لبنان يتبلغ من الأمم المتحدة: لا عوائق أمام قرار تجديد «روتيني» لقوات اليونيفيل

TT

أكدت مصادر دبلوماسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان سيطلب من الأمم المتحدة عدم إجراء أي تعديل على عديد ومهام القوة الدولية المنتشرة في الجنوب خلال عملية التجديد الروتيني التي ستجرى نهاية أغسطس (آب) المقبل. وكشفت المصادر أن الانطباعات التي تكونت لدى بعثة لبنان في الأمم المتحدة تفيد بأنه لا مشكلة في ذلك، على الرغم من الأحداث التي شهدها الجنوب اللبناني مطلع الشهر الحالي بين القوة الدولية والأهالي مدعومين من حزب الله.

وكما جرت العادة منذ مجيء «اليونيفيل» إلى الجنوب عام 1978، بموجب القرار 425، يجتمع مجلس الأمن الدولي نهاية أغسطس من كل عام للتجديد لها، بناء على طلب لبنان الذي يسبق الاجتماع بكتاب رسمي ترسله الحكومة اللبنانية، وتطلب فيه التجديد لهذه القوات عاما إضافيا، وغالبا ما يكون هذا التجديد مقرونا بعبارة «من دون تغيير في الولاية»، علما بأن ولاية «اليونيفيل» خضعت للتعديل بعد حرب عام 2006 بناء على القرار 1701 الذي عزز مهامها وعديدها.

وأكدت مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية اللبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان الذي طلب هذا العام عدم تعديل أي من عناصر ولاية القوات الدولية، تبلغ من بعثته في الأمم المتحدة بأن الاجتماع سيعقد، ولن يكون هناك أي اعتراض، مما يعني الإبقاء عملانيا على المهام نفسها الموكلة لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان. ومن المتوقع أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أثناء الجلسة التي ستخصص للتجديد بعرض نتائج دراسة تقنية كانت بدأت منذ عام لتقويم القدرات العملانية لـ«اليونيفيل»، ومن ضمنها هيكلية القوة وأصولها وحاجاتها ليأخذ مجلس الأمن الدولي علما بها قبل أن يجدد الولاية من دون تعديل لغاية أغسطس 2011. وطمأنت المصادر إلى أن الأحداث التي وقعت في الجنوب، ورغم كل ما رافقها من تحليلات، تبقى فردية لا تمس بعلاقة لبنان بالأمم المتحدة التي طالما احتضنت بيروت الوكالات التابعة لها. وذكرت أن قوات اليونيفيل المعززة التي جاءت إلى لبنان إثر حرب يوليو (تموز) بناء على القرار 1701 كانت مطلبا لبنانيا، وشكلت علاقتها مع المواطنين والجيش على حد سواء مثلا يحتذى بالتعاون والتنسيق. ولفتت المصادر إلى أن لبنان كما الدول المشاركة في اليونيفيل متمسكة بالتجديد لهذه القوات من دون أي تعديل لها في مهامها أو في عدادها. وقالت «لا يوجد أي قلق عند المسؤولين اللبنانيين، لا سيما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يستبعد أي صعوبة في هذا المجال».

وفي المقابل، تقول مصادر في الأمم المتحدة إنه بعد 32 سنة على وجودهم في جنوب لبنان، لم يعد أفراد «اليونيفيل» غرباء عن نسيج هذه المنطقة، إذ تعتبر قيادة هذه القوات أن دعم السكان ضروري لنجاحها في تنفيذ مهمتها. وإلى جانب المساعدة الإنسانية، فإن التفاعل مع المجتمع المحلي يجري بصورة منتظمة على جميع المستويات. وتقول المصادر إن أفراد «اليونيفيل» مدركون بشكل خاص لضرورة احترام التقاليد والعادات المحلية، علما بأن كل الوحدات تعقد اجتماعات مع السلطات المدنية للقرى لدى وصولهم إليها، مشيرة إلى أن «اليونيفيل» تفرض قواعد سلوكية صارمة على جنودها، وتحقق الشرطة العسكرية التابعة لها بكل الحوادث، بما في ذلك حوادث الطرق. كما تتخذ كل التدابير الممكنة لتجنب تعكير صفو الحياة الطبيعية للسكان، وتحاول تجنب إحداث ضجيج مع خفض لحركة الدبابات والعربات المدرعة إلى الحد الأدنى، لا سيما ليلا.