شافيز بعد قطعه العلاقات مع كولومبيا: يبحثون عن ذريعة لغزونا

نفى إيواءه المتمردين.. ودعا لتفادي حرب «قد تدوم مائة عام»

TT

رفض الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز اتهامات كولومبيا لبلاده بإيواء متمردين كولومبيين يساريين ووصف الأمر بأنه «خدعة» وذريعة لغزو محتمل بمساندة أميركية لبلده المنتج للنفط. وبعد يوم من قراره المفاجئ بقطع العلاقات مع كولومبيا، حليف الولايات المتحدة، بسبب تلك الاتهامات، أدان الزعيم اليساري حكومة الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته الفارو اوريبي ووصفها بأنها «أداة للإمبريالية الأميركية».

وقال شافيز الليلة قبل الماضية خلال اجتماع لنقابات عمالية في كراكاس، إن الولايات المتحدة تستهدف نظام حكمه. وأضاف قائلا «الآن كولومبيا قاعدة كبيرة جدا للأميركيين» مشيرا إلى اتفاقية تم التوصل إليها العام الماضي تسمح للقوات الأميركية باستخدام قواعد عسكرية كولومبية وهي اتفاقية يقول شافيز إنها تشكل تهديدا مباشرا لبلاده. وجدد شافيز رفض حكومته للاتهامات الكولومبية وللصور وتسجيلات الفيديو والخرائط التي قدمتها بوغوتا إلى منظمة الدول الأميركية لدعم اتهاماتها بأن متمردين كولومبيين ينشطون انطلاقا من معسكرات داخل فنزويلا. وقال «كل هذه الخدعة التي تقول بأنه يوجد هنا في فنزويلا آلاف الإرهابيين. هذا الكذب ذريعة مثالية لمحاولة لغزو فنزويلا». وأضاف قائلا إن مثل هذا الهجوم سيثير «حربا لمائة عام. فليقنا الله شر مثل هذه الحرب». ومضى قائلا: «نحن نريد السلام في كولومبيا ونريد السلام فيما بيننا». بل إنه دعا حركة التمرد الماركسية في كولومبيا التي مضى عليها أكثر من أربعة عقود إلى «إعادة النظر في إستراتيجيتها المسلحة». وقال: «لا أعتقد أن الظروف في كولومبيا مهيأة لهم (المتمردين) للسيطرة على السلطة في فتره زمنية منظورة»، مشيرا إلى أن متمردين يساريين سابقين آخرين في أميركا اللاتينية تحولوا إلى سياسيين وفازوا في الانتخابات.

وشددت الحكومة الكولومبية على ضرورة حل «المشكلة الأساسية» مع فنزويلا، غداة إعلان قطع العلاقات الثنائية. وقال وزير الخارجية الكولومبي خايمي برموديز «فليكن واضحا جدا: يجب أن يكون هناك أداة أو آلية معينة لحل المشكلة الأساسية وأن يكون هناك تعاون فعال في محاربة الإرهاب وتفكيك هذه الجماعات». وأكد برموديز أيضا أن السلطات الفنزويلية لم ترد على اقتراح كولومبي لإرسال وفد إلى منظمة الدول الأميركية للتحقق من وجود عناصر من حركة التمرد الكولومبية في فنزويلا. وأوضح أن «كولومبيا تعتبر أن المشكلة الأساسية لم تلق ردا. وعلى اتهامات واضحة وجهتها كولومبيا ردت فنزويلا بقطع العلاقات الدبلوماسية» بين البلدين. وإزاء مقترحات وساطة عديدة لمسؤولين إقليميين أكد الوزير الكولومبي أن بلاده «منفتحة دوما على الحوار».

وفي وقت سابق حثت الولايات المتحدة شافيز على الرد بجدية على اتهامات بوغوتا بأن فنزويلا تؤوي متمردين كولومبيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي للصحافيين في واشنطن إن مما يؤسف له ألا تسمح فنزويلا للجنة دولية بالتحقيق في الاتهامات الكولومبية مثلما طلبت بوغوتا في منظمة الدول الأميركية. وأضاف كراولي قائلا «كان ردا فظا من فنزويلا أن تقطع العلاقات مع كولومبيا». وقال إن الحكومة الأميركية تأمل في رد أكثر «إيجابية» من كراكاس.