مقتل 5 جنود أميركيين في هجوم بالقنابل في أفغانستان

طالبان تأسر جنديين أميركيين

TT

أعلن حلف شمال الأطلسي مقتل خمسة جنود أميركيين، أمس، في تفجيرين في جنوب أفغانستان، بينما يقترب عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا منذ بدء الحرب أواخر 2001 في أفغانستان من ألفي قتيل. وقتل أربعة جنود في انفجار لغم يدوي الصنع، السلاح المفضل لطالبان، على ما أوضحت القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي.

وأكد متحدث باسم «إيساف»، تم الاتصال به هاتفيا، أن الجنود الخمسة هم من الأميركيين. ووقعت عملية التفجير في جنوب أفغانستان حيث وصلت الحرب أوجها بحسب بيان لـ«إيساف». وفي وقت لاحق أعلنت قيادة الحلف الأطلسي مقتل جندي في انفجار ثان نجم عن لغم يدوي الصنع في الجنوب أيضا. وهذا الجندي أميركي أيضا. وقتل 397 جنديا أجنبيا في إطار العمليات العسكرية في أفغانستان منذ بداية العام بحسب إحصائية أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى الموقع الإلكتروني المتخصص «إيكاجواليتز» مقابل 520 عام 2009. وبلغ عدد الجنود الذين قتلوا في يوليو (تموز) 75 جنديا مقابل 102 جندي سقطوا في يونيو (حزيران) الشهر الذي يعتبر أكثر الشهور دموية، وسجل فيه عدد قياسي للقتلى منذ بدء التدخل الدولي في أفغانستان.. كما لقي 1964 جنديا أجنبيا، بينهم 1204 أميركيين، حتفهم منذ نهاية 2001 في أفغانستان. وقد كثف المتمردون أنشطتهم منذ 4 سنوات ووسعوا حقل عملياتهم ليشمل كامل أراضي البلاد تقريبا، على الرغم من تعزيز القوات الدولية بانتظام، خصوصا الأميركية. وتشكل القنابل اليدوية الصنع الرخيصة الثمن التي يسهل إخفاؤها السبب الأول للوفيات في صفوف القوات الدولية والأفغانية وكذلك في صفوف المدنيين الأفغان. وقد عبرت قيادة الحلف الأطلسي عن قلقها لقدرة تكيف المتمردين الذين يزرعون قنابل يدوية أكثر فأكثر خصوصا في جنوب البلاد على استهداف العسكريين. وباتوا يستخدمون عبوات ناسفة أكثر قوة وأحيانا مصنوعة من الخشب أي أن كشفها بواسطة أجهزة لرصد المعادن أصبح أكثر صعوبة. وقد دعم المجتمع الدولي أثناء مؤتمر دولي عقد في كابل، يوم الثلاثاء، استراتيجية الرئيس حميد كرزاي للسنوات المقبلة. ففضلا عن خطة مصالحة مع طالبان تستهدف «الجنود الصغار» في حركة التمرد ممن يقاتلون من أجل الحاجة إلى المال لا الآيديولوجيا، أكد الرئيس الأفغاني تصميمه على ضمان الأمن في أفغانستان بقواته الخاصة بحلول نهاية 2014. وكان رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الأميرال مايكل مولن اعتبر الخميس أن هدف الرئيس كرزاي «معقول». أما فيما يتعلق بسياسة اليد الممدودة التي ينتهجها كرزاي، فقد أبدى الأميرال مولن حذره. وقال في هذا الصدد إن مثل هذه الاستراتيجية لا يمكن أن تنجح إلا في حال كانت الغلبة العسكرية للقوات الدولية والجيش الأفغاني على الأرض. وأضاف: «أعتقد أن علينا أن نكون في موقع قوة. لم نتوصل بعد إلى ذلك».

