مقتل 6 في هجوم انتحاري على مكتب «العربية» في بغداد.. وإصابة نائب رئيس الوزراء السابق

المنفذ دخل الموقع دون تفتيش.. وعمليات بغداد لـ «الشرق الأوسط»: اعتقلنا عناصر أمنية بتهمة التواطؤ * مقتل 20 في انفجار استهدف الزوار الشيعة في كربلاء

جانب من الدمار الذي خلفه انفجار سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري بالقرب من مكتب قناة «العربية» وسط بغداد، أمس (أ.ب)
TT

بينما أكدت قيادة عمليات بغداد أن الهجوم الانتحاري، الذي نفذ أمس بسيارة مفخخة، كان يستهدف مكتب قناة «العربية» الفضائية في بغداد، قال مكتب سلام الزوبعي، نائب رئيس الوزراء السابق والقيادي في القائمة العراقية، بزعامة إياد علاوي، إن الهجوم استهدف منزل الزوبعي الذي أصيب إصابة بالغة نقل على أثرها إلى المستشفى مع مقتل عدد من أفراد حمايته الموجودين معه في المنزل.

ولقي ستة حتفهم وأصيب 16 آخرون بجروح بينهم الزوبعي في هجوم نفذه انتحاري يقود سيارة ملغومة.

ويقع منزل الزوبعي في شارع الزيتون بمنطقة الحارثية وسط بغداد ويبعد عدة أمتار عن مكتب قناة «العربية». وقال أحد مراسلي القناة الفضائية إن الهجوم استهدف مكتبهم وهو الثالث من نوعه خلال السنوات الأخيرة مع تواصل التهديدات، التي كان آخرها قبل نحو الشهر عندما أبلغتهم القوات الأمنية العراقية أن مجموعة مسلحة ستقتحم المكتب وتقتل منتسبيه وتفجر بعد ذلك المكان، وأن الشرطة دعتهم إلى إخلاء المقر في حينها حرصا على حياتهم.

ومن جانبه، قال اللواء قاسم عطا، المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد لـ«الشرق الأوسط» إن «الهجوم الانتحاري استهدف مكتب قناة (العربية) في بغداد، وقد كان ضحية الانفجار مقتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة تعمل في مكتب (العربية)، والشخصان الآخران من حماية النائب سلام الزوبعي لقرب منزله من مكتب (العربية)، وأصيب نحو عشرة أشخاص بجروح بينهم الزوبعي الذي يرقد في المستشفى حاليا».

وأكد عطا أن تحقيقا عالي المستوى قد فتح لمعرفة ملابسات الحادث، مشيرا إلى أن عددا من أفراد الحمايات التابعين للشركة الأمنية ودورية الشرطة المكلفة حماية المكان قد تم إلقاء القبض عليهم، ملمحا باحتمال وجود عملية «تواطؤ من قبل الشركة الأمنية مع منفذي العملية نتيجة لوجود ثلاث سيطرات تقوم بتفتيش السيارات والأشخاص قبل دخولهم إلى المكان».

بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اللواء جهاد الجابري، مدير عام مكافحة المتفجرات، أن «الانفجار وقع جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة كانت تحمل نحو 128 كلغ من مادة نترات الأمونيا، وأحدث حفرة قطرها ثلاثة أمتار ونصف المتر وبعمق متر وعشرين سنتمترا». وأكد أن «الانتحاري عراقي من مواليد 1982، يعمل في شركة (كورك) للاتصالات».

واتهم الجابري عناصر الأمن قائلا إن «السيارة وهي بيضاء اللون موديل 2008، لم تخضع لأي تفتيش من قبل الحراس، وقاموا بإدخالها بإيعاز من أحد الأشخاص الموجودين قرب مقر (العربية)». وأوضح «المتفجرات كانت موضوعة في وسط السيارة، ولو حاول أحد الحراس تفتيشها لعثر عليها بسهولة ولكن أحد الحراس أمرهم بالسماح لها بالمرور». وتابع «أعتقد أن أحد العناصر متواطئ وأن عملية التفخيخ وقعت في منطقة قريبة جدا في أحد المنازل القريبة».

ومن ناحيته، أوضح عبد القادر سعدي، أحد مراسلي قناة «العربية» لـ«الشرق الأوسط» أن «العملية الإرهابية التي تمت اليوم (أمس) سبقتها كل أنواع التهديدات للمراسلين ولمدير المكتب عبر الرسائل الهاتفية أو الرسائل المكتوبة»، وأشار المراسل، الذي يعمل على برنامج صناعة الموت، الذي تبثه قناة «العربية» أنه شخصيا تعرض للتهديد لأكثر من مرة وأن القوات الأمنية العراقية حذرته من ورود اسمه على قائمة المطلوب تصفيتهم. وأشار إلى أن برنامجي «صناعة الموت» و«مهمات خاصة»، يهتمان بأنشطة الجماعات المسلحة، متهما هذه الجماعات بأنها وراء الهجوم. كما لم يستبعد سعدي أن يكون هناك تواطؤ من قبل السيطرات المسؤولة عن تفتيش السيارات، لأنه «من المستحيل اختراق المكان دون تفتيش»، حسب قوله.

وكانت قناة «العربية» قد فتحت مكتبها في بغداد في سبتمبر (أيلول) 2003 وتعرضت مذاك لعدة هجمات في العراق. ففي 2008، نجا مدير المكتب جواد حطاب من الموت في انفجار عبوة وضعت في سيارته. وفي عام 2006، قتل سبعة أشخاص وأصيب 20 في انفجار سيارة مفخخة استهدف مكاتب القناة التي كانت في حي آخر من العاصمة العراقية. كما اغتيل بعض صحافييها في عمليات محددة الأهداف ومنهم أطوار بهجت التي قتلت في فبراير (شباط) 2006 قرب سامراء (جنوب)، بينما أصيب بعضهم في محاولات اختطاف كحال جواد كاظم في يونيو (حزيران) 2005.

إلى ذلك، اتهمت حركة أبناء الرافدين، بزعامة الزوبعي، والمنضوية ضمن قائمة علاوي، «المندسين داخل العملية السياسية» بتنفيذ الهجوم، الذي أكدت أنه كان يستهدف شخص الزوبعي.

وأشار قصي الرشيد، مدير المكتب الإعلامي في الحركة، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عملية جراحية قد أجريت للزوبعي نتيجة تعرضه للهجوم الانتحاري ظهر أمس، مؤكدا استقرار حالته. واتهم المسؤول، عن لسان الزوبعي، بأن «المندسين والمتخاذلين داخل العملية السياسية كانوا وراء استهدافه». وذكر الرشيد أن الزوبعي كان قد عقد مؤتمرا صحافيا مؤخرا أشار فيه إلى أنه «سيكشف الأشخاص الذين يقفون حجر عثرة أمام تشكيل الحكومة، كما أنه سيكشف أسرارا سياسية أخرى أمام الرأي العام وأنه سيقدم مبادرة للإسراع في تشكيل الحكومة». وأكد الرشيد أن «الزوبعي وعد بكشف التفاصيل، لكنه لم يستطع تنفيذ وعده، لأنه استُهدِف قبل أن يكشف الأسرار، ولكنه بعد خروجه من العملية سيكشف كل الأوراق السرية في المباحثات». وكان الزوبعي قد استقال من منصب نائب رئيس الوزراء في صيف عام 2007 مع وزراء جبهة التوافق الخمسة. وفي تطور لاحق أمس، قتل 20 شخصا على الأقل وأصيب 54 آخرون في انفجار قنبلتين استهدفتا زوارا شيعة على الطريق بين كربلاء ومدينة النجف.