رائد صلاح يبدأ تنفيذ حكم بالسجن 5 أشهر ويحذر من حرب إقليمية تذهب بالأقصى

رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل قال إن هذا العام سيكون مصيريا.. ومرشد الإخوان هاتفه وأكد دعمه

رائد صلاح يودع والدته قبيل دخوله ساحة سجن الرملة أمس حيث سيقضي عقوبة لمدة 5 أشهر (أ.ف.ب)
TT

حذر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية، إسرائيل، من حرب إقليمية تذهب بالأقصى الشريف، فيما بدأ أمس تنفيذ الحكم الصادر بحقه من قبل محكمة إسرائيلية الأسبوع الماضي، والقاضي بسجنه لمدة 5 أشهر في سجن الرملة بحجة البصق على شرطي إسرائيلي خلال مواجهات في باب المغاربة في القدس. وقال صلاح أمام مودعيه على مدخل مدينة أم الفحم «إننا في عام مصيري ولا أستبعد قيام الاحتلال بشن حرب إقليمية تمهد لحرب عالمية ثالثة تؤدي لإزالة المسجد الأقصى من خارطة الكرة الأرضية وارتكاب حماقة بناء الهيكل المزعوم».

وكان في وداع الشيخ صلاح المئات من القيادات العربية ومحبوه الذين رافقوه إلى مدينة الرملة. وقال صلاح «نحن الآن ندخل السجون طاعة لله.. دفاعا عن الأقصى والقدس.. انتصارا لحق أمتنا الإسلامية وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني». وأضاف «نحن الآن لا نقف على أعتاب السجون نحن نقف على أعتاب زوال الاحتلال الإسرائيلي ولذلك أؤكدها علانية أيها الاحتلال الإسرائيلي لا تضحك كثيرا.. لا تفرح كثيرا.. لا تتكبر كثيرا فإن كل ثانية سنقضيها في السجن ستكون علينا سعادة من الله تعالى وستكون عليك لعنة أبدية حتى قيام الساعة».

ووصف صلاح دخوله السجن بـ«العرس»، معتبرا الاعتقال متعة قلبه ونفسه، عادّا دخول السجن طاعة لله ودفاعا عن القدس والأقصى المحتلين وانتصارا لحق الأمة الإسلامية في كل ذرة من ترابهما. بأنه لا يعني شيئا، وقال «ماذا يعني السجن! لا يعني لنا إلا شيئا واحدا وهو ثمن رخيص جدا من أجل قضية كبيرة وثمينة. إن قضية القدس والأقصى المحتلين، هل تعلمون قضية أكبر منها هل تعلمون قضية أثمن منها؟».

وحذر صلاح من تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وقال «هذا العام مصيري لا نستبعد فيه أن يرتكب الاحتلال الإسرائيلي فرض تقسيم المسجد الأقصى بقوة السلاح بين المسلمين واليهود». وأضاف «لا نستبعد قيام الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب حماقة بناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى المبارك». وطالب الجميع بأن يكونوا «على أهبة الاستعداد للانتصار للقدس والمسجد الأقصى في وجه المخططات الإسرائيلية والمخاطر التي تحدق بهما»، معتبرا أن قضية سجنه واعتقاله «عابرة وهامشية»، مشددا على أن القضية الأساسية والمهمة هي أمانة القدس.

وتوقع صلاح وقوع حرب إقليمية في المنطقة، وقال «أحذر منبها وأقولها وقد يستبعدها الناس السطحيون، ولكن كل عاقل يدرك ما سأقول كل إنسان يفكر بعضلاته.. يفكر بسلاحه... يفكر بمخابراته يستبعد ما أقول.. الذي يفكر بعقله السوي يسمعني جيدا ما زلت أحذر منبها وأقول هذا عام مصيري أنا لا أستبعد أن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب حماقة أخرى وهي إثارة حرب إقليمية على صعيد كل الشرق الأوسط».

ويحظى صلاح باحترام كبير لدى الفلسطينيين، وتقول الحركة الإسلامية في إسرائيل التي يترأسها، إنه مستهدف من قبل إسرائيل، وكان يهودي متطرف أثار الجدل قبل أسبوعين بإعلانه أن «الشاباك» الإسرائيلي أمره باغتيال صلاح، وجاء ذلك ليعزز الاعتقاد بنية استهداف صلاح بعدما قتلت إسرائيل شبيها له كان على متن «أسطول الحرية» المتوجه إلى قطاع غزة قبل شهرين، وكان على متنه أيضا صلاح، وأعلن أنه قضى آنذاك قبل أن يكتشف أنه ما زال على قيد الحياة.

وأجرى محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، اتصالا هاتفيا بصلاح، للتضامن معه عشية تنفيذ الاحتلال قرار سجنه، وأكد بديع «مساندته التامة ودعمه ودعم كل المسلمين، للشيخ رائد صلاح والقضية العادلة التي يدافع عنها هو وإخوانه المرابطون».

واعتبر بديع أن قرار حبس صلاح يأتي «ضمن الخطة الصهيونية لتهويد المقدسات الإسلامية في مدينة القدس وهدم المسجد الأقصى المبارك». وصلاح، من مواليد مدينة أم الفحم 1958، وهو أب لثمانية أبناء، شارك في تأسيس الحركة الإسلامية في داخل الـ48، في بداية السبعينات، وظل من كبار قادتها، ثم ترأس قيادة الحركة نهاية التسعينات.

وأثار قلق إسرائيل أكثر بعدما نظمت حركته مهرجانا ضخما حضره 60 ألف فلسطيني عام 2002، وبدأت تتهمه بالتحريض. واعتقل في 2003، إضافة إلى 13 من قادة الحركة الإسلامية بزعم أنهم قاموا بتبييض أموال لحساب حركة حماس وبتهم الاتصال بجهات معادية. وأخذت إسرائيل تضيق أكثر عليه، وقال جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إنه يوجد أساس راسخ لتقديمه وعدد من قادة الحركة الإسلامية للمحاكمة.