صالح يدعو الحوثيين إلى الالتزام بـ«النقاط الست».. وقوى «الحراك» إلى ترك «الفوضى»

اليمن: 8 قتلى و4 جرحى في تجدد الاشتباكات في الشمال.. ومشتبه سعودي يسلم نفسه وسيارته للأمن اليمني

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خلال حفل تخرج متدربين في دورات عسكرية متخصصة لمنتسبي قوات الأمن المركزي (أ. ف. ب)
TT

تجددت، مساء أمس، المواجهات العسكرية بين المسلحين الحوثيين من جهة، وقبائل بن عزيز في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شمال صنعاء ووحدات عسكرية من الجيش اليمني من جهة أخرى، وذلك بعد أن انهارت الهدنة التي توصلت إليها وساطة قبلية، في وقت جدد فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مطالبته للحوثيين بالالتزام بنقاط وقف الحرب.

وقالت مصادر محلية مطلعة في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن الوساطة التي يقودها مشايخ قبائل من حاشد ومأرب، اصطدمت بإصرار الحوثيين على مغادرة النائب البرلماني الشيخ صغير بن عزيز المنطقة كشرط لوقف الحرب، وكذا برفض الأخير مغادرة منطقته إلى العاصمة صنعاء، بحسب ما يطالب الحوثيين.

وأضافت المصادر أن لجنة الوساطة كانت أوشكت على التوصل إلى اتفاق نهائي، قبل أن يقول ممثل عبد الملك الحوثي في المفاوضات إنه تلقى اتصالات من صنعاء تفيد بأنه سيتم إرسال مروحية عسكرية لتقوم بنقل بن عزيز إلى صنعاء، وهي الجملة التي فضت الاجتماع وأدت إلى اندلاع المواجهات على الفور. ورفض الشيخ محمد القحوم، أحد الوسطاء، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» الحديث عن فحوى الوساطة والمفاوضات، ورفض أن يحمل أحد الطرفين المسؤولية. وغادرت لجنة الوساطة المنطقة عقب تجدد الاشتباكات، وهذه الخطوة تؤشر إلى أن المواجهات ستستمر، إلى أجل غير مسمى، حتى تتمكن وساطة جديدة من وقف المواجهات.

وفي إحصائية أولية للمواجهات التي تجددت، عصر أمس، قتل 4 مسلحين حوثيين و4 جنود وجرى تدمير عربة عسكرية نوع «همر»، وكانت المواجهات التي دارت الأيام القليلة الماضية أسفرت عن مقتل أكثر من 90 شخصا من الجانبين وجرح العشرات.

في هذه الأثناء، استبعد الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، أن تندلع حرب سابعة وجديدة بين الجيش والمتمردين الحوثيين، وقال إن خيار الدولة، في صعدة، هو «السلام والأمن والاستقرار وإعادة البناء والإعمار»، وأكد أن الدولة «ستخصص مبالغ مالية لإعادة بناء المناطق المتضررة من أحداث الفتنة». وجدد صالح، خلال خطاب قصير له في حفل تخرج متدربين في دورات عسكرية متخصصة لمنتسبي قوات الأمن المركزي، بالعاصمة صنعاء، مطالبته للحوثيين بتنفيذ النقاط الست التي التزم بها الحوثيون وفي ضوء ذلك توقفت الحرب، وكذا آليتها التنفيذية «على أرض الواقع، تحت إشراف اللجنة الوطنية المشكلة في صعدة والملاحيظ وحرف سفيان»، وقال إنه على «الحوثيين أن ينصاعوا للأمن والاستقرار والسلام».

وعرج الرئيس اليمني على التطورات في جنوب البلاد، وأعلن أنه جرى، خلال اليومين الماضيين، الإفراج عن 52 شخصا من معتقلي «الحراك الجنوبي» المنادي بانفصال الجنوب، وقال إن على من «يسمون أنفسهم بالحراك أن يبتعدوا عن الفوضى وقطع الطرق وإثارة الشغب»، وإن «باب الحوار الوطني المسؤول مفتوح للجميع تحت سقف الثوابت الوطنية»، وأردف: «كفى قطعا للطرقات وقتلا للنفس المحرمة»، وإن «الوحدة المباركة راسخة رسوخ جبال عيبان وظفار وشمسان، ومحمية ومحصنة بإرادة الشعب».

على صعيد آخر، شرعت أجهزة الأمن اليمنية في التحقيق مع مواطن سعودي يدعى أحمد صالح حديج الهمامي وهو أحد المشتبه بهم في تنفيذ هجوم إرهابي استهدف، الخميس الماضي، دورية لقوات الأمن المركزي في محافظة شبوة الجنوبية، وأسفر عن مقتل 6 جنود.

ونقل موقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن مصدر أمني في شبوة، أن الهمامي سلم نفسه، أمس، إلى السلطات بعد تعميم اسمه وأوصاف ومعلومات سيارته التي أحضرها معه إلى السلطات، بالتعاون مع بعض مشايخ القبائل.

وقال المصدر إن الهمامي «يخضع حاليا للتحقيق»، وإن حملة أمنية تواصل ملاحقة وتعقب «عناصر إرهابية ضالعة في ذلك الهجوم الإرهابي، في بعض مناطق محافظة شبوة للقبض عليهم وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل».

وكانت الداخلية اليمنية عممت اسم المواطن السعودي ورقم وأوصاف سيارته الـ«هايلوكس» نوع «تويوتا» على كافة المنافذ، ووضعت اسمه في «القائمة السوداء»، باعتباره مشتبها به، بعد معلومات بشأن تنفيذ الهجوم بسيارته، وهو الهجوم الذي تبناه «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». ويواجه اليمن، في الوقت الراهن، خمس مشكلات رئيسية، هي: تمرد الحوثيين في الشمال، «الحراك» في الجنوب، الإرهاب وتنظيم القاعدة، الأزمة السياسية بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة التي جرت محاولة أخيرة، الأسبوع الماضي، لحلها باتفاق ثنائي، وأيضا الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد. قتل 6 جنود يمنيين مساء أمس في هجوم لمسلحين مجهولين، هو الثاني من نوعه، في محافظة شبوة بجنوب شرقي البلاد، وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم وقع ليل أمس، واستهدف دورية عسكرية في منطقة العقلة بمديرية عرمة في محافظة شبوة، واستهدف دورية أمنية، مما أسفر عن مقتل الجنود الستة. ورجحت المصادر تورط تنظيم القاعدة في الهجوم الذي يعد الثاني من نوعه بعد هجوم مماثل وقع الخميس الماضي وأسفر عن مقتل 5 جنود من قوات الأمن المركزي وتوفي سادس في وقت لاحق.

وتعد شبوة إحدى المحافظات اليمنية التي يعتقد أن تنظيم القاعدة ينشط فيها بصورة كبيرة، كما أنها المعقل الرئيسي للمتشدد الأميركي من أصل يمني أنور العولقي، المطلوب للولايات المتحدة الأميركية حيا أو ميتا، بعد اتهامات وجهت إليه بالتورط في هجمات إرهابية استهدفت أميركا في أكثر من مكان، إضافة إلى التحريض على استهدافها.