مدير عام حرس الحدود لـ«الشرق الأوسط»: «أسباب أمنية» دفعتنا لإقامة مشروع «السياج الحدودي»

قال إن مواجهة التهريب في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية تعتبر «تحديا»

اللواء زميم السواط (تصوير: خالد الخميس)
TT

في أول حوار له بعد تثبيته مديرا عاما لحرس الحدود بالسعودية، قال اللواء زميم السواط، في حديث خص به «الشرق الأوسط»، إن هناك أسبابا أمنية دفعتهم للتفكير في إقامة مشروع السياج الأمني الحدودي الذي يتم العمل على إنشائه على الحدود مع دولة العراق، ويأتي ضمن مشروع تطوير ضخم يسعى لتأمين أعلى درجات الحماية للحدود السعودية.

ويؤكد مدير عام حرس الحدود أن الإحصائيات التي تم تسجيلها في مرحلة ما بعد المشروع الجديد، «أثبتت أن الموانع الصناعية المدعومة بوسائل السيطرة والتحكم الإلكتروني أسهمت بشكل لافت وملحوظ في انخفاض نسبة التهريب والتسلل في المواقع التي أنشئت فيها».

وبدا اللواء زميم السواط واثقا من النتائج المتوقعة من مشروع السياج الأمني الحدودي. وقال إن المشروع «سيؤدي إلى المزيد من ضبط الحدود، حيث سيكون هناك اعتماد على أنظمة القيادة والسيطرة والتحكم عبر آليات وتقنيات جديدة في عمليات تأمين الحدود والمراقبة والتتبع والقبض على كل من يحاول اختراق أو تجاوز الحدود». ولم يخف مدير عام حرس الحدود أن مسألة حماية وتأمين حدود بلاده تعتبرا «تحديا» بالنسبة لهم، في ظل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية.

ولعل أكثر ما يقلق العاملين في قطاعات حرس الحدود، هو مسألة التهريب والتسلل، في وقت تفيد فيه إحصائية العام الماضي بأن عدد المتسللين الذين تم إيقافهم على كامل حدود البلاد زاد على 309 آلاف متسلل، فيما تم القبض خلال الفترة ذاتها على 4380 مهربا. مزيد من التفاصيل في أول حوار لمدير عام حرس الحدود السعودية..

* ما هي الأسباب التي دفعت السعودية للتفكير في إنشاء سياج أمني على حدودها البرية، وبالأخص مع دولة العراق؟

- الأسباب أمنية، وتتمثل في منع التهريب والتسلل إلى المملكة بكل أنواعه، فنحن نعيش عصر الاتصالات وتقنية المعلومات، ولذلك فإنه لا بد من مواكبة ما يعيشه العالم من تطور في هذا المجال، كما أن وسائل وطرق المهربين والمتسللين تتطور تبعا لذلك، لهذا كان لا بد أن يتطور حرس الحدود بإدخال التقنية الحديثة ونظم المراقبة المتطورة حتى يتمكن من مواجهة ذلك، وقد أثبتت الإحصائيات أن الموانع الصناعية المدعومة بوسائل السيطرة والتحكم الإلكتروني أسهمت بشكل لافت وملحوظ في انخفاض نسبة التهريب والتسلل في المواقع التي أنشئت فيها.

* يبذل رجال حرس الحدود جهودا مضاعفة لتأمين الأراضي السعودية من أي حالات تسلل أو تهريب، ماذا سيقدم لهم مشروع التطوير الجديد الخاص بتأمين الحدود؟

