيو (حزيران).

وأعلنت حركة جند الله مسؤوليتها عن الاعتداء المزدوج الذي استهدف في 15 يوليو (تموز) مسجد زاهدان الشيعي الذي أوقع أيضا 250 جريحا. وأعلنت مجموعة «جند الله» أنها أرادت من خلال الاعتداء ضرب الحرس الثوري، الجيش العقائدي للنظام الإيراني.

وقالت الشرطة الإيرانية إنها إثر الاعتداء قتلت ستة «مجرمين» في مواجهات مع قوى الأمن في محافظة سيستان وبلوشستان من دون أن تحدد ما إذا كانت لديهم صلة بالاعتداء المزدوج. وأشارت أيضا إلى اعتقال 40 شخصا بتهمة «إثارة الشغب» في زاهدان.