اليمن: الحوثيون يأسرون 70 عسكريا بعد معارك طاحنة.. وأنباء عن استخدامهم دبابات

مقتل 3 من «القاعدة» بينهم القيادي الدغاري.. والناطق باسم الحوثي لـ«الشرق الأوسط»: نستبعد حربا سابعة

زعماء قبائل ومتمردون حوثيون يتجمعون في حرف سفيان باقليم عمران وكان وسطاء قد نجحوا في اتفاق على وقف اطلاق النار بين الجيش اليمني والحوثيين (أ.ف.ب)
TT

عاد الهدوء، مساء أمس، إلى مديرية حرف سفيان بشمال صنعاء، بعد أن أحكم الحوثيون سيطرتهم على المنطقة بعد نزاع مسلح لعدة أيام مع رجال قبائل موالية للحكومة اليمنية ووحدات من الجيش، في المنطقة، في حين أعلنت السلطات اليمنية مقتل 3 من عناصر تنظيم القاعدة في جنوب البلاد، بعد اشتباكات مع أفراد دورية أمنية.

وسقط العشرات من الجنود ورجال القبائل والحوثيين قتلى في المعارك التي تجددت، أول من أمس، وكان يوم أمس، هو الأكثر ضراوة، حيث تمكن الحوثيون من الاستيلاء على موقع «الزعلاء» العسكري بعد أن قتل عدد من ضباطه وجنوده، ووقع أكثر من 70 ضابطا وجنديا أسرى في أيدي الحوثيين.

وتجددت المواجهات إثر انهيار جهود الوساطة التي كان يقوم بها عدد من مشايخ مأرب وحاشد، وبعد أن رفض النائب البرلماني صغير بن عزيز، شرط الحوثيين بإبعاده من المنطقة إلى العاصمة صنعاء، غير أن مصادر رسمية أكدت أن بن عزيز أصيب ونجله في المواجهات وأن مروحية عسكرية قامت، أمس، بنقله إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج، في حين قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه نقل إلى مكان مجهول وإن نجلا ثانيا له يسمى فهد، أصيب، أيضا، في المواجهات. وبن عزيز، هو عضو في مجلس النواب وشيخ لقبيلته الموالية للحكومة والتي قاتلت إلى جانب الجيش في حربه الأخيرة (السادسة) ضد الحوثيين.

وقدرت مصادر محلية في المنطقة عدد القتلى الذين سقطوا في معارك الأمس، بنحو 40 شخصا، وأكد شهود عيان أن الحوثيين استخدموا دبابات في المواجهات، وأن رتلا من السيارات شوهدت وهي تقل مسلحين حوثيين من منطقة العشمية التي شهدت أشرس المعارك، باتجاه منطقة عيان، ومعهم الجنود الأسرى، قبل أن يعود الهدوء إلى المنطقة، ورغم أن مصادر محلية تحدثت عن قيام الطيران الحربي بقصف مواقع للحوثيين بعد استيلائهم على مواقع عسكرية، ورغم أن الطائرات الحربية سمع هديرها في سماء صنعاء، فإنه لم يتم التأكد، بشكل قاطع، من مشاركة سلاح الجو في المواجهات التي يبدو أنها حسمت، ولو مؤقتا، لصالح الحوثيين ببسط سيطرتهم على منطقة حرف سفيان الاستراتيجية في تمردهم على النظام اليمني.

واعتبر الحوثيون، وعقب معارك أمس، أن منطقة حرف سفيان «دخلت في حالتها الطبيعية، مثلها مثل بقية المناطق»، وقال محمد عبد السلام الناطق باسم عبد الملك الحوثي لـ«الشرق الأوسط» إن من سماهم «النافذين» كانوا «يحولون المنطقة إلى بؤرة»، وأضاف: «نعتقد أن الأمور أشبه بأن تكون حُلت، ولا نريد أي تصعيد على الإطلاق».

