تركيا والبرازيل: يجب على إيران إظهار «الليونة» و«الشفافية» .. والمفاوضات تبدأ في سبتمبر

اعتبرتا اتفاق التبادل النووي ما زال صالحا كأداة للتفاوض

وزراء خارجية تركيا وإيران والبرازيل مع مساعدي وزيري الخارجية الإيراني والتركي خلال مأدبة العشاء بينهم في إسطنبول أمس (رويترز)
TT

قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره البرازيلي سيلسو أموريم إنهما يحاولان إحياء المفاوضات النووية بين إيران والغرب في أقرب وقت ممكن. وأشار أوغلو، خلال مباحثات شارك فيها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في تركيا أمس، إلى أن طهران تريد بدء التفاوض بعد شهر رمضان، مما يعني على الأقرب بدء مفاوضات في الأسبوع الثاني من سبتمبر (أيلول)، فيما حث إيران على إبداء الليونة خلال مفاوضاتها مع الغرب.

كما بحث وزراء خارجية إيران وتركيا والبرازيل متابعة اقتراح مبادلة الوقود النووي باليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب الذي طرحوه لتسوية الأزمة النووية الإيرانية، وحثت تركيا والبرازيل إيران على التفاوض بـ«ليونة» و«شفافية» مع الدول الغربية. وهذا اللقاء الثلاثي هو الأول منذ أصدر مجلس الأمن الدولي في التاسع من يونيو (حزيران) رزمة رابعة من العقوبات بحق إيران لرفضها تعليق أنشطتها النووية الحساسة.

وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره البرازيلي سيلسو أموريم، لم يشارك فيه وزير الخارجية الإيراني متقي، دعا الوزير التركي أوغلو إيران إلى التفاوض في أسرع وقت مع الدول الغربية. وقال داود أوغلو «ما قلناه للجانبين منذ البداية أن هذا الاجتماع (مع مجموعة الدول الست الكبرى) يجب أن يتم في أسرع وقت، وأن على الجانبين أن يبحثا كل القضايا بأكبر قدر من الشفافية والانفتاح». وانضم متقي إلى نظيريه التركي والبرازيلي بعد المؤتمر الصحافي في إطار غداء عمل. وبعد الغداء، صرح داود أوغلو للصحافيين بأن طهران مستعدة للقاء وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تمثل مجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) بعد رمضان أي في سبتمبر المقبل. وقال وزير الخارجية التركي إن «متقي أكد استعدادهم لعقد اجتماع مع أشتون بعد شهر رمضان، والأرجح في الأسبوع الثاني من سبتمبر». وكتبت كاثرين أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، لكبير المفاوضين في المحادثات النووية الإيرانية سعيد جليلي الشهر الماضي تدعوه لاستئناف المفاوضات. وقال داود أوغلو «السيد متقي أكد أنه يحبذ الاجتماع بعد رمضان. من الواضح أن هذا يتوقف على التطورات، لكن ليس هناك من يعارض عقد الاجتماع من حيث المبدأ». وقال وزير الخارجية التركي «نحاول بدء المفاوضات مجددا بين إيران ومجموعة الـ(خمسة زائد واحد) في أقرب وقت ممكن، وسنبذل قصارى جهدنا أيضا حتى نبدأ المفاوضات الفنية في أقرب وقت ممكن».

وتضم مجموعة الـ«خمسة زائد واحد» الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا، وتخوض مواجهة مع إيران منذ فترة طويلة بشأن طموحاتها النووية. ولم ينجح الاتفاق في أن تتفادى إيران عقوبات صارمة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تم اعتمادها على مدى الشهرين الأخيرين. لكن داود أوغلو كان قد قال إنه لا يزال يرى فرصة في أن تقوم إيران بالمبادلة على أساس هذا الاتفاق. وبموجب اتفاق مايو (أيار) وافقت إيران على نقل 1200 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى تركيا في غضون شهر، على أن تتسلم في المقابل خلال عام 120 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المائة حتى يستمر تشغيل مفاعل للأبحاث الطبية في طهران.

لكن دبلوماسيين غربيين قالوا إن كمية 1200 كيلوغرام التي أبدت إيران استعدادها لمبادلتها - وهي تكفي لإنتاج سلاح نووي إذا أصبحت عالية التخصيب - أقل أهمية الآن عنها في الوقت الذي اقترحت فيه عندما جرى وضع مسودة الاتفاق في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، لأن مخزون إيران تضاعف في الفترة الانتقالية. وحين تم وضع مسودة الاتفاق الأصلي من حيث المبدأ والذي تراجعت عنه إيران بعد ذلك بقليل، كانت 1200 كيلوغرام تمثل نحو 70 في المائة من مخزون البلاد المعروف من اليورانيوم منخفض التخصيب.

وفرض مجلس الأمن الدولي حزمة رابعة من العقوبات على إيران في التاسع من يونيو. وصوتت البرازيل وتركيا ضدها لغضبهما من رفض الغرب للاتفاق الذي توسطتا فيه والذي قالتا إنه جعل العقوبات الجديدة غير ضرورية. وكانت السلطات الإيرانية علقت في 28 يونيو مفاوضاتها مع مجموعة الست لشهرين. والأسبوع الفائت، اعتبرت أشتون أن الظروف باتت متوافرة لاستئناف الحوار مع طهران. وفي غضون ذلك، أعلن متقي أن المفاوضات قد تستأنف في سبتمبر.

من جانبه، قال وزير الخارجية البرازيلي أموريم «هناك اقتراح لعقد اجتماع تقني»، في إشارة إلى المشاورات مع مجموعة فيينا (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) والاقتراح الذي تقدمت به إيران وتركيا والبرازيل في ما بات يعرف بـ«إعلان طهران». وأضاف أموريم «لقد شجعنا إيران دائما على تبني موقف لين والذهاب إلى هذا الاجتماع». وكانت مجموعة فيينا عرضت صفقة التبادل النووي في أكتوبر برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن إيران طرحت شروطا لم توافق عليها الدول الغربية، وشكل «إعلان طهران» اقتراحا مضادا. وأعلن رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي أول من أمس أن طهران أعدت ردا على أسئلة مجموعة فيينا يتصل بنقاط عدة تضمنها «إعلان طهران». وأوضح صالحي أن الرد الإيراني سيكون «ردا عاما، لكن الرد التقني على تساؤلاتهم سيناقش على الأرجح خلال اجتماع مع مجموعة فيينا».

وقال داود أوغلو أمس إن إيران سترسل صباح اليوم هذا الرد إلى المدير العام للوكالة الذرية، موضحا أن الرسالة ستتضمن طلبا للبدء بمفاوضات تقنية. وكان وزيرا خارجية تركيا والبرازيل قد قالا قبل الاجتماع مع نظيرهما الإيراني إنهما ما زالا يعترفان باتفاق تبادل الوقود النووي الذي وقعته الدول الثلاث.

وقال داود أوغلو إنه يعتقد أن اتفاق التبادل يمكن أن يكون ما زال مفيدا كأداة دبلوماسية، موضحا «لقد أوجد الاتفاق إطارا». وأضاف «فهو أداة لتسهيل إجراءات بناء الثقة». فيما قال أموريم «سوف نشجع إيران دائما على تبني موقف مرن، حيث إنني أعتقد أن ذلك في مصلحتها، لكنني أعتقد أنه يتعين على الدول الأخرى أن تتعامل وفقا لذلك». وأضاف «نحن نعتقد أنه يتعين أن تستطيع إيران مواصلة برنامج نووي سلمي، لكن على أن تعطي أيضا للعالم ضمانات بأنه خال من المكونات العسكرية».