السياب بيته بقايا من خراب.. واسمه لا يذكر إلا في المهرجانات

أغلب شباب البصرة لا يعرفون سوى تمثاله

ما تبقى من بيت الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب («الشرق الأوسط»)
TT

يعاني تراث الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب من إهمال كبير من قبل الأوساط الثقافية والحكومة العراقية، إذ أصبح بيته الكائن في منطقة جيكور بقضاء أبو الخصيب (55 كلم جنوب مركز محافظة البصرة) مجرد خراب، ولم يتبق من إرث السياب سوى التمثال الكبير على ضفاف شط العرب الذي نحته الفنان نداء كاظم وأنجز في سبعينات القرن الماضي.

مدير البيت الثقافي في البصرة حسين ابراهيم قال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك إهمالا في آثار رجال كهؤلاء بنوا البصرة وأوصلوها إلى العالمية»، وأضاف: «إن عائدية بيت السياب هي لهيئة السياحة التي هي بدورها جزء من وزارة الثقافة، ذات الموارد المالية الضعيفة، فكيف الحال بالجزء الذي بالتأكيد لا يستطيع أن يرمم أو يعيد بناء صرح ثقافي مهم كهذا».

السياب الذي حقق انعطافة في تاريخ الشعر العربي عندما أوجد مع الشاعرة العراقية نازك الملائكة مسارا جديدا في القصيدة وأسسا للشعر الحر، «أوصل البصرة والعراق إلى العالمية عندما أسس الشعر الحر»، بحسب الشاعر العراقي المقيم في دولة الإمارات العربية حازم التميمي، الذي أضاف قائلا لـ«الشرق الأوسط» لقد «وجدت لدى زيارتي الأخيرة إلى بيته أنه بقايا خراب فهل وصل الإهمال بنا إلى أن ننسى هذا العملاق الكبير ونهمل تراثه؟».

ووصل الإهمال إلى حد أن الشباب في مدينة البصرة، مدينة السياب، لا يعرفون من السياب سوى تمثاله. وقال النحات البصري أحمد السعد لـ«الشرق الأوسط» إن «السياب أصبح اليوم تمثالا فقط حتى وصل الأمر إلى أن وزارة الثقافة عندما تضع صورة له في ملصق دعائي تضع صورة التمثال لا الإنسان»، وتابع: «لو أنهم أزالوا التمثال لوجدت أن البصريين أغلبهم لا يتذكرونه فلا يوجد حتى شارع باسمه في البصرة فاسمه موجود فقط بالمهرجانات».

السياب درس في الإعدادية المركزية وسط منطقة العشار وعرف باسم «بدري» وهي الإعدادية الأشهر في المدينة، ويقول محمد قاسم، طالب في المدرسة، لـ«الشرق الأوسط» «إني لم أعرف أن الشاعر السياب الذي وجدناه في منهاجنا الدراسي هو من خريجي مدرستنا»، وزاد: «حتى مدرسونا لم يخبرونا بذلك حتى إني لم أعرف أن السياب بصري إلا عندما سألت عن صاحب التمثال الذي لم يرفعوه من مكانه بعد عام 2003 فأجابني أبي بأنه السياب». وكانت معظم التماثيل قد أزيلت من الشوارع بعد الغزو الأميركي للعراق باعتبار أنها من «رموز البعث»، ولم يتبق في الشوارع سوى تماثيل الفنانين والشعراء والساة من العصر الملكي.

وللسياب ملتقى شعري يحمل اسمه يقيمه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين في البصرة حيث قال عنه الشاعر البصري مسار رياض لـ«الشرق الأوسط»: لقد «كنت دائما أحضر الملتقى لأسمع الشعر وكنت أتساءل دوما كيف سينظمون الشعر في مهرجان خاص يحمل اسم السياب؟» وأضاف: «لكن الإجابة تأتي مع أول شاعر يصعد المنصة فأعرف حينها أن السياب قد ظلم عندما أطلقوا اسمه على مهرجان للشعر».

والسياب ولد عام 1926 في قرية جيكور وتوفي في عام 1964 بالمستشفى الأميري بدولة الكويت إثر مرض عضال.

ومن الجدير بالذكر أن السياب كان وما زال مادة خصبة لأغلب الدراسات والبحوث التي يقدمها طلبة كليات الآداب في العراق وأغلب الدول العربية.