نصر الله: نحن من يتم تركيب التهمة لنا.. ومستعدون للحوار لا التسويات

قدم «جرعة ثانية» من مواقفه حيال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان

TT

قدم الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله «الجرعة الثانية» من التساؤلات حول القرار الظني المرتقب صدوره عن المدعي العام في المحكمة الدولية الخاص بلبنان، واعدا بالإفراج عن المزيد من المعلومات التي يملكها، والتي قال إن الوضع اللبناني لا يحتمل أن يطلقها مرة واحدة.

وشكك نصر الله في حيادية لجنة التحقيق الدولية التي قامت بالتحقيقات في قضية اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، معتبرا أن حزب الله هو الجهة «التي يتم تركيب التهمة لها»، مشيرا إلى أن ما يقوله الإعلام الإسرائيلي في هذا الصدد «صحيح ويتقاطع مع معلوماتنا ومن قلب التحقيق والمحكمة الدولية، والمعلومات نفسها قالها مسؤولون أمنيون قبل مدة في لبنان»، وقال نصر الله في كلمة ألقاها أمس، إن «لجنة التحقيق ذهبت منذ اليوم الأول إلى فرضية واحدة وركبت اتهاما وحكما وذهبت تبحث له عن أدلة»، معتبرا أنه «إذا لم يتم التوصل إلى الحقيقة فلن تكون هناك عدالة، بل ظلم ونحن نطالب بالعدالة، والعدالة هي أن يعاقب من قتل رفيق الحريري، وغير ذلك هو ظلم». ودعا إلى «تشكيل لجنة لبنانية، إما برلمانية أو قضائية أو أمنية أو وزارية، وعليها أن تأتي بالشهود، وأن يأتوا بمحمد زهير الصديق، وهم يعرفون أين هو، ويسألونهم من فبركهم ومن زودهم بالمعلومات التي يجب أن يقولوها». وأضاف: «هل أتى الشهود من السماء أم أن هناك من صنعهم؟ أنا أطرح أسئلة، لا أطلب لها أجوبة لأنني أعرف إجابتها بل أسأل ليتساءل الناس، وما أطلبه ليس ليتحقق بل لإقامة الحجة».

وسأل: «ألا يحق للبنانيين أن نأتي بالذين فبركوا شهود الزور ونعرف لماذا ضللوا التحقيق 4 سنوات ومحاسبتهم؟»، مشيرا إلى أنه «إذا لم تريدوا أن تحاسبوهم، فالحد الأدنى أن تطردوهم من محيطكم بدل أن يبقى كل الذين فبركوا شهود الزور في حمايتكم ورعايتكم». واعتبر أنه «إذا أرادوا أن يكون هناك فعلا بداية جدية، فهذه هي البداية ومن يريد أن يثبت حرصه على تحقيق العدالة يجب أن يبدأ من هنا»، متسائلا: «هل لجنة تحقيق يؤلفها الأميركيون والحكومة البريطانية ويكون ضباط التحقيق فيها ضباطا يؤتى بهم من أجهزة مخابرات على صلة وثيقة بالموساد الإسرائيلي، نأتمنها على قضية كبيرة بهذا المستوى؟ والمسار الذي أخذته لجنة التحقيق هل يوصل إلى الحقيقة، وبالتالي يوصل إلى العدالة؟».

وشدد على أن «أي شيء ليس مبنيا على الحقيقة هو الاغتيال الثاني لرفيق الحريري لأنه يضيع القتلة ويعاقب المظلومين». وأضاف: «هل سلوك لجنة التحقيق الدولية قبل تشكيل المحكمة كان يؤدي إلى معرفة الحقيقة؟ قطعا لا». وأكد أن لديه «أدلة سنتكلم بها إنشاء الله».

ولفت إلى أن «قول كل ما أريده في هذا الموضوع دفعة واحدة لا يتحمله البلد ولذلك سأقوله جرعات لأنني أريد حماية البلد والمقاومة»، مؤكدا: «إننا نريد معرفة حقيقة اغتيال الحريري وهذا موضوع عليه إجماع وطني، ولم يطلب أحد من عائلة رفيق الحريري أن ينسوا هذه الحقيقة وينسوا الملف». وأضاف: «هم لن يفعلوا ذلك ولم يطلب أحد منهم ذلك ولن يطلب أحد منهم ذلك، وتداعيات الاغتيال دفعنا ثمنها كلنا في لبنان والمنطقة بنسب متفاوتة».

وتوقف عند نداء لرئيس الحكومة الأسبق سليم الحص أمس، وقال: «أنا أحترم أي شيء يقوله هذا الرجل، عندما يكون مقاومة سيعتدى عليها، ويفتح من خلالها باب الاعتداء على لبنان»، معتبرا أن «هناك مجلس وزراء يتحمل مسؤوليته، وهذا ما دعا إليه الحص». وأشار إلى أنه «إذا دعي مجلس الوزراء لمناقشة الموضوع فنحن متجاوبون، وإذا دعي إلى طاولة الحوار فنحن متجاوبون، وإذا أراد أحد أن يجلس معنا على قاعدة أن هناك متهمين من عندنا ولنقم بتسوية فلن نقبل، أما على قاعدة الحفاظ على البلد فنحن جاهزون».

وفي موضوع المقاومة، قال نصر الله إن «الأميركيين سعوا عام 2000 لفتح الباب معنا ونحن أقفلناه لأننا نعتبر أن أميركا هي إسرائيل، وأميركا هي من شنت حرب يوليو (تموز) 2006 وإسرائيل نفذت». واعتبر أن «مشكلة العالم، وحتى الأميركيين، أنهم يريدون أن يصبح حزب الله حزبا سياسيا بالكامل، ومشكلتهم ليست أن حزب الله حزب إسلامي، بل المشكلة أنه مقاومة وأنه يرفض أن يكون وطنه لبنان ضعيفا وأن يأتي أحد في هذا العالم ليفرض عليه شروطا مذلة، ويرفض التسوية الأميركية - الإسرائيلية التي تريد أن تصادر الأرض وتحرم ملايين الفلسطينيين من العودة إلى بيوتهم، وهذه المشكلة ليست قابلة للتسوية».

ولفت إلى «إننا كنا ننوي أن يكون احتفال النصر في 30 يوليو، ولكن نزولا على رغبة رئيس الجمهورية، باعتبار أن هناك ضيوفا كبارا (ما يتردد عن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد وأمير دولة قطر حمد بن خليفة) قد يأتون إلى هذا البلد ويحتاجون إلى تغطية إعلامية، رضينا أن نؤجل الاحتفال إلى يوم الثلاثاء».

وشدد على أن «المقاومة التي قدمنا في طريقها ومن أجل أهدافها أغلى ما عندنا، هي أغلى ما عندنا ولن نسمح لا لصغير ولا لكبير في هذا العالم أن يمس شيئا من كرامتها». واعتبر أن «المقاومة هي الوحيدة في تاريخ لبنان التي تجعل لبنان في قلب المعادلة الإقليمية وتجعله فاعلا وحاضرا ومؤثرا وليس قابلا ومتلقيا ومفعولا به، وهذا لم يحصل لا بنظريات قوة لبنان في ضعفه ولا نتيجة الارتماء في أحضان الآخرين ولا بنتيجة الاستقواء بالآخرين». وقال: «سورية وإيران ساعدوا المقاومة في لبنان، ولكن المقاومة في لبنان هي التي قاتلت».