باكستان: مقتل 16 ناشطا إسلاميا بصواريخ طائرة أميركية من دون طيار

الغارة استهدفت مجمعا بوزيرستان يستخدم لشن غارات على القوات الدولية في أفغانستان

TT

أعلنت مصادر أمنية مقتل 16 ناشطا إسلاميا على الأقل بأربعة صواريخ أطلقتها طائرة أميركية من مدون طيار على مجمع يستخدمه المقاتلون الإسلاميون في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان.

وقال مسؤول أمني كبير طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إن الصواريخ استهدفت مجمعا في قرية دواساراك التي تبعد نحو 40 كلم غرب وانا كبرى مدن منطقة إقليم جنوب وزيرستان. وأضاف أن «طائرتين من دون طيار أطلقتا أربعة صواريخ، مما أدى إلى مقتل 12 ناشطا». وقال مسؤول استخباراتي طلب عدم ذكر اسمه إن «محليين سحبوا 16 جثة وبعض الناجين من تحت أنقاض المجمع الذي أصابته الصواريخ». وذكر أن المسلحين الإسلاميين يستخدمون المجمع لشن غارات عبر الحدود على القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان. وقال المسؤول إن «هذا المكان يعود لرجال الملا نظير». يذكر أن نظير هو أحد أمراء الحرب في المنطقة القبلية، وهو قائد مهم في حركة طالبان في جنوب وزيرستان، حيث تقاتل القوات الباكستانية المسلحين منذ منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأكد مسؤولان في الاستخبارات أحدهما في وانا والثاني في بيشاور وقوع هذا الهجوم. وتشكل منطقة جنوب وزيرستان معقلا للناشطين. وقد شهدت العام الماضي هجوما واسع النطاق شنته القوات الباكستانية. وتقع دواساراك قرب الحدود الأفغانية في منطقة انغور ادا جنوب وزيرستان. وقال مسؤولون إن ناشطين موالين للقائد المحلي المولى حليم الله قتلوا في الهجوم الثاني الذي تشنه طائرات أميركية على أتباعه. وأكد مسؤول أمني في ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان أن الناشطين كانوا يستخدمون المجمع معسكرا للتدريب. وصرح مسؤول أمني آخر في وانا بأن الناشطين طوقوا القرية وأجبروا السكان على البقاء في منازلهم. وأوضح مسؤول أنه لم يعرف بوضوح ما إذا كانت هناك شخصيات مهمة بين القتلى. وفي 29 يونيو (حزيران) دمرت غارة لطائرة من دون طيار مجمعا لحليم الله في قرية كاريكوت التي تبعد عشرة كيلومترات جنوب غرب وانا، مما أدى إلى مقتل ستة ناشطين. وفي 15 يوليو تموز قتل عشرة ناشطين إسلاميين في هجوم على شمال وزيرستان.

وتأمل واشنطن في أن تبدي إسلام آباد تشددا في محاربة مقاتلي طالبان المتحصنين على أراضيها، والذين يهاجمون بانتظام القوات الدولية المنتشرة على الطرف الآخر من الحدود الأفغانية وقوامها 140 ألفا، والتي تتكبد خسائر ازدادت فداحة في الأشهر الأخيرة.

وقد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارة إلى باكستان الأسبوع الماضي عدة مشاريع مساعدات مدنية لباكستان. وأوضحت أن هذه المشاريع ستسهم على حد قولها في «إرساء قواعد شراكة على المدى الطويل» بين إسلام آباد وحليفتها الاستراتيجية في مكافحة الإرهاب. وعادت وزيرستان إلى دائرة اهتمام الولايات المتحدة بقوة بعد محاولة اعتداء قام بها باكستاني أميركي في مايو (أيار) الماضي.

وكان فيصل شاه زاد حاول تفجير سيارة في تايمز سكوير في نيويورك في مايو، وأعلنت طالبان باكستان مسؤوليتها عن هذا الاعتداء الفاشل. والمناطق الحدودية لباكستان هي أيضا معقل الكثير من المتمردين الذين يهاجمون القوات الدولية في أفغانستان.

من جهة أخرى، قدم نائبان في مجلس النواب الأميركي أحدهما جمهوري والثاني ديمقراطي هذا الأسبوع مشروع قرار يفرض سحب القوات الأميركية التي تنشط على الأراضي الباكستانية ضد حركة طالبان. وقال النائب الديمقراطي دينيس كوسينيتش في بيان (الجمعة) «علمنا أن القوات الأميركية تنشط سرا على الأراضي الباكستانية من دون إذن الكونغرس».

واعتبر كوسينيتش والنائب الجمهوري رون بول، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، أن الوجود العسكري الأميركي في باكستان ازداد، مستندا إلى مقال نشرته «وول ستريت جورنال» هذا الأسبوع.

ولا يعترف البنتاغون سوى بعدد قليل من الجنود المنتشرين في باكستان، خصوصا من القوات الخاصة المكلفة بتدريب القوات الباكستانية على طول الحدود الأفغانية. والقوات الأميركية المنتشرة في باكستان غير ملتزمة رسميا بتنفيذ عمليات قتالية. وقد يتم بحث مشروع القرار في الأيام المقبلة. وكان كوسينيتش قدم أمام مجلس النواب مشروع قرار يطالب فيه بسحب القوات الأميركية من أفغانستان، لكن المجلس رفضه في مارس (آذار).