ووصف عبد السلام هذه المواجهات الأخيرة بأنها «كانت ضرورية، لأن دماءنا كانت تسفك في كل مكان»، وقال: «نحن الآن سنسهم في احتواء الأوضاع ولا توجد لدينا مطالب، أكثر من أن تكون عادلة وهي أن لا يتم استهدافنا مرة أخرى، وإذا وجد أي أحد في تلك المواقع العسكرية التي قاتلتنا، فليكن من الجيش ونزيها ولا يدعم طرفا ضد الآخر ولا يثير النزاعات».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إن كانوا بسطوا سيطرتهم على حرف سفيان، رد بالقول إن ذلك لا يعني بسط السيطرة لأن «هناك مواقع عسكرية أخرى في سفيان ولكنها لا تمارس الاعتداء علينا»، لأن هناك قادة احترموا قرار وقف الحرب والجيش والسلطة المحلية يوجدون في كل المناطق التي نوجد فيها.

وحول موقفهم من تدخل الجيش إلى جانب القبائل التي يقاتلونها، قال الناطق باسم الحوثي إن «التدخل»، يؤكد «ما نقوله دائما من أن الذين يواجهوننا هم قادة عسكريون من تجار الحروب، لا يمكن أن يساووا شيئا، إن لم يكن لديهم دعم مادي وسياسي وعسكري»، واستبعد محمد عبد السلام، تماما، حدوث حرب سابعة بينهم والجيش اليمني بصورة رسمية، واستشهد في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، بما سماها الإدارة السياسية وتصريحات الرئيس علي عبد الله صالح الأخيرة حول عدم إمكانية نشوب حرب جديدة في صعدة.

وقالت مصادر أمنية في محافظة شبوة الجنوبية إن 3 من عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قتلوا، وذلك في اشتباكات أعقبت الهجوم الذي نفذه مسلحون من «القاعدة»، مساء أول أمس، على دورية أمنية بمنقطة المعقلة بمديرية عرمة، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 6 جنود.

وقال العميد دكتور أحمد علي المقدشي، مدير امن محافظة شبوة إن أفراد الدورية اشتبكوا مع المهاجمين وقتلوا 3 منهم، بينهم قيادي بارز في التنظيم يدعى زايد الدغاري، وأضافت لموقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية أنه جرى ضبط السيارة التي استخدمت في الهجوم وأن التحقيقات الأولية تشير إلى أن نفس المجموعة المهاجمة، شاركت في الهجوم الذي استهدف، الخميس الماضي، دورية عسكرية وأسفر عن مقتل 6 جنود، مشيرا إلى أن حملة أمنية تنفذها قوات الأمن، حاليا، في بعض المناطق من محافظة شبوة، بهدف تعقب «العناصر التي تمكنت من الفرار للقبض عليها وتقديمها لأجهزة العدالة لتنال جزاءها الرادع».

ونشط تنظيم القاعدة، مؤخرا، في محافظة شبوة، فقد نفذ سلسة هجمات استهدفت قوات الأمن والجيش وأسفرت، خلال أقل من أسبوع، عن مقتل 12 جنديا وجرح آخرين. وتعد شبوة منطقة ومعقل المتشدد الأميركي من أصل يمني، أنور العولقي المطلوب للولايات المتحدة الذي يختبئ في جبال المحافظة، والمتهم بالتحريض على التطرف والإرهاب في اليمن وغيرها.

ونفذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في الآونة الأخيرة، سلسلة هجمات ضد مقار أمنية ومخابراتية وضباط أجهزة المخابرات في محافظتي عدن وأبين الجنوبيتين، وتبنى التنظيم، رسميا، تلك الهجمات بعد اتهامه للحكومة اليمنية بـ«العمالة» للولايات المتحدة الأميركية.

ومحافظة شبوة من المحافظات اليمنية الهامة، حيث تحتضن في باطنها ثروات هائلة من الغاز والنفط، هذا فضلا عن كونها مجاورة لمحافظات مماثلة لها كمحافظتي حضرموت ومأرب، إضافة إلى أن هذه المناطق بدوية وقبلية ولم تتمدن بعد.