كوريا الشمالية تهدد بـ«الرد نوويا» على مناورات اليوم

واشنطن ترفض «اللهجة الاستفزازية» وتريد التركيز على «الأعمال البناءة»

TT

هددت كوريا الشمالية، أمس، باللجوء إلى «ردع نووي قوي» في مواجهة المناورات البحرية المقرر أن تبدأها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اليوم ردا على غرق سفينة كورية جنوبية تسبب في توترات جديدة في شبه الجزيرة.

وقالت لجنة الدفاع الوطني، التي يرأسها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، إن كوريا الشمالية مستعدة «لحرب ثأرية مقدسة». وأضافت في بيان نقلته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن «كل هذه المناورات ليست سوى استفزازات واضحة تهدف إلى عرقلة كل أهداف (كوريا الشمالية) بقوة السلاح». وتابعت أن «جيش وشعب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية سيردان بطريقة شرعية باستخدام قوة ردعهما النووية ضد أكبر تدريبات حربية نووية تقوم بها الولايات المتحدة وقوات دميتها الكورية الجنوبية».

من جانبها، طالبت الولايات المتحدة، أمس، كوريا الشمالية بالكف عن استخدام «لهجة استفزازية». وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي على أن الأميركيين «غير مهتمين بحرب كلامية مع كوريا الشمالية». وقال: «ما نريده من كوريا الشمالية هو القليل من اللهجة الاستفزازية والكثير من الأعمال البناءة».

وطغى هذا التبادل الكلامي الحاد على اجتماع المنتدى الإقليمي حول الأمن الذي شاركت فيه، أول من أمس، في هانوي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الكوري الشمالي باك وي تشان. وقد ازدادت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ غرق شيونان في 26 مارس (آذار) الماضي، مما أدى إلى مقتل 46 بحارا قرب خط التماس بين الكوريتين في البحر الأصفر. واتهمت واشنطن وسيول استنادا إلى نتائج تحقيق دولي نظام بيونغ يانغ الشيوعي بالوقوف وراء فرق شيونان. من جانبها، تنفي كوريا الشمالية المدعومة من بكين مسؤوليتها في غرق السفينة الكورية الجنوبية.

وفي اختبار قوة، أعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يوم الثلاثاء الماضي بدء مناورات بحرية ستكون الأولى في سلسلة من عشر مناورات تمتد على أشهر عدة بحسب وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وسيشارك في التدريبات الأولى التي تنتهي في 28 من يوليو (تموز) الحالي ثمانية آلاف جندي أميركي وكوري جنوبي ونحو عشرين سفينة وغواصة بينها حاملة الطائرات جورج واشنطن وكذلك نحو 200 طائرة بينها الطائرة المطاردة الأميركية إف - 22 بحسب الجيش الأميركي. وأعلنت هيلاري كلينتون الأربعاء الماضي أيضا فرض عقوبات اقتصادية ومالية جديدة على كوريا الشمالية التي تخضع أصلا لعقوبات دولية كثيرة منذ تجربتيها النوويتين في 2006 و2009.

وفي أبريل (نيسان) 2009، انسحبت كوريا الشمالية من المحادثات السداسية (الولايات المتحدة والكوريتان والصين وروسيا واليابان) التي بدأت في 2003 بهدف إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برامجها النووية. لكن الجامعي الكوري الجنوبي كوه يو هوان حذر أمس من سلاح العقوبات التي سيكون من شأنه برأيه زيادة إضعاف الاقتصاد الكوري الشمالي ومساعدة النظام على تشديد سيطرته على الشعب. وكتبت صحيفة «هانكوك إيلبو» الكورية الجنوبية أن العقوبات «ستقدم إلى الشمالية عذرا لتبرير تشديد سيطرتها على الشعب، كما تساعدها على التحضير لتورث السلطة» من الزعيم كيم جونغ إيل إلى نجله الثالث جونغ أون.

ونجت كوريا الشمالية من التوبيخ في مجلس الأمن الدولي الذي أدان الهجوم على السفينة في بيان مطلع الشهر الحالي دون أن يلقي باللوم بشكل مباشر على حكومة بيونغ يانغ. وقال مسؤول في تصريحات على هامش المنتدى الأمني المنعقد في فيتنام إن المناورات الأميركية الكورية الجنوبية تخالف روح بيان الأمم المتحدة الذي دعا إلى الحوار لتخفيف التوترات. ودعت كوريا الشمالية إلى استئناف المحادثات السداسية بشأن نزع السلاح النووي التي قاطعتها منذ أواخر عام 2008، وهي خطوة قال محللون إنها محاولة لتجاوز حادث السفينة شيونان والظفر بمساعدات سخية من خلال اتفاق مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين. وقالت كوريا الشمالية أمس مجددا إنها مستعدة لخوض محادثات مع القوى الإقليمية واتخاذ خطوات قوية ملموسة ضد أي عقوبات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان: «إذا أشهرت الولايات المتحدة السيف في وجهنا، فسنشهر السيف في وجههم وهذه هي طريقة ردنا. نحن مستعدون للمحادثات وللحرب على حد سواء. لن نكون نحن من يفاجأ بتهديدات عسكرية أو عقوبات». ورفضت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الدعوة إلى استئناف المحادثات، وقالت إنه يتعين على بيونغ يانغ أولا إثبات أنها راغبة حقا في التغيير بالاعتذار أولا عن إغراق شيونان.