الاقتتال والإرهاب يطغيان على قمة الاتحاد الأفريقي

الأفارقة يفضلون الصين على أميركا بسبب سياسات البنك الدولي.. وموسيفيني يدعو لطرد الإرهابيين خارج القارة

زعماء دول أفريقيا ووزراء خارجيتها يقفون لالتقاط صورة تذكارية على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الـ15 في العاصمة الأوغندية كمبالا أمس (أ.ف.ب)
TT

على الرغم من أن محورها الأساسي كان عن «صحة الأم والطفل»، فقد هيمنت قضيتا الصومال والسودان ورئيسه عمر البشير، وقضايا الاقتتال والإرهاب في عدة دول بالقارة السمراء على أعمال القمة العادية الخامسة عشرة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي التي بدأت أعمالها أمس وتستمر يومين. وأفادت المصادر بأن تنافسا أميركيا - صينيا على الوجود في أفريقيا ظهر واضحا على هامش أعمال القمة، وقول مسؤول بالاتحاد الأفريقي إنه يتعين على القارة أن تتحول إلى الصين كشريك للتنمية، في نفس الوقت الذي تعهد فيه ممثل للرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم مزيد من الدعم والتعاون مع الاتحاد الأفريقي لفرض الاستقرار والتنمية ومكافحة الإرهاب.

وجاء انعقاد القمة في دولة أوغندا التي تعرضت مؤخرا لهجمات دموية شنها متمردون صوماليون، وأفادت تقارير متفرقة بوجود اتجاه لزيادة قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال لأكثر من 20 ألفا وزيادة اختصاصاتها من أجل القضاء على حركة التمرد ضد حكومة الرئيس الصومالي الحالي.

ودعا الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، الاتحاد الأفريقي لطرد من سماهم الإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة خارج القارة، قاصدا بذلك الإسلاميين الأجانب الذين يعتبرهم مسؤولين عن اعتداءات أوقعت نحو 74 قتيلا في عاصمة بلاده قبل أسبوعين، قائلا في افتتاح القمة إنه يمكن إلحاق الهزيمة بهؤلاء الإسلاميين. ويشارك في القمة زعماء ورؤساء حكومات 53 دولة. وإضافة لتطلعهم إلى تعزيز التعاون من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة السمراء، يأمل مشاركون في القمة في تعزيز قوات الاتحاد الأفريقي المنتشرة في الصومال لمحاربة المتمردين الإسلاميين في حركة الشباب.

ومن المقرر أن تصادق قمة الاتحاد الأفريقي على إرسال تعزيزات قوامها ألفا جندي إلى قوة الاتحاد الأفريقي المنتشرة في الصومال، البالغ عددها حاليا أكثر من 6 آلاف جندي. كما تبحث القمة إعطاء مهمة دفاعية لهذه القوات.

وفى بداية جلسات القمة أمس أدان الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وهو بينجوا وا موثاريكا رئيس مالاوي، «الهجمات الإرهابية» التي استهدفت أوغندا يوم 11 الحالي، داعيا زعماء الدول الأفريقية المشاركة في بداية الافتتاح للوقوف دقيقة صمت حدادا على قتلى تفجيرات كمبالا، فيما قال موسيفيني في كلمته للقمة، في إشارة للحركة الصومالية الجهادية: «فلنتحرك بالتنسيق لطردهم من أفريقيا»، داعيا إلى العمل على إعادتهم إلى آسيا والشرق الأوسط «من حيث أتوا بحسب ما أعلم».

وتعهد ممثل باراك أوباما، في كلمته أمام قمة الاتحاد الأفريقي، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي للمساعدة في العمل الذي يقوم به في الصومال. وقال إن الولايات المتحدة سوف تستخدم كل الأدوات والإمكانيات الموجودة لديها سواء الدبلوماسية أو العسكرية أو المخابراتية لكي تكافح الإرهاب العالمي والقيام بحماية شعوبنا وكذلك كل حلفاء الولايات المتحدة، وسوف نحمي أيضا سيادة القانون، مشيرا إلى أن هناك 4 مجالات سياسية يجب أن يستمر الدعم الأميركي بها، الأول: مكافحة الجريمة والإرهاب. والثاني: الحكم الرشيد. والثالث: خلق ظروف وإمكانيات للتنمية الاقتصادية، والرابع ضمان حقوق المرأة الأفريقية.

من جانبها أعربت آنتا رود ميجيرون نائب الأمين العام للأمم المتحدة، وهي تشير في كلمتها أمام الجلسة الافتتاحية بالقمة للهجمات الإرهابية الأخيرة في أوغندا أن هذه الانفجارات أكدت مرة أخرى أن الإرهاب يمكن أن يحدث في أي مكان وأنه ليس هناك أي دولة بعيدة عنه وعن التهديد الذي يمثله.

ودعا عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته أمام القمة إلى مقاومة الإرهاب الدولي والإقليمي الذي لا يستهدف إلا ترويع المجتمعات والتأثير في استقرار الدول وأمنها. وقال إن هناك قلقا أفريقيا بشأن حاضر ومستقبل الصومال الذي طال الصراع فيه.