اعتقال مشتبهين في عدن واستمرار البحث عن مواطن سعودي وسيارته

اليمن: مساع قبلية لإنهاء نزاع الحوثيين والقبائل.. وأكثر من 90 قتيلا في المواجهات

TT

تواصل وساطة قبلية في شمال اليمن، مساعيها لإنهاء النزاع المسلح الذي اندلع الأيام القليلة الماضية، بين الحوثيين ورجال قبائل موالية للحكومة اليمنية في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، شمال صنعاء، وخلفت عشرات القتلى والجرحى.

وقال مصدر قبلي مطلع في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن الوساطة المكونة من مشايخ قبائل حاشد بمحافظة عمران ومشايخ من محافظة مأرب، تمكنت من وقف إطلاق النار و«فض الاشتباك»، لكن دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وأضاف المصدر أن الوسطاء يواصلون اجتماعات مغلقة منذ أكثر من 24 ساعة مع طرفي النزاع، الحوثيين وقبائل النائب البرلماني صغير بن عزيز، في محاولة للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، التي أكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أنها خلفت أكثر من 90 قتيلا ومئات الجرحى، خلال بضعة أيام فقط.

وكانت هدنة وقف الحرب التي أبرمت قبل 3 أيام، تقوضت خلال ساعات فقط وتجددت الاشتباكات وأسفرت، أول من أمس، عن سقوط 20 قتيلا، بعد تدخل الجيش إلى جانب قبائل بن عزيز، ضد الحوثيين، وشاركت مواقعه العسكرية في: «الزعلاء»، «المصحاب» و«درب زيد»، في قصف مواقع يتمركز فيها الحوثيون.

وأدت هذه المواجهات إلى قطع الطريق التي تربط العاصمة صنعاء بمديرية حرف سفيان وبمحافظة صعدة، التي تشهد هذه الأيام هدوءا نسبيا. وتبعد المنطقة التي تدور فيها المواجهات عن العاصمة صنعاء، قرابة 150 كيلومترا إلى الشمال.

واندلعت هذه المواجهات بين الحوثيين ورجال القبائل، على خلفية مشاركة الأخيرة في قتال المتمردين الحوثيين في الحرب السادسة والأخيرة بين الجيش اليمني والمتمردين، وعلى الرغم من أن قبائل تنتمي إلى محافظات يمنية أخرى شاركت في القتال إلى جانب الجيش، فإن مشاركة قبائل من حرف سفيان التي تعد واحدة من أهم معاقل الحوثيين وأحد المواقع الاستراتيجية في خوض الحرب وإعاقة تقدم أي قوات حكومية نحو محافظة صعدة - أثارت هذه المشاركة حفيظة الحوثيين، وخاصة أن الأسابيع والأشهر التي تلت إيقاف الحرب السادسة في منتصف فبراير (شباط) الماضي، شهدت أعمالا انتقامية أوصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم.

وجاءت هذه المواجهات، بعيد وقت قصير على توقيع الحكومة اليمنية والحوثيين اتفاقا جديدا يتكون من 22 بندا، وانفردت «الشرق الأوسط» بنشره، وكذا بعيد زيارة أمير قطر إلى اليمن والاتفاق مع القيادة اليمنية على إعادة تفعيل «اتفاقية الدوحة» بين الحكومة اليمنية والحوثيين، بعد إضافة بند سادس إليها يتعلق بالمملكة العربية السعودية، وأيضا، بعد أن وقع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم مع أحزاب اللقاء المشترك المعارضة اتفاقا جديدا لتطبيع الحياة السياسية وتهيئة المناخ لحوار وطني واسع، وهو الاتفاق الذي رحب به الحوثيون الذين يرتبطون بعلاقة تحالف مع المعارضة.

ويخشى مراقبون من انهيار أي مفاوضات بين الحوثيين ورجال القبائل، ويعتقدون أن حدوث ذلك سيؤدي إلى اتساع رقعة المواجهات ومن ثم إلى تفويض هدنة وقف الحرب بين الجيش والمتمردين الذين يتهمون السلطات بتغذية الصراعات في المنطقة الملتهبة أصلا.

إلى ذلك، اعتقلت أجهزة الأمن اليمنية في محافظة عدن، أمس، 2 من المشتبه في قيامهما بزرع قنبلة صوتية بجوار مركز تجاري في منطقة «خور مكسر» الراقية في عدن، أول من أمس، ووصفت الداخلية اليمنية المشتبهين بـ«العناصر الإرهابية»، لكن مصادر أمنية يمنية قالت إن «التحقيقات لم تكشف، حتى اللحظة، أن المتهمين ينتميان إلى تنظيم القاعدة أو ما يسمى بالحراك».

هذا وتواصل أجهزة الأمن اليمنية البحث عن سيارة تحمل لوحة معدنية سعودية، تقول إنها استخدمت في الهجوم الذي استهدف، الخميس الماضي، دورية عسكرية في محافظة شبوة الجنوبية، وأسفر عن مقتل 5 جنود، قبل أن يعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم.

وكانت الداخلية اليمنية، عممت، الجمعة الماضية، أوصاف ورقم اللوحة المعدنية للسيارة التي قالت إنها تعود لمواطن سعودي الجنسية، وأشارت إلى أن عدد الجنود القتلى ارتفع إلى 6، وأضافت أن السيارة التي جرى التعميم بشأنها «دخلت إلى الأراضي اليمنية في الـ5 من شهر يوليو (تموز) الحالي عبر منفذ الوديعة، وهي تابعه لمواطن سعودي اسمه أحمد صالح حديج الهمامي، حيث جرى إدراج اسمه في القائمة السوداء، باعتباره مطلوبا لأمن محافظة شبوة في جريمة قتل الجنود الـ6 من أفراد الأمن المركزي»، وأشارت إلى أنه جرى تعميم بيانات السيارة وصاحبها على جميع «المنافذ الجوية والبحرية والبرية اليمنية»، ووجهت بـ«إلقاء القبض عليه أينما وجد وعلى السيارة ومن يوجد على متنها من أشخاص».