طالبان تعلن مقتل أحد الجنديين الأميركيين المفقودين وتستولي على منطقة استراتيجية في شرق أفغانستان

الأميرال مولن في كابل للقاء مسؤولين عسكريين

افغاني معوق يمر اسفل ملصق دعائي ضخم يتعلق بالانتخابات البرلمانية المقبلة بعد ايام من مؤتمر الجهات المانحة بمشاركة اكثر من 40 وزير خارجية , والذي اعلن فيه الرئيس حميد كرزاي استعداد بلاده تسلم المهام الامنية بحلول عام 2014 (أ. ف .ب )
TT

قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان أمس إن طالبان أسرت أحد الجنديين الأميركيين المفقودين في أفغانستان وإن الثاني قتل. في حين أن عمليات البحث لا تزال جارية للعثور على العسكريين الأميركيين الاثنين المفقودين منذ الجمعة في أفغانستان. وأضاف ذبيح الله مجاهد لـ«رويترز» في مكالمة هاتفية من مكان مجهول، أن قيادة طالبان ستقرر في وقت لاحق مصير الجندي الأسير. وكانت قوة المعاونة الأمنية الدولية تحت قيادة حلف شمال الأطلسي ذكرت أول من أمس أن الجنديين الأميركيين فقدا بعد مغادرة قاعدتهما في العاصمة كابل في مركبة يوم الجمعة. وقال ذبيح الله مجاهد إن «الجنديين الأميركيين قدما أول من أمس إلى منطقة شرخ في ولاية لوغار. وهاجمهما مقاتلونا فقتل أحدهما في تبادل لإطلاق النار وأسر الآخر». وأضاف المتحدث «نقلنا جثة (الجندي القتيل) والجندي الأسير إلى مكان آمن». وتابع «سننشر لاحقا تفاصيل عن العملية وهوية الجنديين. لم نتخذ قرارا بعد بشأن مصيرهما وبشأن مطالبنا مقابل الإفراج عن الأسير».

وأمس، واصلت القوات الدولية عملياتها بحثا عن الجنديين اللذين فقدا منذ الجمعة في ولاية لوغار جنوب كابل حيث تتمتع طالبان بنفوذ كبير. وصرح مسؤول عسكري في الحلف الأطلسي في كابل لـ«فرانس برس» طالبا عدم كشف اسمه «لا يزالان مفقودين ولم نجرِ اتصالات مع أي طرف، وبالتالي لا يمكننا التكهن بما حل بهما». وأضاف المسؤول «ليس هناك تأكيد بأنهما قتلا أو أسرا»، مشيرا إلى «شائعات» تحدثت عن مقتل أحد الجنديين. وبحسب المتحدث باسم حاكم لوغار دين محمد درويش، فقد كان الجنديان «غادرا قاعدتهما مساء الجمعة للتوجه إلى مناطق يسيطر عليها العدو».

وبحسب درويش «قتل أحدهما ووقع الثاني» في الأسر لدى طالبان. وتبث محطتان محليتان لصالح الحلف الأطلسي رسائل تحدد فيها أوصاف المفقودين وتقدم مكافأة بقيمة 10 آلاف دولار لأي معلومات تسمح بالعثور على الجنديين، بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في لوغار. وبحسب مسؤول أطلسي، قد يكون عثر على آلية الجنديين في موقع في ولاية لوغار لم يكن من المفترض أن يتوجها إليه. واستخدمت «إيساف» وسائلها الجوية والبرية للعثور على العسكريين المفقودين اللذين انطلقا من كابل. والجندي بوي بيرغدال (24 عاما) الذي فقد منذ 30 يونيو (حزيران) 2009 هو أول جندي أميركي تعتقله طالبان منذ بدء التدخل العسكري الدولي في أفغانستان مع نهاية 2001.

وأعلن الجيش الأميركي في الثاني من يوليو (تموز) 2009 أن الجندي فقد قبل 3 أيام من قاعدة في ولاية باكتيكا (جنوب شرق)، مؤكدا أن متمردين خطفوه. ثم أكدت طالبان احتجازه.

