البيان الختامي لمؤتمر «المستقبل» يرفض المساومة على العدالة ويطالب بالتوقف عن افتراض السيناريوهات

أكد أن سلام لبنان لا ينفصل عن سلام الشرق الأوسط

الأمين العام لتيار المستقبل، أحمد الحريري، في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في بيروت للتحدث عن مقررات التيار (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

أكد البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي لتيار المستقبل أنه «لا تعارض بين العدالة والسلم الأهلي، بل إن السلم الأهلي تصونه العدالة في حين أن العنف والإكراه نقيضان للاستقرار». ورأى أنه «لا مساومة على العدالة التي تمثل التزاما مبدئيا وأخلاقيا ووطنيا أمام الشهداء وعائلاتهم وكل اللبنانيين»، داعيا إلى «الابتعاد عن التهويل والتوقف عن افتراض السيناريوهات»، مشددا على «تعاون الجميع من أجل الحقيقة ومن أجل لبنان».

وفي هذا الإطار أعلن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري أن «ورشة العمل في التيار ستبدأ بعد انتهاء المؤتمر، وأن المكتب السياسي سيأخذ دوره من الآن وصاعدا»، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع السياسي نتعاطى معه بكل حكمة ومسؤولية، وذلك من موقع الحرص على البلد والسلم». وشدد على أنه «لا مساومة على موضوع المحكمة الدولية والعدالة التي لم تعد تعني لبنان أو آل الحريري فحسب، إنما باتت قضية عربية ودولية»، وقال «نحن طالبنا بالعدالة لتثبيت الاستقرار، لأنه بعد 40 عاما من الاغتيالات السياسية حان الوقت لكشف من يقف وراءها وبالتالي وضع حد لهذه الجرائم»، مستغربا الهجمة الاستباقية على القرار الظني، «الذي نريده معززا بالقرائن والأدلة، ولذلك فإن كل حديث عن هذا القرار قبل صدوره هو من باب التشويش عليه والتجريح بالمحكمة، وعلى معرفة الحقيقة التي تشكل عاملا أساسيا لتثبت الوحدة في لبنان»، ولفت إلى أن «مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان ينبذ العنف وقام على العلم وأنهى الحرب الأهلية في لبنان سيستكمل وسيحقق هدفه في بناء الدولة الديمقراطية».

وكان البيان الختامي لمؤتمر المستقبل الذي تلاه أحمد الحريري أثنى على «الحركة السياسيّة - الدبلوماسيّة النشطة التي يقوم بها دولة الرئيس (سعد الحريري) لحماية لبنان من انعكاسات العواصف الإقليمية والتهديدات الإسرائيلية، وتشديده الدائم على أن السلم في المنطقة هو الأساس، وعلى أن سلام لبنان لا ينفصل عن السلام في المنطقة». مؤكدا أن «تيار المستقبل لا يرى بديلا من قيام الدولة المؤسّسة هي نفسها على مبدأ المواطنة، ويعتبر أن الوصول إلى هذا الهدف يحتاج إلى نضال طويل ذي ممرات عسيرة، لكنه هدف يستحق النضال والتضحيات باعتباره شرطا لاستقرار الوطن وازدهار أحوال اللبنانيين. كما أنه لا يرى بديلا من تحرير مزارع شبعا وكفرشوبا وخراج الهبارية والجزء اللبناني من قرية الغجر وذلك بالمقاومة الدبلوماسية التي تقوم بها الدولة وقدرتها العسكرية إن دعت الحاجة».

وإذ رأى البيان في «تجربة الرئيس فؤاد السنيورة في الحكم في أشد المراحل دقة وخطورة مصدر اعتزاز لتيار المستقبل، ويحيي صموده وثباته على مبادئ التيار، وخط الرئيس الشهيد»، شدد على أن «منطق أن تيار المستقبل يؤمن بأنه لا تعارض ولا تناقض بين العدالة والسلم الأهلي بل يؤمن بأن السلم الأهلي تصونه العدالة، وبأن العنف والإكراه نقيضان للاستقرار والسلم ويشكلان تدميرا للوطن والدولة، ويؤكد أن لا مساومة على العدالة، التي تمثل التزاما مبدئيا وأخلاقيا ووطنيا أمام الشهداء وعائلاتهم وكل اللبنانيين ويدعو إلى التوقف عن التهويل وعن افتراض السيناريوهات، وإلى تعاون الجميع من أجل الحقيقة للجميع من أجل لبنان».

وفي الشأن الفلسطيني اعتبر «أن قضية فلسطين بقدر ما هي قضية وطنيّة للشعب الفلسطيني هي قضيّة لكلّ العرب، وأن الحل العادل الذي يتضمن قيام دولة فلسطينيّة مستقلّة عاصمتها القدس وحق العودة للفلسطينيين، هو مفتاح السلام في المنطقة. وهو في هذا المجال يجدد دعمه للمصالحات العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت 2009، ولمبادرة السلام العربية التي بادر إليها جلالته وحظيت بإجماع عربي في قمتي بيروت 2002 والرياض 2007. كما يشدد على التضامن العربي وعلى الاستراتيجية العربية الموحدة في الصراع العربي - الإسرائيلي».

وعبّر البيان عن ترحيب تيار المستقبل بـ«المرحلة الجديدة التي تمر بها العلاقات من دولة إلى دولة بين لبنان وسورية، ويؤكد دعمه توجهات وخطوات الرئيس سعد الحريري باتجاه فتح صفحة جديدة بين دولتين، وذلك من أجل تطوير العلاقات في المجالات كافة بما يخدم البلدين والشعبين، ويسجل أهمية الإنجاز المتمثل بقيام التبادل الدبلوماسي على مستوى السفارة بين بيروت ودمشق».

وفي الشأن الداخلي أوضح أن «تيار المستقبل ليس مجرد مكوّن من مكونات14 آذار التنظيمية - السياسية، لكنه مؤسس، بدماء قائده الشهيد، لتلك الحركة الوطنية الجماهيرية العابرة للطوائف والمذاهب والمناطق. لا بل يعتبر أن التيار هو الذي يُعول عليه في استمرار هذه الحركة واستنهاضها، بما هي عنوان للشراكة الإسلامية - المسيحية وضمانة للسلم الأهلي».