من جهته تحدث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن بدء انسحاب القوات الأميركية في يوليو (تموز) 2011. من جهة أخرى، توفي مرشح للانتخابات التشريعية التي ستجرى في سبتمبر (أيلول) المقبل متأثرا بجروح أصيب بها في هجوم على مسجد في شرق أفغانستان.

وأدى الهجوم الذي وقع في مسجد في ولاية خوست المضطربة والمتاخمة للمنطقة القبلية التي يتخذها إسلاميو طالبان و«القاعدة» ملاذا لهم، إلى جرح 19 شخصا أيضا. ويدين المتمردون هذا الاقتراع الثاني منذ التدخل الدولي الذي أدى إلى طرد حركة طالبان من السلطة في نهاية 2001، ويعتبرونه أداة لفرض السيطرة الغربية على البلاد.

من ناحية اخرى قال مسؤول في حركة طالبان، أمس، إن مقاتلين أفغانا أسروا جنديين أميركيين ويحتجزونهما في إقليم لوجار الجنوبي. ولم يكن لدى قوة المساعدة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي تعقيب رسمي على الحادث المذكور. وسمع مراسل لـ«رويترز» في لوجار، حيث وقع الحادث، إذاعة محلية تبث بيانا أميركيا يعرض 20 ألف دولار مكافأة لمن يقدم معلومات تؤدي إلى الإفراج عنهما. وقال البيان المذاع: «في وقت مبكر من صباح أمس، فقد اثنان من أفراد قوات التحالف. ويعتقد أنهما وقع في أسر متمردين في مكان ما في إقليم لوجار». أضاف البيان قوله من المحتمل أن يكون تم الفصل بينهما أو أنه يجري نقلهما إلى مكان آخر. وقال متحدث باسم طالبان لـ«رويترز» إن ثلاثة عسكريين من قوة المساعدة الأمنية أسروا لكن أحدهم مات. ولم يذكر تفاصيل أخرى. وقالت البيان الإذاعي إن العسكريين الأميركيين شوهدا آخر مرة وهما يرتديان ملابس عسكرية أميركية مموهة. وأضاف البيان أن أحدهما طوله نحو 183 سنتيمترا ووزنه 100 كيلوغرام وشعره أشقر وعيناه بنيتان. ووصف الآخر بأن وزنه 86 كيلوغراما وأصلع وله شارب خفيف. وقال إن الرجلين يحملان وشما. وقال البيان الذي لم يذكر اسم الرجلين «تعرض قوات التحالف 20 ألف دولار مكافأة عن أي معلومات تؤدي إلى إعادة الرجلين سالمين». ويعتقد أنه يوجد جندي آخر واحد لقوة المساعدة الأمنية تحتجزه طالبان التي أذاعت شريط فيديو له في عيد الميلاد الماضي. ولم تصدر قوة المساعدة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي أي تعقيب رسمي على إعلان طالبان بشأن أسر الجنديين. من ناحية أخرى، قتل خمسة جنود أميركيين في تفجيرات وقعت في جنوب أفغانستان، حيث تصعد القوات الدولية عملياتها ضد طالبان. وأوضح حلف شمال الأطلسي أن أربعة من جنوده لقوا حتفهم في انفجار، بينما قتل الخامس في هجوم منفصل بالجنوب، دون ذكر تفاصيل. وذكرت أسوشييتد برس أن ارتفاع عدد القتلى والجرحى في صفوف القوات الدولية يؤدي إلى تآكل الدعم للحرب، خاصة في ما يتعلق بإرسال تعزيزات من الجنود. وفي تطور آخر وفي إقليم خوست بشرق أفغانستان، توفي مرشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة مساء الجمعة متأثرا بجروح أصيب بها عندما انفجرت قنبلة في أحد المساجد. وأصيب في الانفجار نحو 15 آخرين.

وقد قدم مؤتمر دولي في كابل دعما للرئيس الأفغاني حميد كرزاي، وأيد خطة لنقل صلاحيات أمنية للقوات الأفغانية لتتحمل المسؤولية بنهاية عام 2014.