وفي 19 يوليو، بثت طالبان شريط فيديو ظهر فيه الجندي في صحة جيدة، وطالبت بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. إلى ذلك قال مسؤولون أمس إن مقاتلي طالبان استولوا على منطقة استراتيجية من الحكومة الأفغانية بعد اشتباكات استمرت أياما بإقليم نورستان بشرق أفغانستان. على صعيد منفصل، قالت الحكومة الأفغانية إنها تدرس تقارير أوردها سكان محليون أفادت بأن نحو 40 مدنيا قتلوا في غارة شنتها القوات الأجنبية بمنطقة سانجين في إقليم هلمند بجنوب البلاد يوم الجمعة. وفي منطقة بارجي ماتال بنورستان قتل عشرات من مقاتلي طالبان وما يصل إلى 6 من الشرطة الأفغانية خلال اشتباكات استمرت أياما قبل أن تسقط المنطقة في أيدي طالبان أثناء الليل. وتحتل بارجي ماتال أهمية للحكومة والمتشددين لموقعها ويتكرر سقوطها في أيدي طالبان واستعادة القوات الحكومية لها. وتقع المنطقة قرب الحدود مع باكستان، وكانت طالبان تستخدمها طريقا للإمدادات بالأسلحة والمقاتلين في 3 أقاليم، أهمها باداخستان حيث شنت طالبان سلسلة من الهجمات الفتاكة في الآونة الأخيرة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زيماراي بشاري للصحافيين، إن قوات الشرطة الأفغانية انسحبت من بارجي ماتال تجنبا لسقوط أعداد كبيرة من الخسائر البشرية في مواجهة ضغط طالبان المستمر بعد مناوشات استمرت أياما. وأضاف تعمل قوات الشرطة في نورستان حاليا على استعادتها. ولم تعقب طالبان بعد على سقوط المنطقة في أيديها والخسائر البشرية التي أفادت تقارير بوقوعها في صفوفها. وفي إقليم هلمند حيث تمرد طالبان على أشده، قال بشاري إن السلطات المحلية تراجع تقارير أوردها سكان أفادت بأن عشرات المدنيين قتلوا في غارة شنتها القوات الأجنبية يوم الجمعة. ولم يتسن الاطلاع على مزيد من التفاصيل على الفور. من جهة أخرى، وصل قائد هيئة أركان الجيوش الأميركية، الأميرال مايكل مولن، أمس إلى أفغانستان للقاء قائد القوات الدولية الجنرال ديفيد بترايوس فيما لا يزال البحث جاريا للعثور على جنديين أميركيين مفقودين منذ الجمعة. وقد وصل الأميرال مولن في الصباح (أمس) إلى مدينة جلال آباد بشمال شرقي أفغانستان، والتقى جنودا متمركزين في قاعدة جويس قبل التوجه إلى كابل لإجراء محادثات مع الجنرال بترايوس. وقال الأميرال مولن «لا يمر يوم دون أن أفكر في تضحيات» الجنود الأميركيين، في الوقت الذي سجلت فيه القوات الدولية، لا سيما الأميركية، في الأسابيع الأخيرة أكبر الخسائر منذ 2001. وشدد مولن على ضرورة التصدي للأمر على الفور. وتأتي زيارة الأميرال الأميركي بعد محطة في إسلام آباد في وقت تبحث فيه القوات الدولية عن جنديين أميركيين مفقودين منذ الجمعة في ولاية لوغار إلى جنوب كابل حيث تنتشر طالبان بقوة. وأكد مسؤول عسكري في الحلف الأطلسي أمس لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم كشف هويته «أنهما ما زالا مفقودين ولم نجر اتصالات مع أي طرف، وبالتالي لا يمكننا التكهن بما حل بهما». وأضاف المسؤول «ليس هناك تأكيد بأنهما قتلا أو أسرا»، مشيرا إلى «شائعات» تحدثت عن مقتل أحد الجنديين. وكانت قوات التحالف بدأت في أفغانستان عمليات تفتيش واسعة بحثا عن اثنين من جنود البحرية الأميركية اختفيا في منطقة شرق البلاد الخطرة، وتقول تقارير إن طالبان اختطفتهما. ورصد الجيش الأميركي مبلغ 20 ألف دولار جائزة لمن يدلي بمعلومات عن الجنديين اللذين سافرا بعربة من قاعدتهما في العاصمة الأفغانية كابل بعد ظهر الجمعة، وشوهدا آخر مرة في إقليم لوغار. وعثر على آليتهما في ولاية لوغار جنوب كابل، بحسب مسؤول في الحلف الأطلسي طلب عدم كشف اسمه. وكانت هذه القوات قد بدأت عمليات بحث جوية وأرضية واسعة فور اختفاء الجنديين، وبثت نداءات في محطات الراديو المحلية داعية إلى إعادتهما سالمين. حسب إفادات مسؤولين في حلف الناتو ومسؤولين أفغانيين. وتزامن فقدان الجنديين مع إعلان حلف الأطلسي مقتل 5 جنود أميركيين، نتيجة انفجارين نجما عن عبوتين ناسفتين يدويتي الصنع، حسبما أعلنت قوات المساعدة الأمنية (إيساف)، التابعة للحلف السبت.