- سيؤدي هذا المشروع إلى المزيد من ضبط الحدود، وسيكون هناك اعتماد بعد الله عز وجل على أنظمة القيادة والسيطرة والتحكم، فهناك آليات وتقنيات جديدة في عمليات تأمين الحدود والمراقبة والتتبع، ويتم القبض على كل من يحاول اختراق أو تجاوز الحدود، كما أن مشروع التطوير يشمل تطوير القدرات البشرية في مجال أعمال حرس الحدود لأن العنصر البشري هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن وأساس كل تطور، وذلك من خلال تعزيز وتطوير الإمكانيات ومنشآت ومرافق التدريب من جهة، ومن جهة أخرى إعادة صياغة الخطط التدريبية بما يتوافق مع مسارات التطوير الجديدة التي يشهدها حرس الحدود. كما يشمل المشروع تطوير البنية التحتية للمنشآت والآليات والطرق وإدخال التقنيات الحديثة ونظم المراقبة المتطورة في أعمال الدوريات ومراقبة الحدود. والمشروع الجديد مشروع عملاق سيقدم لمنسوبي حرس الحدود الكثير، فهو مشروع متكامل ويعد نقلة نوعية في تاريخ حرس الحدود.

* كثيرا ما توصف السعودية بأنها دولة حدودها قارة، هذا الأمر يجعلكم أمام تحد كبير، كيف تعملون لمواجهة هذا التحدي؟

- لا شك أن مواجهة التهريب والتسلل على الشريط الحدودي البري والبحري لحدود مثل حدود المملكة في ظل الظروف والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية يشكل تحديا أمنيا.. لكن بفضل الله عز وجل ثم بدعم ولاة أمرنا - حفظهم الله - وبهمم رجال حرس الحدود الذين يعملون ليل نهار على حراسة الثغور وحماية حدود المملكة واستخدام أحدث التقنيات، سيتم التصدي لكل من يحاول المساس بأمن بلدنا بقوة وحزم، وللإنصاف فإن رجال حرس الحدود يعملون في مناطق نائية وعرة بعيدة جدا عن المدن، وقد لا تجد في بعض الأماكن إلا هم، ومع هذا كله تجد معنوياتهم عالية وعزائمهم تهد الجبال، ويعملون بكل إخلاص وحيوية، ونسأل الله لهم التوفيق والعون.

* الحدود الشمالية، الحدود الغربية، الحدود الجنوبية، الحدود الشرقية.. ما أبرز الأمور التي تقلقكم والعابرة لكل من تلك الحدود؟

- درجة الاستعداد والجاهزية لمواجهة كل الأمور في كل مناطق الحدود عالية، وأكثر ما يقلقنا هو التهريب والتسلل بكل أنواعه وأشكاله، وتشير الإحصائيات التي يتم نشرها من قبل حرس الحدود عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى أن أكثر حالات التسلل والتهريب التي يتم ضبطها تتركز في المناطق الجنوبية، كما سجلت الإحصائيات انخفاضا كبيرا في حالات التهريب والتسلل في حدودنا مع العراق بعد تنفيذ مشروع السياج الأمني واستخدام العوائق الصناعية ونظم المراقبة والرادارات الحديثة، بينما تكثر حوادث الغرق في المناطق البحرية، وهناك خطط لخفض نسبة هذه الحالات إلى الحدود الدنيا، وإن شاء الله يتحقق ذلك.

* وماذا عن الحدود البحرية كيف سيتم تأمينها؟

- الحدود البحرية يتم تأمينها وحراستها من خلال تسيير الدوريات البحرية قصيرة المدى، ومتوسطة المدى، وبعيدة المدى، وزوارق التدخل السريع، حيث يتم مسح الجزر السعودية وحراسة سواحل المملكة، إضافة إلى أن هناك دوريات برية ساحلية تعمل على مدار الساعة بمحاذاة الشواطئ لمنع أي محاولة تهريب أو تسلل، وسيكون ضمن مشروع التطوير الكبير لحرس الحدود تأمين وسائط بحرية متقدمة ومنظومة رادارات لمراقبة المياه السعودية مراقبة دقيقة واكتشاف الأهداف عن بعد والتعامل معها وفق آلية حديثة، ويشمل المشروع تطوير المرافق البحرية الرئيسية، والمساندة من أرصفة بحرية عائمة وأخرى خرسانية، وورش وأحواض بحرية متطورة.