بوتين يلتقي الجواسيس الروس للمرة الأولى.. ويكشف عن أنهم وقعوا ضحية «الخيانة»

أشار إلى الحياة الصعبة التي يعيشونها «من دون غطاء دبلوماسي»

TT

لأول مرة منذ عودة الجواسيس الروس إلى موسكو من واشنطن، كشف فلاديمير بوتين، رئيس الحكومة الروسية ورئيس جهاز الأمن والمخابرات الفيدرالي الأسبق، عن أنه التقى العائدين من الولايات المتحدة، ومنهم انا تشابمان، وتحدث معهم عن «الحياة» على حد قوله. وقال بوتين في معرض لقائه مع الصحافيين خلال زيارته لأوكرانيا إنهم وقعوا ضحية الخيانة، مؤكدا أن الخونة دائما ما تنتهي حياتهم نهاية بائسة، كونهم يلقون حتفهم عادة إما ضحية لإدمان الخمور أو المخدرات على هامش الحياة. واستطرد قائلا «إن أحد هؤلاء قضى نحبه على مثل هذا النحو، وليس مفهوما من أجل ماذا!» في إشارة لا تخلو من مغزى إلى سيرغي تريتياكوف الدبلوماسي الروسي السابق الذي عمل لبعض الوقت لحساب جهاز المخابرات الروسية في موقع نائب رئيس بعثتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة، وكان آنذاك سيرغي لافروف، وزير الخارجية الحالي حتى سقوطه في براثن المخابرات الأميركية بعد أن عمل عميلا مزدوجا لمدة عامين - وهو ما كتبت عنه «الشرق الأوسط» في 9 يوليو (تموز) الماضي. وكانت زوجة تريتياكوف كشفت مؤخرا عن أنه توفي في ظروف غامضة في 13 يونيو (حزيران) الماضي، أي قبل موعد الإعلان عن اكتشاف شبكة الجواسيس الروسية في الولايات المتحدة.

وإذ رفض بوتين الكشف عن المزيد من تفاصيل لقائه مع «زملاء المهنة» باعتباره ممثلا سابقا لجهاز المخابرات «كي جي بي» في دريزدن، في ألمانيا الشرقية، في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي، فإنه قال إن الحديث عن احتمالات عقابهم أمر غير لائق، مكتفيا بالإشارة إلى أنهم يعيشون حسب قوانين الأجهزة الخاصة، وأنهم سوف يواصلون العمل والحياة على أفضل نحو. أما عن تقدير ما قاموا به من مهام وعلى أي نحو فقال إنه أمر يتعلق بقوانين المهنة وتقدير رؤسائهم في العمل، وكذلك تقدير القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الدولة. وأضاف «لكم أن تتخيلوا إتقان اللغة والتفكير والحديث بها وكأنها اللغة الأم، وتنفيذ كل ما تتطلبه مهمتهم لصالح الوطن على مدى سنوات طويلة، من دون الاعتماد على أي غطاء دبلوماسي، معرضين للخطر مع كل صباح جديد أنفسهم وذويهم ممن لم يكونوا حتى يعرفون في أي مكان يعملون وأي مهام ينفذونها». وكشف بوتين عن حميمية اللقاء مع زملاء المهنة، وأنه غنى معهم على وقع عزف الفرقة الموسيقية ـغنية «من أي شيء يبدأ الوطن»، وهي الأغنية الوطنية التي طالما تغنى بها الآباء والأجداد في روسيا حبا في الوطن ومآثره وأمجاده.